احتقان البروستات: ما هو علاجه؟ وما هي أسبابه وأعراضه؟

يُعد احتقان البروستات من الاضطرابات التي تتسبب بعدم الارتياح والانزعاج لكونها تُسبّب عدة أعراض، مثل الرغبة في القذف دون الاستثارة الجنسية وخروج سائل البروستات عبر الإحليل دون وجود سببٍ لذلك بعد التغوُّط، وتعتمد طرق العلاج على تجنُّب العوامل المُسبِّبة للاحتقان، فضلًا عن بعض العلاجات الأُخرى، مثل أقراص الزنك.

يُعد احتقان البروستات (Abacterial Prostatitis/Prostate Congestion) من الاضطرابات التي تصيب بعض الذكور وتتمثّل بتجمُّع السوائل واحتباسها في البروستات والحويصلات المنوية،[1] ومن الجدير بالذكر أنّ احتقان البروستات قد يؤثر في حياة المريض، فقد يُسبّب تراجع الأداء في العمل أو العزلة الاجتماعية، فضلًا عن تقلب المزاج وحدّته.[2]

ما هي غدة البروستات؟

غدة البروستات (Prostate Gland) هي أحد أعضاء الجهاز التناسلي الذكري، وهي صغيرة بحجم حبة الجوز وتتميّز بمرونتها لوجود طبقة من النسيج الضام تغلفها من الخارج، تتواجد غدة البروستات في تجويف الحوض تحديدًا بين المثانة البولية والعضو الذكري، ويمرُّ خلالها الإحليل (القناة التي تحمل البول والسائل المنوي للخارج)،[3] وتنقسم البروستات إلى أربع طبقات:[3][4]

  • الطبقة الأمامية (Anterior): هي الطبقة الخارجية، وتتكون من العضلات والأنسجة الليفية.
  • الطبقة المحيطية (Peripheral): أهم طبقات غدة البروستات، إذ تتكوّن من الأنسجة الغدية، وتمثّل نحو 70% من كتلة غدة البروستات.
  • الطبقة المركزية (Central): تُشكّل نحو 25% من كتلة غدة البروستات، وتحيط بالقنوات الدافقة (Ejaculatory Ducts) من الخارج.
  • الطبقة الانتقالية (Transition): هي الطبقة الداخلية من غدة البروستات، وتحيط مباشرةً بالإحليل.

وظيفة غدة البروستات

تُمثل غدة البروستات أهمية بالغة وبالأخص فيما يتعلق بالخصوبة،[3] إذ تؤدي غدة البروستات عدة وظائف، أهمها:[3][4]

  • إفراز سائل البروستات، وهو سائل خفيف شبيه بالحليب يُسهم في تكوين السائل المنوي، إذ يُشكل نحو 20% إلى 30% من حجم السائل المنوي، ويتكوُّن من عدة مواد تجعل من السائل المنوي بيئة مناسبة للحيوانات المنوية، مثل الزنك وحمض الستريك (Citric Acid)، فضلًا عن بعض الإنزيمات، مثل مستضد البروستات النوعي (Prostate-Specific Antigen).
  • الانقباض أثناء القذف لتغلق الفتحة بين المثانة والإحليل، ممّا يمنع خروج البول أثناء القذف، بالإضافة إلى منع السائل المنوي من التدفق داخل المثانة البولية.
  • تحويل هرمون التستستيرون (Testosterone) عن طريق الإنزيم المختزل 5 ألفا (5-Alpha Reductase) إلى الصورة النشطة التي تُعرف بثنائي هيدروتستوستيرون (Dihydrotestosterone)، والذي يُمثّل أهمية بالغة في ظهور الخصائص الجنسية الثانوية لدى الذكور، مثل نمو شعر الوجه.

ما هو احتقان البروستات؟

احتقان البروستات هو اضطراب نفسي جسدي، يعاني فيه المريض من احتقان وتورُّم غدة البروستات وبالأخص الطبقة المحيطية التي يُفرَز منها سائل البروستات، وذلك دون إصابة البروستات بأى نوع من العدوى أو الأمراض العضوية، وإنمّا يحدث احتقان البروستات نتيجة تراكم سائل البروستات وعدم تصريفه أثناء القذف، غالبًا لا يعاني الرجال المتزوجون من احتقان البروستات، وعادةً ما تتسبّب العادة السرية باحتقان البروستات إذا ما حاول الشخص الإقلاع عنها، لِذا فهي تُعد آفة تعلَق بالشخص الذي يمارسها مُسببةً له الأذى.[1][5]

أعراض احتقان البروستات

تشمل أعراض احتقان البروستات:[1][5]

  • الرغبة في القذف حتى دون استثارة المريض جنسيًا، نتيجة الشعور بالامتلاء في غدة البروستات أو/والحويصلات المنوية، إذ يشعر المريض بتراكم السائل خلف العضو الذكري، أو في منطقة العجان (Perineum) (المنطقة بين فتحة الشرج وكيس الصفن الذي يحمل الخصيتين)، وتزداد تلك الرغبة في المساء أو الصباح الباكر نتيجة الانتصاب الليلي، ممّا قد يزيد من تكرار مرات الاحتلام، فضلًا عن الرغبة الشديدة في ممارسة العادة السرية لدورها في تصريف السائل المنوي أثناء القذف، ومن ثم التخفيف من الأعراض، ممّا قد يصيب المريض باليأس والإحباط والشعور بانعدام الإرادة والقدرة على ضبط النفس في حال الاستسلام لتلك الرغبة.
  • ثَرّ البروستات (Prostatorrhea): خروج سائل البروستات عبر الإحليل بدون القذف؛ إذ تتسبّب الأمعاء المُمتلئة بالغائط بالضغط على غدة البروستات المُحتقنة بالسائل ما يدفعه عبر الإحليل ليخرج لوحده أو مدفوعًا بالبول.
  • زيادة كمية السائل المنوي نتيجة تراكم سائل البروستات، مما يتسبّب بطول مدة القذف عن المعتاد لدى الرجال المتزوجين، أو تكرار مرات الاحتلام التي قد يصاحبها خروج كمية كبيرة من السائل المنوي لدى غير المتزوجين.
  • الرغبة المُلحّة للتبوُّل، للحد الذي قد يضطر المريض للاستيقاظ ليلًا لأكثر من مرة بغرض التبوُّل.
  • خروج قطرات من البول عقب الانتهاء من التبوُّل.
  • صعوبة التبوُّل.
  • الشعور بالحرقة في الإحليل.
  • الشعور بألم في المنطقة الأُربية، والذي قد يمتد للخصيتين.
  • الشعور بضغط في المنطقة المحيطة بفتحة الشرج.
  • عدم الارتياح لدى محاولة الجلوس.
  • مواجهة صعوبة في الانتصاب.
  • سرعة القذف أو الشعور بألم أثناء القذف.

من الجدير بالذكر أنّ احتقان البروستات قد يشترك مع تضخم البروستات الحميد (Benign Prostatic Hypertrophy) في بعض الأعراض، مثل تكرار مرات التبوُّل، وتقطير البول بعد الانتهاء من التبوُّل، إلا أن ظهور مثل هذه الأعراض لدى الذكور في مرحلة الشباب غالبًا ما يكون بسبب احتقان البروستات، على عكس تضخم البروستات الحميد الذي غالبًا ما يصيب الذكور مع تقدمهم في السن.[1]

أسباب احتقان البروستات

تتعدّد العوامل المسببة لاحتقان البروستات، ولعلّ أبرزها:[1][6]

  • الإصابة السابقة لغدة البروستات بأحد أنواع العدوى البكتيرية، إذ تتسبّب العدوى بالتهاب وتورُّم البروستات فضلًا عن إنتاجها كميات أكبر من سائل البروستات، الأمر الذي قد يسبب احتقان البروستات في حال لم يُصرَّف السائل كما ينبغي، ومن الجدير بالذكر أنّ التهاب البروستات الناجم عن العدوى قد يُسبّب أيضًا زيادة سُمك سائل البروستات، ممّا يُعيق خروجه أثناء عملية القذف.
  • آلام الحوض التي قد تُعيق خروج السائل المنوي أثناء القذف، مما يؤدي إلى تراكمه ومن ثم احتقان البروستات.
  • تراكم السوائل في البروستات نتيجة الإثارة الجنسيّة دون أن يتبعها القذف لتصريف السائل المنوي، وبالأخص غير المتزوجين لدى مشاهدتهم الأفلام والصور الإباحية المُحرّمة أو لدى ممارستهم العادة السرية، ثم التوقف دون أن تُتبَع الإثارة الجنسية بعملية القذف لتصريف السائل المنوي، فضلًا عن محاولات الاحتلام التي لا تنتهي بالقذف نتيجة الاستيقاظ من النوم، إذ تنتج الأعضاء التناسلية الذكرية نحو 50% من مكونات السائل المنوي خلال عملية الإثارة الجنسية، ومن ثم فإنّ تجاهل عملية القذف يتسبب بتراكم كمية كبيرة من السوائل مسبّبة احتقان البروستات.
  • نقص عنصر الزنك الذي يلعب دورًا هامًا في إعادة امتصاص الجسم للفائض من سائل البروستات، فضلًا عن دوره في تثبيط الإنزيم المختزل 5 ألفا، مما يتسبّب في إنتاج كميات أكبر من هرمون ثنائي هيدروتستوستيرون، الذي يحفّز بدوره إنتاج كميات أكبر من سائل البروستات.
  • ركوب الدراجات.
  • التهيج الناجم عن التحسُّس من بعض المواد الكيميائية أو عن تدفُّق بعض البول إلى البروستات.
  • المشاكل الصحية الخاصة بالأعصاب في القسم السفلي من الجهاز البولي.
  • بعض أنواع الطفيليات، أو الفيروسات، أو الأنواع غير الشائعة من البكتيريا.
  • الاعتداء الجنسي.
  • الضغط العصبي.

علاج احتقان البروستات

يعتمد علاج احتقان البروستات بدايةً على علاج المشكلات الصحية المُسبّبة له، وتجنُّب التعرُّض لمُسبّبات الإثارة الجنسية أو الانتصاب الذي يمتدّ لمدة طويلة، فضلًا عن العلاج من إدمان ممارسة العادة السرية أو مشاهدة المواقع الإباحية،[1] كما يمكن اتّباع بعض طرق العلاج الأُخرى:[1][7]

  • استخدام أقراص الزنك: إذ يُوصَى بأقراص الزنك مع الالتزام بالجرعة المُحدَدة من قِبل الطبيب، لدوره في إعادة امتصاص الفائض من سوائل البروستات.
  • العلاجات المُثبطة للإنزيم المُختزل 5 ألفا، مثل مادة الفيناستيريد (Finasteride)، لدورها في تقليل إنتاج الجسم للسوائل الجنسية لدى الذكور، علمًا بأنه لا يُسمَح باستخدام هذه الفئة من العلاجات إلّا في حال انتهاء مرحلة البلوغ تمامًا، كما يجدر بالذكر تجنب استخدام العلاجات المُثبطة للإنزيم المختزل 5 ألفا في حال حدوث الحمل لدى الزوجة، أو التخطيط للحمل.
  • مُسكنات الألم اللا ستيرويدية، لتخفيف الألم والتورُّم.
  • بعض باسطات العضلات ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، بغرض التخفيف من الألم.
  • بعض المكملات الغذائية، مثل مستخلص حبوب اللقاح لنبات الشيلم (Cernilton)، وبعض أنواع مركبات الفلافونويد، مثل مادة الكويرستين (Quercetin).

كما يُنصَح بالاستحمام بالماء الدافئ، وممارسة تمارين الاسترخاء، والعلاج بالتدليك، والجلوس على وسادة عند الحاجة للراحة في حال الجلوس لفتراتٍ طويلة، فضلًا عن تجنُّب الأطعمة الحارة والكافيين لِما تُسببه من تهيج للمثانة البولية.[7]

كتابة: الصيدلانية نجلاء خطاب - الخميس ، 23 شباط 2023

المراجع

1.
. Prostatic Congestion. (n.d.). Retrieved from https://www.menshealthhandbook.org/prostatic-congestion
2.
Jonsson K, Hedelin H. Chronic abacterial prostatitis: Living with a troublesome disease affecting many aspects of life. Scand J Urol Nephrol. 2008;42(6):545-50. Retrieved from https://doi.org/10.1080/00365590802223585
3.
Newman T. (2021). What is the prostate gland?. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/319859

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية