عملية الجيوب الأنفية

تعريف بالعملية

قد يلجأ العديد من الأشخاص لإجراء عمليّة الجيوب الأنفيّة نتيجة الإصابة بمشاكل معيّنة في الجيوب، إذ تستهدف هذه العملية فتح المجاري الأنفيّة وتنظيفها ممّا قد يكون عالقًا بها ويُعيق التنفُّس. تقع الجيوب الأنفيّة داخل تجويف الجمجمة في الشّق الأمامي للوجه بحيث تتمركز حول العينين والأنف، وتتلخّص وظيفتها بترطيب الممرّات التنفسيّة عبر إفراز المُخاط الذي ينتقل وصولًا للأنف من خلال الأهداب التي تُبطّن الجيوب الأنفية وتُساعد على تصريف المخاط باتجاه فتحتي الأنف لتُطرَح خارجًا، يُعزّز المُخاط حماية الممرات التنفسيُّة من المُلوّثات الخارجيّة المختلفة التي قد تعلَق بالجدران الداخليّة لها أو للأنف.

يلجأ اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة لإجراء عمليّة الجيوب الأنفية لدى المرضى ممّن تتكرّر لديهم مشاكل الجيوب الأنفيّة، إذ إنّ الخِيار الأول لعلاج مشاكل الجيوب يكون عبر تناول الأدوية مثل المُضادّات الحيويّة (في حال كانت الإصابة بكتيريّة) أو غيرها من الأدوية ممّا يراه الاختصاصي مناسبًا، وفي حال عدم نجاح الأدوية في حل المشكلة تُصبح عملية الجيوب الأنفية ضرورة لتخليص المريض من مشكلته.

تُعد عملية الجيوب الأنفيّة من العمليّات الآمنة والتي لا تستدعي البقاء في المستشفى لأكثر من يوم في غالب الحالات، إضافة إلى أنّها تشتمل على نِسَب نجاح عالية.

 

تستغرق فترة العلاج في الاردن 3 أيام تقريبًا.

أسباب إجراء عملية الجيوب الأنفية

تُجرَى عملية الجيوب الأنفية لأولئك الذين يُعانون من مشاكل مزمنة في الجيوب الأنفية، بحيث تستهدف العمليّة تصريف الإفرازات المتراكمة وتسهيل عبور الهواء بغرض التنفّس، من أكثر مُسبّبات مشاكل الجيوب الأنفية ما يلي:

  • التهاب الجيوب الأنفية: يُمكن لبعض الإصابات البكتيريّة أو الفِطريّة وأحيانًا الفيروسيّة أن تتسبّب بانتفاخ الجيوب الأنفيّة واحتقانها.
  • تكوُّن الزوائد اللحميّة: وهي عبارة عن انتفاخات متفاوتة الحجم في الجدار الداخلي للجيوب الأنفيّة.
  • تكوُّن أورام في الجيوب الأنفيّة أو الممرات التنفسيُّة.
  • التفاعلات التحسُسيّة لبعض العوامل الخارجيّة.
  • انحراف أو اعوجاج الحاجز الأنفي الموجود بين فتحتي الأنف.

الفحوصات والإجراءات اللازمة قبل إجراء عملية الجيوب الأنفية

تسبق عملية الجيوب الأنفيّة مجموعة من الفحوصات التشخيصيّة التي تؤكّد ضرورة إخضاع المريض للعمليّة من عدمها، منها:

  • الفحص الجسدي ومعاينة الجيوب الأنفيّة.
  • معرفة التاريخ المرضي.
  • فحوصات الدم.
  • فحص الجيوب الأنفيّة بالتصوير المقطعي المحوسب CT.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينيّة x-ray.
  • تخطيط كهربيّة القلب ECG.

مضاعفات عملية الجيوب الأنفية

تُعد عملية الجيوب الأنفيّة من الإجراءات الآمنة والتي لا تشتمل على مضاعفات خطيرة، إلّا أنّ مجموعة من المُضاعفات سبق وأن سُجّلت لدى بعض المرضى، ممّا يعني ضرورة أن يعيها المريض دون شرط التعرُّض لها، مثل:

  • فشل العملية بعلاج مشكلة الجيوب الأنفية وعودة المشكلة للظهور مرة أُخرى، بالتالي الحاجة لإجراء العملية مرة أُخرى.
  • النزيف.
  • جفاف شديد في الأنف.
  • إفرازات مفرطة من الأنف.
  • تلف في العين أو الأنسجة الأُخرى المجاورة.
  • خدَر دائم في الأسنان العلويّة أو سقف الحلق أو جزء من الوجه.
  • ألَم مستمر.
  • مشاكل داخل الجمجمة بسبب إحداث تلف في الحاجز الأنفي المرتبط في الجزء العلوي من الأنف ممّا قد يتسبّب بتسريب بعض سوائل الدماغ (السائل النخاعي الدماغي)، وربمّا يؤدّي إلى التهاب السحايا في الحالات الشديدة، يُذكَر أنّ هذه المشكلة نادرة جدًا.
  • تدهور حاسّة الشم أو التذوُّق.
  • تكوُّن تليُّفات داخل الممرات التنفسيُّة.
  • تغيًر في الصوت؛ فقد تؤثّر عملية الجيوب الأنفية على رنين صوت المريض.

خطوات عملية الجيوب الأنفية

تتّم عملية الجيوب الأنفيّة عبر عدّة طرق حسب الحالة والمُسبّبات، كالتالي:

  • عملية الجيوب الأنفيّة بالبالون: يتّم هذا الإجراء من خلال إدخال أنبوب رفيع عبر فتحة الأنف، بحيث يكون هذا الأنبوب موصولًا بنهايته مع بالون صغير يتّم نفخه في المنطقة المسدودة من الجيوب الأنفيّة. تُعدّ هذه العمليّة مثاليّة لأولئك الذين يُعانون من انسداد بسبب تراكم الإفرازات المخاطيّة، إذ إنّ عملية الجيوب الأنفية بالبالون لا تشتمل على إزالة أي جزء من الجيوب، فقط فتح الانسدادات وتسهيل خروج الإفرازات وتخفيف حدّة الاحتقان.
  • عملية الجيوب الأنفية بالمنظار (عملية التنظير الوظيفي للجيوب الأنفيّة): تشتمل هذه العملية على إدخال منظار عبر الأنف باتجاه الجيوب الأنفية -بعد تخدير المنطقة موضعيًّا- بحيث يتمكّن اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة من رؤية أماكن الانسدادات داخل الجيوب بواسطة شاشة عرض موصولة مع المنظار، ومن ثمّ إدخال أدوات جراحيّة أُخرى لتنظيف الممرات التنفسيُّة أو استئصال الزوائد اللحميّة أو التليُّفات.
  • عملية الجيوب الأنفية بالصور الموّجهة: يُجرَى هذا النوع من العمليات عبر إزالة جزء من الأنسجة أو أيًّا كانتمُسبّبات الانسدادات في الجيوب الأنفيّة بمساعدة التصوير المقطعي المحوسب CT، الذي يزوّد الجرّاح بصور دقيقة للجيوب أثناء العمليّة، ممّا يرفع من مستوى دقّة الإجراء ويُقلّل من المخاطر المُرافقة قدر المُستطاع.
  • عملية كالدويل لوك Caldwell-Luc: تستهدف هذه العمليّة إزالة الأورام أو الكُتل النسيجيّة غير الطبيعيّة التي قد تسُد الجيوب الأنفيّة وتُعيق تصريف الإفرازات المخاطيّة، ممّا يدفع بالجرّاح إلى اختيار عملية كالدويل لوك التي تشتمل على الولوج للجيوب الأنفيّة عبر إجراء شق فوق الضّرس الثاني من الفك العلوي والدخول من خلال جيب الفك العلوي Maxillary sinusالواقع بين الأنف والتجويف خلف العين وإزالة الكتلة أو الورم.

تستغرق عمليّة الجيوب الأنفيّة بين 1 إلى 3 ساعات تقريبًا حسب نوع العمليّة.

فترة التعافي

اعتمادًا على نوع العمليّة والحالة الصحيّة يُمكن للمريض العودة للمنزل في نفس اليوم أو ربمّا في اليوم التالي، غالبًا يشعر المريض بعد العمليّة بعدم الراحة بنسبة طفيفة، إضافة إلى تقشُّر واحتقان ونّزف بسيط من الأنف لكنّها أعراض اعتياديّة ولا تستدعي القلق وسُرعان ما تزول مع الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة من قِبل الاختصاصي المسؤول، غالبًا تشتمل الأدوية الموصوفة للمريض خلال الفترة الأُولى بعد العمليّة على بعض المُضادّات الحيويّة وبخّاخات الأنف.

يُوضَع داخل الأنف قريبًا من الجيوب الأنفيّة القليل من الشاش أو الضمّادات لامتصاص الإفرازات الدمويّة والسوائل الممكن خروجها بعد العملية، على أن تتّم إزالتها عند مراجعة المريض للاختصاصي المسؤول عن حالته.

قد تنقضي أيام قليلة حتى يبدأ المريض بالشعور بتحسُّن بعد عملية الجيوب الأنفية، اعتمادًا على حالته الصحيّة بشكلٍ عام وعُمره. وللوصول لأفضل النتائج وتجنُّب أي مُضاعفات أو آثار جانبيّة قدر المستطاع يُنصح باتبّاع مجموعة من النصائح خلال الفترة التالية للعمليّة، أهمّها:

  • تجنُّب نَفث (النفخ للخارج) الإفرازات من الأنف.
  • إبقاء الفم مفتوحًا عند العُطاس قدر المُستطاع؛ لتقليل الضغط داخل الجيوب الأنفية.
  • رفع الرأس أثناء النوم عبر وضع وِسادة إضافيّة تحت الرأس.

أهم مقدمي العلاج

اطلب استشارة