استعادة أنسجة الدرقية بزراعتها في الطحال بعد استئصال الغدة الدرقية، تجربة مخبرية على الفئران

في تجربة مخبرية جديدة نُشرت عبر (Advanced Science) وأُجريَت على مجموعة فئران، أشارت النتائج إلى أنّ زراعة أنسجة من الدرقية داخل الطحال استطاع تعويض غياب الدرقية لدى الفئران التي خضعت لاستئصالها، وتمكّنت الأنسجة الدرقية الوليدة من أداء وظائفها الطبيعية، ما يُشكّل أملًا جديدًا بإمكانيّة التخلص من المشاكل المرتبطة باستئصال الدرقية.

تمكّن مجموعة من الباحثين من إعادة توليد خلايا الغدة الدرقية بعد استئصالها من فئران مخبرية، وذلك بعد زراعة أنسجة من الدرقية في الطحال، لتتفوق على الطرق التقليدية التي تتمحور حول تناول الأدوية الهرمونية للحفاظ على اتزان العمليات الحيوية لأجهزة الجسم المختلفة بضمان أداء الخلايا والأعضاء لوظائفها في غياب الدرقية.

أثارت التجربة التي أجراها مجموعة من الباحثين الصينيين من جامعة نانجينغ (Nanjing University) موجة من التساؤلات بين المُتخصصين والعامّة حول مدى نجاعة هذا الإجراء، إذ استهدف الباحثون محاولة إيجاد حلٍ نهائي وجذري لمشكلة الاعتماد المزمن على العلاج الهرموني لدى الأشخاص الذين يخضعون لاستئصال الغدة الدرقية، وذلك لغايات تعويض حاجة الجسم -جزئيًا- من الهرمونات التي تفرزها الدرقية.

تتلخّص التجربة بزراعة مجموعات نسيجية سليمة من الدرقية داخل الطحال لدى مجموعة من الفئران، إذ لاحظ الباحثون بأنّ الأنسجة المزروعة تمكّنت من استعادة التروية الدموية بكفاءة خلال 48 ساعة وتكوين حويصلات الدرقية المُشابهة لتلك الطبيعية بعد 4 أسابيع من زراعتها.

أمّا عن علاقة أنسجة الدرقية المزروعة بأنسجة الطحال المُحيطة بها، فقد أشار الباحثون إلى أنّ أنسجة الدرقية استطاعت الاندماج مع مُحيطها النسيجي في الطحال مع الحفاظ على خصائصها، كما أنّها تبنّت ذات الدور الوظيفي الذي تؤديه الغدة الدرقية السليمة في الجسم، فقد تمكّنت أيضًا من ضبط العمليات التي كانت تضطلع بها من خلال هرمونات الدرقية كاستجابة للمُحفّزات الوظيفية.

تُشكّل نتائج هذه الدراسة بارقة أمل تُحفّز مزيدًا من البحث للتحقق من مدى فاعليّتها وأمان استخدامها سريريًا، في طريق تخليص المرضى من المشكلات والاضطرابات الناجمة عن اختلال الدرقية، خصوصًا بأنّ إزالة الدرقية غالبًا ما يكون في المراحل المُبكّرة من اكتشاف المرض ما يُعني بأنّ جزءًا من النسيج ما زال سليمًا ويمكن الاعتماد عليه لإستعادة وظائف الدرقية من خلال زراعتها.

يُذكَر بأنّ سرطان الدرقية شهد ارتفاعًا ملحوظًا بأعداد الإصابات في السنوات الأخيرة بمعدل 500,000 حالة جديدة سنويًا، ويعتمد الأطباء رئيسيًا على استئصال الغدة الدرقية للتخلص من الخلايا السرطانية فيها، ما ينجُم عنه حاجة المرضى لتناول الأدوية الهرمونية طيلة حياتهم المُتبقيّة في محاولة للتعويض الجزئي عن وظائف الدرقية الغائبة، وهو ما لا ينجح كليًا لدى غالبيّة المرضى الذين تكون استجابتهم للأدوية الفموية ضعيفة إلى حدٍ ما، إذ إنّ العلاج الهرموني الفموي يُسهم في استعادة الجسم لبعض الوظائف الأساسية فقط.

المرجع:

  • Xue‐Jiao Tian et al, Regeneration of Thyroid Glands in the Spleen Restores Homeostasis in Thyroidectomy Mice, Advanced Science (2023). DOI: 10.1002/advs.202305913

كتابة: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan - الأربعاء ، 13 كانون الأول 2023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري العلاج الهرموني للغدة الدرقية أونلاين عبر طبكان
احجز