أشارت دراسة جديدة نُشرت في الثالث والعشرين من نوفمبر المُنصرم من العام 2023 إلى ارتباط استخدام بعض الأدوية المُستخدمَة في علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder (ADHD)) بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى البعيد، ممّا يُعزّز التوصيات بضرورة توخّي الحذر عند وصف أدوية اضطراب ADHD لدى المرضى.
الدراسة التي نُشرت في مجلة (JAMA Psychiatry) استندت على تحليل البيانات للمرضى الذين سبق تشخيصهم باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بين العام 2007 وحتى العام 2020، اشتملت على ما مجموعه 278,027 مريضًا تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 64 عامًا.
جاءت النتائج لتبيِّن بأنّ الإصابة بأحد أمراض القلب بين المُشاركين ممّن تناولوا أدوية اضطراب ADHD كان بمعدل 7.34 لكل 1000 شخص، وقد كان ارتفاع ضغط الدم ومشاكل الشرايين أكثر أمراض القلب والأوعية الدموية شيوعًا بين هؤلاء، كما ارتبط ارتفاع خطر الإصابة بأحد أمراض القلب ارتباطًا وثيقًا بطول مدة الاستخدام لأدوية ADHD، فقد كانت نسبة حدوثها أعلى بعد 5 سنوات مقارنةً بتناول هذه الأدوية بعد سنة واحدة من الاستخدام، إذ وبحسب الدراسة يرتفع خطر الإصابة بأحد أمراض القلب بنسبة 4% بعد كل سنة من استخدام أدوية نقص الانتباه وفرط الحركة.
ممّا تجدر الإشارة إليه ارتباط فئة الأدوية المُنشّطة (Stimulants) من أدوية اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بمعدل أعلى من الأدوية غير المنشطة (Nonstimulants)، وهو ممّا أكدت عليه دراسة أُخرى أجراها Samuele Cortese et alونُشرت في 22 نوفمبر من العام 2023، إذ أشارت إلى أنّ الأدوية المُنشطة من أدوية اضطراب ADHD هي الأكثر خطرًا في تأثيرها برفع احتمالية الإصابة بأمراض القلب.
يشمل العلاج الدوائي لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط الأدوية المُنشطة، من أكثرها شيوعًا ميثيل فينيديت (Methylphenidate)، وأمفيتامينات (Amphetamines)، والأدوية غير المُنشطة، ومن أكثرها شيوعًا أتوموكسيتين (Atomoxetine)، وكلونيدين (Clonidine)، وجوافاسين (Guanfacine).
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة من الأمراض النفسية التي ترتبط بارتفاع مستوى النشاط وقلة الانتباه والتركيز لدى المُصاب، وقد سبق ارتفاع معدل اعتماد المرضى المُصابين به على الأدوية في الآونة الأخيرة، خصوصًا بين الأطفال والمراهقين، ومع تعالي الأصوات المُنادية بخطورة مثل هذه الأدوية وعواقبها الصحيّة على المدى البعيد، كان لا بُدّ من تكثيف الدراسات والأبحاث والحث على استحداث أدوية وعلاجات جديدة تُجنّب المرضى من الأخطار الصحيّة المُحدقة بهم جرّاء استخدام مثل هذه الأدوية.
المراجع:
- Le Zhang et al, Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder Medications and Long-Term Risk of Cardiovascular Diseases, JAMA Psychiatry (2023). doi:10.1001/jamapsychiatry.2023.4294
- Samuele Cortese et al, Long-Term Cardiovascular Effects of Medications for Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder—Balancing Benefits and Risks of Treatment, JAMA Psychiatry (2023). doi:10.1001/jamapsychiatry.2023.4126