يُصاب جلد الإنسان بمختلف الأنوع من الأمراض، منها ما يكون بسبب مشكلات مناعية لاختلال وظائف جهاز المناعة في الجسم مما يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة تهاجم أنسجة الجلد السليمة، إذ تقف عوامل عديدة جينية، وبيئية، وكيميائية وراء ذلك، ومن أهم الأمثلة على الأمراض المناعية الجلدية، مرض البهاق (Vitiligo)، والتهاب الجلد التأتبي/الإكزيما (Atopic dermatitis)، والصدفية (Psoriasis) التي يعاني منها ما يقرب 65 مليون شخص حول العالم في الوقت الحالي.[1][2][3]
الحالة النفسية للمريض قد تفاقم أعراض الصدفية!
تؤثر الصدفية سلبًا وبشدة في جودة حياة المصابين بها، خصوصًا عى الصعيد النفسي، لذا لا بُدّ من تضمين علاجات نفسية في الخطة العلاجية المتبعة للسيطرة على مرض الصدفية، لعل أبرزها توظيف العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive behavioral stress management) في السيطرة على الضغوطات النفسية التي يتعرض لها المريض في حياته اليومية، إذ تؤدي إلى تأجيج أعراض الصدفية المزعجة لدى ما يزيد على 60% من المرضى، وهو ما أثبتته العديد من الأبحاث التي وجدت رابطًا بين التوتر والقلق من ناحية، واضطراب وظائف جهاز المناعة من ناحيةٍ أُخرى.[4]
علاج الصدفية، وهل يمكن التخلص منها للأبد؟
يختلف علاج الصدفية باختلاف درجة تأثيرها، إذ يقتصر علاج الصدفية الطفيفة التي تغطي مساحة لا تتجاوز 5% من الجلد على أدوية موضعية، كالستيرويدات، ومشتقات فيتامين د، ومثبطات مناعية، ومقشرات موضعية، أما في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، فعلى المرضى تناول أدوية فموية مضادة للالتهاب ومثبطة للمناعة أو حقنها مباشرةً في الجلد، أو تلقيها وريديًا.[5]
على الرغم من أنّ العلاجات المتاحة للصدفية تحسن من جودة الجلد، وتقلل تلف المفاصل أو الأظافر، بالإضافة إلى قدرتها على تحسين جودة حياة المصابين عامةً، فإنّ العلاج النهائي لمرض الصدفية غير متوافر حتى الآن، وهو ما دفع العلماء إلى التفكير خارج الصندوق قليلًا، وتوظيف تقنية النانو الحديثة للتصدي لمشكلة الصدفية، إذ يمكن استخدامها لإيصال الأدوية بدقة أعلى، وبطريقة أكثر أمانًا وفاعلية من خلال تعزيز دخول جزيئات الدواء في مناطق محددة من الجلد، مما يفتح المجال في المستقبل القريب للتخلص من مرض الصدفية للأبد.[6]
وفي ذات السياق، سلطت دراسة حديثة نُشرت عام 2024 ميلادي الضوء على استخدام حديث لدواء يبشّر بتخليص الجلد من الصدفية العنيدة من نوع "الصدفية القشرية" في المناطق الحساسة من الجلد التي يصعب تخليصها من الصدفية باستخدام علاجات أخرى، يُدعى الدواء باسم غوسيلكوماب (Guselkumab) والذي أظهر نتائج مذهلة في المرحلة الثالثة من الدراسة السريرية.[7]
نبذة عن مرض الصدفية
مرض الصدفية هو أحد مشكلات الجلد الالتهابية المزمنة الناجمة عن اضطراب مناعي، إذ تصيب الصدفية كلا الجنسين من مختلف الأعمار، إلّا أنها عادةً ما تظهر لدى الأشخاص في الفئة العمرية بين 15 و30 عامًا، فيتعرّض مصابيها إلى أمراض أخرى عدّة، أبرزها التهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic arthropathy)، بالإضافة إلى اضطرابات في القلب والأوعية الدموية، أو أمراض الكبد،[8][9] أو اضطرابات نفسية، كالاكتئاب والقلق.[5]
يتسبب مرض الصدفية بتكون لويحات محمَرة جدًا مغطاة بقشور ذت لون أبيض فضي فوق الجلد، وتتركز عادةً في منطقة الأكواع، والركب، وفروة الرأس، وحول السرّة، وأسفل الظهر،[10] ويمكن تشخيصها عبر تحديد الأعراض وفحص جلد المصاب، ويمكن توكيد التشخيص بأخذ خزعة من منطقة الجلد المصابة،[5] من أشهر أنواع الصدفية:[11]
- الصدفية القشرية (Plaque Psoriasis)، وهي من أشهر أنواع الصدفية وأكثرها انتشارًا.
- الصدفية النقطية (Guttate Psoriasis).
- الصدفية البثرية (Generalized Pustular Psoriasis).
- صدفية الثنيات الجلدية (Inverse psoriasis).
- الصدفية التي تسبب احمرارًا شديدًا في الجلد (Erythrodermic Psoriasis).