فحص فصيلة الدم

الكشف عن فصيلة الدم هو أحد فحوصات الدم التي تُحدّد زمرة الدم التي يحملها الشخص، والتي قد يحتاجها خلال العديد من الإجراءات الطبية، كنقل الدم والتبرع بالدم وغيرها من الدواعي، إذ يُجرى من خلال سحب عينة دم من الوريد، أو من خلال وخز الإصبع، أو كعب القدم للرُضّع.

تتميّز خلايا الدم الحمراء (Red blood cells (RBC) بوجود مستضدات (Antigens) -جزيئات من البروتينات والكربوهيدرات- على سطحها، وتُحفّز هذه المستضدات الأجسام المضادة (Antibody) المناعية لها عند افتقار الجسم لوجودها، وذلك بمجرد دخولها إلى مجرى الدم لتُسبّب تفاعل في الدم (Hemolytic transfusion reaction) عند عملية نقل الدم، أو انحلال الدم الوليدي (Hemolytic disease newborn)، لذا غالبًا ما يلجأ بنك الدم إلى تصنيف فصائل دم المتبرعين بإجراء تحليل زمرة الدم،[1] فما هو تحليل فصيلة الدم؟

ما هو فحص فصيلة الدم؟

يُعد اختبار فصيلة الدم من الفحوصات الطبية المخبرية التي يمكن عن طريقها تحديد فصيلة أو زمرة الدم للشخص، وذلك من أجل العديد من الإجراءات الطبية،[2] وتشمل مستضدات خلايا الدم الحمراء مستضدات (A) (Antigens A) ومستضدات (B) (Antigens B) والعامل الرايزيسي (Rh factor)،[3] ويعتمد تحديد فصيلة الدم على وجود المستضدات على سطح خلايا الدم الحمراء والتي تتوافق مع إحدى فصائل الدم الرئيسية؛ فإما أن تكون فصيلة الدم A، أو B، أو AB، أو O، أما الأجسام المضادة الموجودة لدى كل فصيلة دم، فهي تعاكس مستضدات بقية فصائل الدم التي تفتقر إليها خلايا الدم الحمراء، والتي تتشكّل في الجسم بداية تكوّن الجنين، كما تجدر الإشارة إلى أنّ المستضدات تظهر على خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية (Platelets)، والخلايا البطانية (Endothelial cells)، وفي سوائل الجسم (Body fluid).[4]


يُصنّف نوع الدم وفقًا لوجود مستضدات A أو B من عدمه على سطح خلايا الدم الحمراء، لذا تحتوي أغشية خلايا الدم الحمراء لمجموعة A على مستضدات (A)، وتحتوي أغشية خلايا الدم الحمراء لمجموعة B على مستضدات (B)، وتحتوي أغشية خلايا الدم الحمراء لمجموعة AB على مستضدات (AB)، أمّا مجموعة O فلا يوجد أي مستضد على غشاء خلايا الدم الحمراء.[5]

أمّا الأجسام المضادة للمستضدات الخاصة بمجموعات الدم فتوجد في المصل (Serum)، أيّ أنّ مصل الشخص لا يحتوي أجسام مضادة مماثلة لذات النوع الموجود على غشاء خلايا الدم الحمراء لديه.[5]

يُعد الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم O الأكثر قدرة على التبرع بالدم وذلك لعدم احتواء غشاء خلايا الدم الحمراء على المستضد A والمستضد B، لذا غالبًا ما تُستخدم هذه الفصيلة في حالات نقل الدم الطارئة، فتكون احتمالبة حدوث التفاعل الناجم عن نقل الدم منخفضة.[5][6]


أمّا فصيلة الدم AB فتُعد فصيلة الدم الأكثر قدرة على تلقي الدم من متبرعين، وذلك لأنه لا يحتوي أي نوع من الأجسام المضادة ضد المستضد A والمستضد B في مصل الدم،[6] وتتمثّل فصائل الدم بأربعة أنواع وفقًا لنظام (ABO):[3]

  • فصيلة الدم A، وتنتشر بين الناس بنسبة 40%.
  • فصيلة الدم B، وتنتشر بين الناس بنسبة 10%.
  • فصيلة الدم O، وتنتشر بين الناس بنسبة 45%.
  • فصيلة الدم AB، وتنتشر بين الناس بنسبة 5%.

العامل الرايزيسي (Rh)

يُكشف خلال فحص فصيلة الدم أيضًا عن وجود العامل الرايزيسي (Rh) في عينة دم المريض،[5] ويُعد ثاني أهم فحوصات فصيلة الدم، إذ إنّ أغلب تفاعلات الدم الانحلالية الشديدة ومعظم مشاكل انحلال الدم لدى الأجنة وحديثي الولادة تحدث نتيجة عدم توافق العامل الرايزيسي، ووجود أجسام مضادة لمستضدات (Rh) (Rh antigens).[7]

يوجد جينان منفصلان لنظام Rh على الجين الأول الذي يحمل الشيفرة الوراثية للمستضد D، لذلك صُنّف الذين لديهم مستضد D على سطح خلايا الدم الحمراء بأنهم يحملون فصيلة دم إيجابية العامل الرايزيسي (+Rh)، وأنّ الذين ليس لديهم مستضد D على سطح خلايا الدم الحمراء يحملون فصيلة دم سالبة العامل الرايزيسي (Rh-)، أمّا الجين الثاني فيحمل الشيفرة الوراثية لمجموعة من المستضدات CE أو ce معًا.[7]


لذا قد يؤدي نقل دم المتبرع موجب العامل الرايزيسي إلى مريض سالب العامل الرايزيسي إلى تكوين أجسام مضادة ضد العامل الرايزيسي، إذ قد تحدث عواقب وخيمة على المريض بمجرد إجرائه لعملية نقل دم أُخرى (من فصيلة دم موجبة)، كذلك بالنسبة للحامل سالبة العامل الرايزيسي التي تحمل جنينًا إيجابي العامل الرايزيسي، فقد تتطور لديها أجسام مضادة للعامل الرايزيسي، ممّا يؤدي أيضًا إلى حدوث مضاعفات في حال تكرر الحمل بجنين آخر إيجابي العامل الرايزيسي، وكذلك الأمر في حال اختلاف زمر الدم أثناء عملية نقل الدم الذي قد يؤدي إلى حدوث رد فعل انحلالي شديد (Severe hemolytic reaction)، على سبيل المثال في حال تلقى مريض فصيلة دمه A وحدة دم من النوع B، فإنّ الأجسام المضادة للمستضد B لدى المريض تهاجم خلايا الدم الحمراء من نوع B، مما يؤدي إلى انحلال خلايا الدم الحمراء وإطلاق الهيموجلوبين الحر إلى مجرى الدم، وبالتالي التسبب في تلف الأنابيب الكلوية، أو الفشل الكلوي، أو ربما تهديد حياة المريض بالخطر.[6]

ما هي دواعي إجراء فحص فصيلة الدم؟

غالبًا ما يُجري الطبيب فحص فصيلة الدم ضمن مجموعة من التحاليل المخبرية الأخرى، ولتحديد زمرة دم الشخص،[4] كما يُجرى لعدة أسباب:

  • التحقق من توافق فصيلة الدم قبل نقل الدم،[8] بإجراء فحص نوع الدم للمريض، والمتبرع.[4]
  • تقييم خطر إصابة الأجنة أو حديثي الولادة بأمراض عدم توافق العامل الرايزيسي (انحلال الدم).[9]
  • التأكد من تطابق النمط الجيني لخلايا الدم الحمراء لدى المتبرع والمستقبل عند إجراء زراعة الأعضاء أو التبرّع بالكلى.[9]
  • الكشف عن وجود العامل الرايزيسي من عدمه.[2]
  • تحديد حاجة الأم للعلاج الوقائي المناعي الروتيني ما بعد الولادة في حال كانت فصيلة دمها سالبة العامل الرايزيسي (Rh-)، والذي يُعطى بناءً على فحص فصيلة دم المولود.[9]
  • التحقق من فصيلة دم الأطفال قبل خضوعهم للعمليات الجراحية، كما أشارت إحدى الدراسات التي أُجريت في اليابان عام 2019 ميلادي.[10]
  • تقييم أسباب عدم ارتفاع عدد الصفائح الدموية لدى المريض بعد تزويده بها، ومن الأسباب المناعية التي تؤدي إلى ذلك عدم تطابق فصائل الدم.[4]
  • المشاكل والحالات المرضية التي تستدعي نقل الدم؛ مثل مرضى سرطان الدم، ومرضى فقر الدم المنجلي، والثلاسيميا.[3]

ما هي مخاطر إجراء فحص فصيلة الدم؟

حقيقةً قد يتعرّض المريض لبعض المضاعفات النادرة أثناء عملية سحب الدم، وذلك نتيجة اختلاف حجم الأوردة والشرايين من شخصٍ لآخر،[2] وتتضمن:[2][11]

  • الشعور بالألم.
  • إصابة الأعصاب.
  • الدوار، أو الإغماء.
  • تكوّن الورم الدموي.
  • النزيف الشديد.
  • العدوى.

التحضيرات قبل فحص فصيلة الدم

لا يحتاج فحص فصيلة الدم أي إجراءات أو تحضيرات مُسبقة.[2]

طريقة إجراء فحص فصيلة الدم

يُجرى فحص فصيلة الدم من خلال سحب عينة دم من الوريد في الذراع، أو بوخز الأصبع، أو وخز الكعب لدى حديثي الولادة، كما يمكن الحصول على عينة الدم من الحبل السري للجنين.[12]

كيفية الكشف عن فصائل الدم

يُكشف عن فصائل الدم من خلال حدوث تفاعل كيميائي محدد بين أجسام مضادة مُحدّدة -الكواشف المخبرية- والمستضدات الموجودة في العينة، وذلك من خلال رؤية تجمعات الدم (Blood clumping) أو خثرات الدم،[13] إذ يوجد عدة طرق من الاختبارات:

اختبار الشرائح (Slide test)

يُعد اختبار الشرائح من أكثر الطرق سرعة وأقلها حساسية لتحديد فصيلة الدم، وغالبًا ما يُستخدم في حالات الطوارئ،[13] وذلك باتباع عدة خطوات:[13]

  1. إحضار شريحة زجاجية، ثم تقسيمها لثلاثة أقسام.
  2. وضع قطرة واحدة من الدم المراد الكشف عن فصيلته في كل قسم من الشريحة.
  3. وضع قطرة واحدة من محلول الأجسام المضادة للمستضد A، والمستضد B، والمستضد D، بطريقة منفصلة لكل قطرة دم.
  4. مزج قطرة الدم مع محلول الأجسام المضادة لكل نوع على حدة، بعد مرور 5 إلى 10 دقائق يمكن تفحّص العينات وملاحظة وجود أي خثرات أو تراص لخلايا الدم، ويشير تكوّن الخثرات إلى حدوث التفاعل بين الأجسام المضادة وعينة الدم.

اختبار الأنبوب (Tube test)

يُعدّ اختبار الأنبوب (Forward blood typing) أكثر دقّة مقارنةً باختبار الشرائح،[4][13] ويُجرى باتباع عدة خطوات:[4][13]

  1. إحضار أنبوبيّ اختبار، ووضع قطرة واحدة من خلايا الدم الحمراء في كل أنبوب بعد فصلها باستخدام جهاز الطرد المركزي.
  2. إضافة القليل من المحلول الملحي (Normal saline) لكل منهما، للحصول على مزيج مخفف بنسبة (2 - 5)%.
  3. وضع قطرة من محلول الأجسام المضادة A في الأنبوب الأول، ثم قطرة من محلول الأجسام المضادة B في الأنبوب الثاني، بشرط أن يكونا ضمن درجة حرارة الغرفة.
  4. وضع كلا الأنبوبين في جهاز الطرد المركزي لبضع دقائق.
  5. رج الأنبوبين بلطف لملاحظة وجود الخثرات في الأنبوب، ويدل تكوّن خثرات داخل الأنبوب على حدوث التفاعل (نتيجة إيجابية).

نتائج فحص فصيلة الدم

يُحدّد فحص فصيلة الدم زمرة الدم التي يحملها الشخص سواءً كانت A أو، B، أو AB، أو O بالإضافة إلى العامل الرايزيسي سواءً سلبي أو إيجابي، وبناءً على نتيجة المريض يحدد الطبيب فصيلة الدم التي يمكن تلقيها أثناء عملية نقل الدم،[2][12] وتتمثّل النتائج كما هو موضّح بالجدول:[2][12]

فصيلة الدم

(ABO, Rh)

فصيلة الدم المتوافقة والمسموح تلقيها

A +

O , - A , + A , + O -

A -

A , - O -

B +

B, + O, - O, - B +

B -

B , - O -

AB +

O , + A , - A , + O , + B , - B, + AB , - AB -

AB -

O , - A , - B , - AB -

O +

O , + O -

O -

O -

جهاز تحديد فصيلة الدم

يلعب فحص تحديد فصيلة الدم السريع والدقيق دورًا مهمًا في العديد من الحالات السريرية، لذا طوّر الباحثون نموذجٌ يمكن أن يحُل محل التقنيات التقليدية للفحص، مثل الأجهزة التي تستخدم أشرطة الفحص الورقية (Paper-based device)،[14] التي تعتمد على حدوث تفاعل (تخثر) في الدم على الشريط الورقي المرفق مع جهاز تحديد فصيلة الدم، إذ إنّ جزءًا من الشريط يحتوي على طبقة مُغطّاة من الأجسام المضادة لمستضدات A وB، وبمجرد وضع عينة الدم على شريط جهاز تحديد فصيلة الدم، يحدث تفاعل بين العينة والجزء الذي يُمثّل الأجسام المضادة للمستضد A في حال كان نوع الدم (A)، أو يحدث تفاعل بين عينة الدم والجزء الذي يُمثّل المستضد B ويكون نوع الدم (B).[15]

كتابة: . خولة يونس - الأربعاء ، 07 آب 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الأربعاء ، 07 آب 2024

المراجع

1.
Suneeti Sapatnekar. (2015). Molecular Typing for Red Blood Cell Antigens. Retrieved from https://www.aacc.org/cln/articles/2015/march/molecular-typing-for-red-blood-cell-antigens
2.
MedlinePlus [Internet]. Bethesda (MD): National Library of Medicine (US); [updated Jun 24; cited 2020 Jul 1]. (2022). Blood typing. Retrieved from https://medlineplus.gov/ency/article/003345.htm
3.
Ravindra Sarode . (2022). Overview of Blood Transfusion. Retrieved from https://www.msdmanuals.com/home/blood-disorders/blood-transfusion/overview-of-blood-transfusion

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية