يُمكن تصنيف إدمان المخدرات على أنّه مرض مُزمن يرتبط باعتماد المدمن القسري على المواد المُخدّرة، بحيث يتأثّر الدماغ تدريجيًّا بكميّة المواد التي يتّم تعاطيها ما ينجُم عنه تغيير سلبي أيضًا على السلوك والجوانب الإجتماعيّة والنفسيّة، بالتالي يُصبح غير قادر على متابعة حياته بشكلٍ طبيعيّ دون تعاطي هذا السُم الزُعاف المُسمّى بالمخدرات.
تتنوّع أصناف المخدّرات التي قد يعتاد الشخص المُدمن عليها كالحشيش، الهيرويين، ...إلخ، ويختلف كل منها في طريقة تأثيره وعلى سرعة اعتياد المدمن عليه، وعلى الرغم من أنّ الإدمان على المخدرات قد يبدأ بمحض التجربة وبتعاطي كميّات قليلة، إلّا أنّ مواصلة التعاطي يجعل كميّة المخدّر اللّازمة لتخطّي حالة الحاجة له لدى المدمن تزدادُ شيئًا فشيئًا مع الوقت.
يحُوز "إدمان المخدرات" على هذه السُمعة السيئة نظرًا للألم النفسيّ والإجتماعيّ الذي قد يُسبّبه للمُدمن والمُقرّبين منه؛ لِذا فإنّ الحاجة للعلاج تُصبح مُلحّة لإعادة التوازن المفقود لحياة المُدمن ومع مَن هُم حوله، وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون من النّاس فإنّ للإدمان علاجٌ ناجح وفعّال يستطيع تحرير المُدمن من سطوة الحاجة الشديدة التي تفرضها المخدرات عليه والتي تنعكس على جميع جوانب حياته.
تُعزَى أسباب إدمان المخدرات بحسب اختصاصيي الطب النفسي إلى مجموعة من العوامل والمُسبّبات التي تؤهّل البعض دون غيرهم للتوُّجه لتعاطي المخدرات والإدمان عليها، ويمكن تِعداد أكثر الأسباب شُيوعًا كالتالي:
ويُمكن أن تُساهم بعض العوامل المُحيطة في رفع استعداديّة الشخص للإدمان، مثل: التفكُّك الأُسري، رُفقاء السوء وغير ذلك من العوامل الأُخرى.
عند انغماس الشخص في مستنقع المخدّرات، تبدأ مجموعة من العلامات الجسديّة، النفسيّة والاجتماعيّة بالظهور عليه مُدلّلةً على حدوث شيء غريب في حياته، وتكون هذه الأعراض واضحة ولا تَخفى على المُقرّبين من المدمن، أكثرها شُيوعًا:
ممّا لا شكّ فيه بأنّ غياب العقل عن العمل والتفكير واتّخاذ القرار السليم يؤدّي إلى عواقب وخيمة على حياة المدمن الشخصيّة والنفسيّة، وتتعدّاها لتشمل الحياة الاجتماعيّة وعلاقاته بمن هُم حوله، بالتالي يتعرّض مدمن المخدرات لمجموعة من الآثار ذات الأثر السلبي على حياته، منها:
يخضع الشخص المُدمن على المخدرات لبرنامج علاجي شُمولي يضُم جوانب عدّة، بحيث يتمكّن من التشافي والتخلُّص من عبوديّة المخدرات في حال التزامه الكامل بالعلاج تحت إشراف المُتخصّصين النفسيين، ويُمكن تقسيم البرنامج العلاجي ليشمل الجوانب الآتية:
© 2024 - جميع الحقوق محفوظة طبكان ذ م م