يتمتّع زيت الزيتون بشهرة واسعة خصوصًا في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وهو من الزيوت الغنيّة بالفوائد ما جعله أحد المصادر المهمّة لعديد العناصر والمُغذيات.
يحتل زيت الزيتون صدارة قائمة أجود أنواع الزيوت النباتية، وتُعد إسبانيا تليها اليونان أكثر الدول المُنتجة لزيت الزيتون حول العالم، كما حجزت المغرب وتونس وتركيا مواقعها بين قائمة أكثر المُنتجين لزيت الزيتون.
يُستخرَج الزيت من ثمار الزيتون بعد قطفها وجمعها ثم سحقه وعصره بتقنياتٍ مختلفة للحصول على هذا الزيت، إذ يمرّ الزيت خلال مرحلة استخراجه بعديد الخطوات التي تضمن الحِفاظ على جودة مكوناته وعدم الإضرار بها، وتعتمد وفرة ونوعية مكونات زيت الزيتون على عددٍ من العوامل، مثل الظروف المناخية، التربة، الريّ، وقت القِطاف، التقنيات المُستخدمَة في عَصر الزيتون، إضافة إلى ظروف التخزين ومدته.
أنواع زيت الزيتون:
- زيت الزيتون البِكر (Virgin Olive Oil): درجة حموضته لا تتجاوز 2 غرام/100 غرام.
- زيت الزيتون البكر الممتاز أو الفائق (Extra-Virgin Olive Oil): درجة حموضته لا تتجاوز 0.80 غرام/100 غرام، برائحة وطعم مثاليين، وهو بالتالي أفضل وأجود أنواع زيت الزيتون.
مكونات زيت الزيتون:
أبرز مكونات زيت الزيتون:
- أحماض دهنية أُحادية الإشباع بنسبة 98% إلى 99%، وهي من أبرز من يُميّز زيت الزيتون مُمثلةً بحمض الأُولييك (Oleic acid) والحمض النخيلي (Palmitoleic acid).
- أحماض دهنية متعددة الإشباع، أبرزها حمض اللينوليك (Linoleic acid) وحمض اللينولينيك (Linolenic acid).
- أحماض دهنية مُشبعَة، من أبرزها حمض الميريستيك (Myristic acid)، وحمض النخليك (Palmitic acid)، والحمض الشحمي (Stearic acid).
- الستيرولات (Sterols)، تربينويدات (Terpenoids)، الكحولات الأليفاتية (Aliphatic alcohols)، صبغات طبيعية، فيتامين E، مركبات فينولية قطبية (Polar phenolic compounds)، أمّا هذه الأخيرة فتشمل مُركبّات هيدروكسي تيروسول (Hydroxytyrosol) ومشتقاته وهو الذي يُكسِب زيت الزيتون فوائده الصحيّة الجمّة.
أبرز فوائد زيت الزيتون الصحيّة
يكتسب زيت الزيتون مكانة بالغة الأهمية بين أكثر الزيوت ذات القيمة الغذائية العالية بفوائد صحيّة بالغة الأثر لِما يحتويه من مكونات ضرورية للجسم، وتِبعًا لأحدث الدراسات فإنّ لزيت الزيتون فوائد صحيّة مُثبتَة ومنشورة في عدد من المجلات العلمية:
- السيطرة على استقلاب الدهون في الجسم، إذ أشارت مجموعة من الدراسات التي أُجريَت بين العامي 2016 و2022، إلى أنّ الاستهلاك المنتظم من زيت الزيتون البكر له تأثير إيجابي في ضبط استقلاب الدهون والكربوهيدرات، والحِفاظ على الوظائف المُضادة للالتهابات في الجسم.
- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، فهو يُسهم في تخفيض ضغط الدم المرتفع، وتحسين قدرة البطانة الداخلية للقلب والشرايين على أدائها لعملها، كما أنّ لزيت الزيتون البكر الممتاز القدرة على وقاية النساء بعد انقطاع الطمث من الإصابة بالسكتة الإفقارية.
- تخفيف الوزن، ففي تجربة نُشِرت نتائجها عام 2021 في مجلة (Int. J. Clin. Pract.) لُوحِظ نقصان محيط الخصر لدى المُشاركين بعد استهلاكهم 25 مل من زيت الزيتون البكر الممتاز يوميًا دون الحاجة لاتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية.
- رفع مستوى الأداء الذهني والمعرفي وتحسين الصحة النفسية بتخفيف القلق والاكتئاب، ممّا يُحفّز استخدامه كعامل وقاية ضد المشكلات العصبيّة، ولعلّ أبرزها مرض ألزهايمر الذي تناولته دراستين نُشرتا في العام 2021 في مجلة (Exp. Gerontol) وقد أشارت النتائج إلى إمكانيّة استخدام زيت الزيتون البكر الممتاز كعامل وقاية ضد مرض ألزهايمر.
- علاج بعض المشكلات التي قد تصيب المعدة والأمعاة، ففي تجربة نُشرت نتائجها عام 2020، تبيّن بأنّ استخدام زيت الزيتون البكر الممتاز له تأثير فعّال في علاج التهاب القولون التقرحي، فقد خفّف زيت الزيتون من معدل الأعراض المزعجة المرافقة لالتهاب القولون التقرحي، مثل النفاخ، والإمساك، ومشاكل التغوّط.
يُشير الباحثون إلى ضرورة مواصلة واستكمال الأبحاث والتجارب التي تُركّز على الفوائد الصحيّة لزيت الزيتون بأنواعه، للخروج بتوصيات ونتائج مُحقّقة حول زيت الزيتون وعلاقته بالأمراض علاجًا ووقايةً.
المراجع:
- Isaakidis A, Maghariki JE, Carvalho-Barros S, Gomes AM, Correia M. Is There More to Olive Oil than Healthy Lipids? Nutrients. 2023 Aug 18;15(16):3625. https://doi.org/10.3390%2Fnu15163625