منذ ظهور فيروس كورونا المُستجد والإعلان عنه كمُسبّب للوباء العالمي الذي أخذ اسم "كوفيد-19"، دخلت الكثير من البلدان حول العالم مُعترك النِزال في سعيها المحموم للتوصُّل للعلاج المناسب، إذ إنّه وحسب ماتتناقله وسائل الإعلام المختلفة وصل عدد الشركات الدوائيّة والبحثيّة المُتنافسة في سبيل إيجاد لقاح ضدّ "كوفيد-19" ما يُقارب 35، وهو ما يُبشّر بارتفاع احتماليّة التوصّل للعقار الأنجع، وقد أكّد الخُبراء والمُتنّفذين ممّن تمتلك بلدانهم أدوات المعرفة والدعم اللازم في الطريق نحو لقاح كوفيد-19 بأنّ اللقاح سيكون عابرًا للحدود دون أي نوعٍ من الاحتكاريّة، تمًامًا كما استطاع فيروس كورونا تخطّي الحواجز والتسبُّب بمرض 200000 ونيّف من سكان الأرض.
وعلى خلاف ما يظنُّه البعض من سهولة طرح اللقاح حال التوصُّل له، فإنّ رحلة اعتماديّته كعقارٍ فعّال لمختلف الأشخاص حول العالم تمرّ بمراحل عدّة، تكتنفها العديد من التجارب لتقييم الفعاليّة الحقيقيّة ومقدار الجُرعة الأنسب، وهو ما يكون كالتالي:
- المرحلة الأُولى: تجربة اللقاح بجرعات مختلفة على مجموعة من المتطوعين لفترة 6 أسابيع.
- المرحلة الثانية: إعطاء ذات المجموعة الجرعة الثانية من اللقاح لفترة 28 يومًا.
- المرحلة الثالثة: متابعة الحالات بالمعاينة السريريّة وإجراء فحوصات الدم لمدّة 14 شهرًا، لتقييم الاستجابة المناعيّة لأجسام المُتطوّعين للقاح المُعطى لهم والإحاطة بكُل ما يمكن أن يظهر عليهم خلال فترة الاختبار.
وقد احتضنت مدينة سياتل الأمريكيّة التجربة الأُولى للعقار المُضاد لفيروس كورونا، الذي شمِل 45 مُتطوّعًا. تجدُر الإشارة إلى أنّ أهمّ ما ساهم بالبدء في البحوث والتجارب على اللقاحات هو مُشاركة الصين دول العالم بالتسلسل الجيني لفيروس كورونا ما سهّل الخطوات البحثيّة نحو اللقاح، وفي حين يأمل الباحثون في التوصُّل لنتائج فِعليّة حول فاعليّة اللقاح من عدمه خلال 3 أشهر، إلّا أنّ طرحه في الأسواق واعتماده كلقاح مُضاد لـِ "كوفيد-19" لن يكون قبل سنة على الأقل.
ويعتمد الباحثون في سعيهم نحو اللقاح على معرفة خصائص فيروس كورونا المُستجد الذي يمتلك بروتينات شوكيّة تُعتبَر الأكبر حجمًا بين الأنواع الأُخرى التابعة لذات العائلة، ما يُعطيه القدرة الإمراضيّة بالاجتياح والانتشار، ويعتمد اللقاح على تحديد نوع mRNAالذي يُمكن أن يُعطى للجسم لتحفيزه بإنتاج بروتينات مُشابهة لتلك الموجودة على السطح الخارجي للفيروس.
يُواصل العُلماء والمتخصّصين سعيهم الحثيث للوصول للقاح مُضاد لكوفيد-19 الذي حصَد حتى لحظة كتابة هذه الكلمات ما يُقارب 8,727 روحًا من بلدان مختلفة.