يُعدّ تصلب الشرايين وخسارتها لمرونتها أحد أهم العلامات المبكرة للإصابة باضطرابات القلب والأوعية الدموية، والذي ينجم عن فقدان الشرايين للألياف المرنة وتصلب ألياف الكولاجين الموجودة في جدرانها، وعادةً ما يرتبط ذلك بالإصابة بالالتهابات أو ارتفاع ضغط الدم، كما يمكن أن يحصل جراء تراكم الكوليسترول على هيئة لويحات (Plaques)، مما يؤدي إلى تغير في تركيبة الشريان ذاته.
يُشَار إلى أنّ تحديد عوامل الخطر المؤدية إلى الإصابة بتصلب الشرايين وفقدانها لمرونتها لدى اليافعين أمرًا في غاية الأهمية، إذ قد يُجنبهم التعرض لمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية فيما بعد، وهذا ما دفع مجموعة من الباحثين البريطانيين إلى البحث في علاقة التأثير التراكمي لاتباع الأطفال نظام غذائي غير صحي على المدى البعيد في صحة القلب والأوعية الدموية.
ركز الباحثون في دراستهم الحشدية (Cohort study) على تحليل بيانات النظام الغذائي لما يربو على أربع آلاف طفل ضمن أعمارٍ محددة؛ سن السابعة، وسن العاشرة، وسن الثالثة عشر، ثم جرى فحص سماكة جدران الشرايين ومدى تصلبها لدى هؤلاء الأطفال لدى بلوغهم سن ال17 و24 عامًا.
خلُصت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن الأطفال في سن السابعة والعاشرة ممّن اتبعوا نظامًا غذائيًا ذو سعراتٍ مرتفعة، ومحتوى عالٍ من الدهون والسكريات، وقليل بالألياف والخضراوات والفواكه، عانوا من فقدان شرايينهم لمرونتها في سن السابعة عشر، مقارنةً بنظرائهم من الأطفال الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا منخفض السعرات والدهون والسكر، أو الأطفال الذين اتبعوا نظام حمية البحر المتوسط التي تشمل استهلاك الخضراوات والفواكه، والحبوب الكاملة، وزيت الزيتون.
المرجع:
- Buckland, G., et al. (2024). Associations of childhood diet quality scores with arterial stiffness and carotid artery intima-media thickness in adolescence/early adulthood: findings from the ALSPAC cohort. British Journal of Nutrition.https://doi.org/10.1017/s0007114523002763