ألم البطن: أشهر أسبابه، كيفية تشخيصه، طرق العلاج الممكنة

كتابة: دكتور أنس البطيخي - جراحة عامة
الأحد ، 21 نيسان 2024 | (الأردن)

ألم البطن من أكثر المشاكل الهضمية التي قد يشعر بها المرضى، والتي يرتادون بسببها عيادات الأطباء بحثًا عن السبب والعلاج، يُعد كل من ألم المرارة وعسر الهضم والتهاب المعدة من أكثر مسببات أوجاع البطن شيوعًا، فكيف يمكن تشخيص كل منها؟ وما هي أعراض ألم البطن في كل حالة؟ وهل يمكن علاج ألم البطن والتخلص منه نهائيًا بمعرفة السبب والسيطرة عليه؟

يُعد ألم البطن من أكثر المشكلات الصحيّة شيوعًا لدى مرضى أقسام الطوارىء في المستشفيات، وقد تُعزى آلام البطن لعدة أسباب، فمثلًا يمكن أن يكون عسر الهضم هو السبب أحيانًا، إذ تشير إحدى الدراسات التي أُجريت في الأردن إلى أنّ أكثر من 60% من السكان يعانون من أعراض عسر الهضم، أو ما يُطلق عليه بالعامية (نفاخ البطن)، لكن قد تشير هذه الأعراض لأمراض أشد ألمًا مثل قرحة المعدة ومشاكل المرارة، أو ربما تشير لأمراض أشد خطورة مثل أورام المعدة.

تترافق أوجاع البطن عمومًا مع مجموعة من الأعراض الأكثر شيوعًا بين المرضى:

  • عسر الهضم.
  • الشعور بعدم الراحة بعد الأكل.
  • الشعور بالانتفاخ في البطن.
  • الشبع المبكر.
  • مغص البطن.
  • حرقة في أعلى البطن.

كما قد يشعر البعض بالغثيان، وربما يلاحظون خسارتهم للوزن تزامنًا مع ألم البطن.

لكن، متى يستوجب ألم البطن مراجعة الطبيب؟

يجب مراجعة الطبيب عند وجود أي أعراض تؤثر مباشرة في حياة المريض أو تعيقه عن أداء نشاطاته الاعتيادية، أو في حال رافق وجع البطن التقيؤ، أو خروج دم مع البراز، أو نزول الوزن.

في هذا المقال، سنتحدث عن أكثر 3 أسباب شهرة لآلام البطن وأمراضه:

  • ألم المرارة.
  • عسر الهضم الوظيفي.
  • التهاب المعدة.

ألم المرارة

ما هو ألم المرارة؟

ألم المرارة هو نوبات متتابعة من المغص في أعلى البطن، تحدث بنسبة عالية ليلًا وبعد تناول الوجبات الدسمة أو الكبيرة، وأحيانًا يصاحبه تقيؤ وألم في الظهر أو الكتف الأيمن.

موقع المرارة ووظيفتها

تقع المرارة أسفل الكبد وتشبه فاكهة الكمثرى (الإجاص) في شكلها، تخزّن المرارة العصارة الصفراء (Bile) وترفع تركيزها بعد إنتاجها من الكبد، إذ تسهم هذه العصارة في هضم الدهون.

ما سبب أمراض المرارة؟

يُعد فقدان المرارة لقدرتها على تركيز العصارة الصفراء سببًا لتكوُّن حصى المرارة، وهو أحد أكثر أمراض المرارة شيوعًا.

كيف يمكن تشخيص ألم المرارة؟

يكون تشخيص مرض المرارة بأخذ السيرة المرضية للمريض أولًا، ثم إذا تبيّن وجود آلام مرارية حقيقية، يطلب الطبيب إجراء فحص ألتراساوند (الموجات فوق الصوتية) للمريض، على أن يكون صائمًا لمدة 6 ساعات لضمان نجاح الفحص.

ما هو علاج حصى المرارة؟

غالبًا لا يوجد علاج لحصى المرارة إذا لم يشعر المريض بأعراض مرارية، لكن إذا كان المريض يعاني من الأعراض المرارية بعد تشخيصه، فيُنصح عندها باستئصال المرارة، ويُشار إلى أنّ العلاج المثالي في هذه الحالة هو استئصال المرارة بالمنظار عبر عملية بسيطة تُجرى داخل المستشفى، يستطيع بعدها المريض مغادرة المستشفى في اليوم الثاني من العملية.

كما يمكن علاج حصوات المرارة بالأدوية التي تستطيع تحليل حصى المرارة، لكنها قد تحتاج إلى وقتٍ طويل قد يصل لسنوات من تناول الدواء، وفي حال استطاع هذا العلاج التخلص من الحصوات المرارية فإنها تعود مرة أُخرى وبسرعة، وذلك بسبب مرض المرارة.

هل حصى المرارة خطير؟

لا يُعد حصى المرارة خطيرًا، إذ سبق أن أثبتت دراسات استقصائية بأنّ 40% من الناس لديهم حصى داخل المرارة دون أي أعراض ظاهرة عليهم، لكن حصوات المرارة قد تسبب لاحقًا انسداد داخل المرارة ثم التهاب المرارة، أو قد تسبب انسدادًا في قناة الكبد الرئيسية، أو التهاب البنكرياس.

عسر الهضم الوظيفي

ما هي أسباب عسر الهضم الوظيفي؟

لا يوجد سبب محدد لعسر الهضم الوظيفي، لكنه قد يُعزى لعدة أسباب:

  • اضطراب في توازن حركة عضلات الأحشاء مع الأعصاب، فيؤدي ذلك إلى بطء تفريغ المعدة من الطعام مسببًا الشعور بالغثيان، لكن ليس كل تأخير أو بطء في حركة المعدة قد يسبب هذه الأعراض.
  • الحساسية المفرطة للمعدة، إذ يؤدي امتلاء المعدة إلى فرط تحفيز النهايات العصبية داخل المعدة مسببًا الشعور بالمغص والتقيؤ.
  • الإصابة بالجرثومة الحلزونية (البكيتريا الملوية البوابية Helicobacter pylori) التي تؤدي لالتهاب المعدة، بالتالي ظهور أعراض عسر الهضم.
  • عوامل نفسية؛ قد يكون المرضى المصابون بعسر الهضم الوظيفي مصابون أيضًا بأمراض نفسية كالاكتئاب والتوتر العام، وبدورها قد تتسبب هذه الاضطرابات النفسية بتفاقم أعراض عسر الهضم الوظيفي، لذا فإن علاج الأمراض النفسية في هذه الحالة مهم جدًا لتخفيف الأعراض المصاحبة لأمراض الجهاز الهضمي.

كيفية تشخيص عسر الهضم؟

لا يوجد فحص معين للكشف عن عسر الهضم الوظيفي، لكن عادةً نستطيع توكيد تشخيص عسر الهضم الوظيفي بعد استثناء أمراض مشابهة أكثر خطورة، مثل قرحة المعدة، وأمراض المرارة، وأورام المعدة.

ما هو علاج عسر الهضم؟

يعتمد العلاج على التشخيص، فإذا كان يشير التشخيص في النهاية إلى أنّ المريض يعاني من عسر الهضم، فإن أفضل حل يكون بتخفيف الأعراض، من خلال البحث عن الأعراض النفسية المصاحبة أو تغيير النمط الغذائي المتبع، لكن إذا كشف التشخيص عن إصابة المريض بالجرثومة الحلزونية فيجب المسارعة للقضاء عليها.

التهاب المعدة

ما هو التهاب المعدة؟

التهاب المعدة هو التهاب بطانة المعدة، وفي حال استمر الالتهاب لأيام أو ساعات يسمى عندها بالتهاب المعدة الحاد، أما إذا استمر لأسابيع وأشهر فيسمى التهاب المعدة المزمن.

ما هي أسباب التهاب المعدة؟

أما عن أسباب التهاب المعدة فهي متعددة، أكثرها شهرة:

  • أسباب إنتانية؛ أي ناتجة عن فيروسات أو بكتيريا، وهو السبب الأكثر شهرة لالتهاب المعدة، وتُعد جرثومة المعدة أكثر الميكروبات المسببة لالتهاب المعدة، سواءً الحاد أو المزمن.
  • تناول بعض الأدوية، يمكن أن يتسبب أي دواء بالتهاب المعدة، لكن تُعد الأدوية غير الستيرويدية هي الأكثر شيوعًا، مثل ايبوبروفين (Ibuprofen)، أو ديكلوفيناك (Diclofenac).
  • أسباب بيئية، أبرزها وأكثرها شهرة هو التدخين، إذ يتسبب بضعف التروية للشرايين الصغيرة المغذية لبطانة الأمعاء بسبب مادة النيكوتين التي تحتويها السجائر، ليؤدي إلى ضعف هذه البطانة وتآكلها وتعرضها لأحماض المعدة لاحقًا.
  • أسباب مناعية، كأن يحدث خلل في مناعة الجسم تتسبّب بالتهاب المعدة.

ما هي أعراض التهاب المعدة؟

عادةً تظهر أعراض التهاب المعدة عند حدوث تغيرات على بطانة المعدة، مثل وجود التقرحات، أما أعراض التهاب المعدة الأكثر شيوعًا:

  • ألم في الجزء العلوي من البطن.
  • التقيؤ والغثيان.
  • ضعف الشهية للطعام.
  • نزول الوزن وضعف الدم.

متى يستوجب التهاب المعدة زيارة الطبيب؟

يُوصى بزيارة الطبيب عند وجود آلام في البطن مستمرة ومتزايدة مع الوقت، أو عند وجود دم مع القيء، أو نزول الوزن.

ما هي فحوصات التهاب المعدة؟

يطلب الطبيب غالبًا إجراء تحليل التهاب المعدة بإجراء فحوصات لمعرفة قوة الدم، والبحث عن أسباب التهاب المعدة، مثل فحص الجرثومة الحلزونية في البراز.

ما هو علاج التهاب المعدة؟

يبدأ علاج التهاب المعدة بتحديد السبب، لكن من المتفق عليه في الوسط الطبي البدء بالأدوية المثبطة لحموضة المعدة، وإذا كشف التشخيص عن البكتيريا الحلزونية فيمكن البدء بالعلاج الرباعي.

كتابة: دكتور أنس البطيخي - الأحد ، 21 نيسان 2024
آخر تعديل - الأحد ، 21 نيسان 2024

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية