التهاب الأبهر (Aortitis) من أمراض الأوعية الدموية النادرة، وقد يُغفَل عن تشخيصه لتشابه أعراضه مع كثيرٍ من المشكلات الصحية الأُخرى.[1]
ما هو الشريان الأبهر؟
الشريان الأبهر أو الأورطي (Aorta) هو أكبر شرايين الجسم، إذ ينبثق من الصمام الأبهر في البطين الأيسر لعضلة القلب، وينقل الدم المُحمَّل بالأُكسجين من عضلة القلب إلى جميع خلايا وأنسجة الجسم، يتكوّن الشريان الأبهر من ثلاث طبقات يتحقّق من خلالها المرونة اللازمة لأداء وظيفته الحيوية، وهي الطبقة الداخلية أو الغلالة الباطنة (Tunica Intima)، والطبقة الوسطى (Tunica Media)، والطبقة الخارجية أو الغلالة البرانية (Tunica Adventitia).[2]
ما هو التهاب الأبهر؟
التهاب الأبهر هو أحد اضطرابات الأوعية الدموية الشديدة، غالبًا ما يتضمن التهاب طبقات الشريان الأبهري الثلاثة، وقد يسفر ذلك عن انسداد الشريان كاملًا أو أحد فروعه، أو ضعف جدار الشريان الأبهر وتمدّده فيما يُعرف ب أم الدم الأبهرية (Aortic Aneurysm)،[1] وينقسم التهاب الأبهر إلى نوعين تبعًا لنوع الأسباب وراء الالتهاب:
التهاب الأبهر نتيجة الإصابة بالعدوى
يتمتع الشريان الأبهر بالقدرة على مقاومة العدوى، ولكن قد تتسبّب بعض المشاكل الصحية بضعفه وجعله عُرضة للإصابة بالعدوى، مثل الإصابة بتصلّب الشرايين،[3] غالبًا ما تنجم عدوى الأبهر عن انتقال العدوى من موضع الإصابة عن طريق الدم، ووصولها للشريان الأبهر (Hematogenous Dissemination)، أو عن طريق خثرة دموية حاملة للعدوى تُدعى بالصمّات الإنتانيّة (Septic Emboli) تصيب شبكة الأوعية الدموية الضئيلة المُغذيّة للشريان الأبهر،[4] وذلك كما في عدوى التهاب الشغاف العدوائي (Infective Endocarditis) (التهاب طبقة الخلايا المبطنة لعضلة القلب نتيجة أنواع من البكتيريا أو الفطريات [5])، أو قد يكون التهاب الأبهر نتيجة انتقال العدوى من بعض الأعضاء المجاورة للشريان، مثل الرئتين أو العقد اللمفاوية.[6]
من أشهر أنواع العدوى المُسبِّبة لالتهاب الأبهر:[6][7]
- بعض أنواع البكتيريا، مثل المكورات العنقودية (Staphylococcus)، والمكورات العقدية (Streptococcus)، والسلمونيلا (Salmonella)، والإشريكية القولونية ( (Escherichia Coli)، والمتفطرة السلية (Mycobacterium Tuberculosis)، واللولبية الشاحبة (Treponema Pallidum)، والمستدمية النزلية (Hemophilus Influenzae)، والنيسرية البنية (Neisseria Gonorrhea)، والبكتيريا المُسبِبة لحمى الجبال الصخرية المبقعة (Rocky Mountain Spotted Fever).
- بعض أنواع الفطريات، مثل الرشاشيات (Aspergillus)، والفطر العفني (Mucormycosis).
- بعض أنواع الفيروسات، مثل فيروس الهربس (Herpes)، والفيروسُ الحماقي النطاقي (فيروس جدري الماء) (Varicella-Zoster)، وفيروس التهاب الكبد ب (Hepatitis B)، وفيروس التهاب الكبد سي (Hepatitis C).
التهاب الأبهر الناتج عن أسبابٍ أُخرى غير العدوى
قد يحدث التهاب الأبهر دون وجود أسبابٍ واضحة فيما يُعرف بالتهاب الأبهر مجهول السبب (Idiopathic Aortitis)،[6] كما يُرجّح ارتباطه بالإصابة ببعض الأمراض المناعية أهمّها:[6][7]
- مرض تاكاياسيو (Takayasu Arteritis).
- التهاب الشريان الصّدغي (Giant Cell Arteritis).
- التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis).
- الذئبة الحُمامية المجموعية (Systemic Lupus Erythematosus).
- التهاب المفاصل الفقارية.
- داء بهجت (Behcet’s Disease).
- مرض الغرناوية أو الساركويد (Sarcoidosis).
- متلازمة كوغان (Cogan syndrome).
- داء كرون (Crohn’s Disease).
- التهاب الغضاريف الناكس (Eelapsing Polychondritis).
- المرض المناعي المرتبط بوجود الجسم المُضاد (IgG4).
- التهاب الشرايين العَقِد (Polyarteritis Nodosa).
- داء المصل (Serum Sickness).
- وجود الغلوبيولينات البردية في الدم (Cryoglobulinemia).
- ورم حُبيبي ويغينيري (Wegener Granulomatosis).
- متلازمة شيرج ستروس (Churg-Strauss Syndrome).
- مُتلازمة غودباستشر (Goodpasture Syndrome).
- التهاب الأوعية الدموية المُصاحب للأورام (Paraneoplastic Vasculitis).
- مرض كاواساكي (Kawasaki Disease).
كما قد ينجم التهاب الشريان الأبهر عن استخدام بعض أنواع العلاجات، مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.[6]
أعراض التهاب الأبهر
تختلف أعراض التهاب الأبهر باختلاف السبب وراء الالتهاب وموقع تفرُّع الشريان في الجسم، فقد يتسبّب التهاب الأبهر ببعض الأعراض:[6]
- آلام الظهر أو البطن.
- الحمى.
- التوعك.
- ضيق التنفُّس.
كما قد يُصاب المريض بمضاعفاتٍ مرَضية ثانوية نتيجة التهاب الشريان الأبهر، مثل تسلُّخ الشريان الأبهر (Aortic Dissection)، والنوبة الإقفارية العابرة (Transient Ischemic Attack)، والسكتة الدماغية (Stroke)، والذبحة الصدرية (Angina Pectoris)، واحتشاء عضلة القلب (Myocardial Infarction)، والداء الوعائي المحيطي الانسدادي (Peripheral Arterial Occlusive Disease).[1][6]
علاج التهاب الأبهر
يهدف علاج التهاب الأبهر إلى منع تقدُّم المرض للوقاية من المضاعفات، ويعتمد اختيار علاج التهاب الأبهر على تحديد المُسبّب الأساسي، ففي حال التهاب الأبهر الناجم عن الإصابة بالعدوى يصف الطبيب العلاجات المناسبة للقضاء على العدوى تمامًا، مثل المضادات الحيوية للقضاء على العدوى البكتيرية،[6][1] أمّا التهاب الأبهر الناتج عن مسببٍ آخر غير العدوى، فيصِف الطبيب أدوية للتحكم بالالتهاب الناجم عن المُسبّب المناعي،[6] من أهم العلاجات المُستخدمَة للتحكُّم في الالتهاب:[6][8]
- الكورتيكوستيرويدات (الكورتيزون).
- العلاجات المثبطة للمناعة، مثل مادة سيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide)، ومادة ميثوتريكسات (Methotrexate) وميكوفينوليت موفيتيل (Mycophenolate Mofetil)، ومادة توسيليزوماب (Tocilizumab).
الجدير بالذكر بأنه قد يُلجأ للتدخل الجراحي لعلاج التهاب الأبهر الناتج عن الإصابة بالعدوى، خاصةً في حال وجود مضاعفات خطيرة مثل أم الدم الأبهرية.[6]