هو عبارة عن مرض نفسي يتضمّن مَيل المريض للانعزالية ومواجهته للعديد من المشاكل والصعوبات في التواصل مع الأشخاص المُحيطين به، وغالبًا ما يُطلَق على التوحد بما بات يُعرَف بطيف التوحد؛ نظرًا لشموله مجموعة مختلفة من الأعراض والأنواع. وغالبًا ما يُشخّص اضطراب طيف التوحد خلال مرحلة الطفولة المُبكّرة، ممّا يُلقي مزيدًا من المسؤولية على عاتق العائلة بانتقاء الاختصاصي النفسي الأمهر لتفادي أي عقبات قد تؤخّر البدء بالعلاج.
اضطراب طيف التوحد من الأمراض النفسيّة مجهولة الأسباب بالشكل الدقيق، إلّا أنّه للعامل الجيني والعوامل البيئيّة المُحيطة دورًا في تعزيز فُرص الإصابة بمرض التوحد وفقًا لِما يقول الباحثين والاختصاصيين في هذا الشأن.
يسعى المُقرّبون من المريض باضطراب طيف التوحد لتوجيهه نحو العلاج؛ لتخليصه من العواقب السلبيّة التي ستؤثّر على حياته ومُستقبله بسبب كّم الأعراض النفسيّة والاجتماعيّة التي يُعاني منها، والتي تتمثّل بالآتية:
يُذكَر بأنّ اضطراب طيف التوحد يشتمل على الكثير من الأعراض التي قد تختلف بين المرضى أنفسهم، فمن الممكن أن يُبدي مرضى التوحد أعراضًا أُخرى، منها:
يتّم تشخيص اضطراب طيف التوحد بعد سلسلة من التقييمات النفسيّة والاجتماعية من خلال إجراء مقابلات بين الاختصاصي النفسي والطفل وعائلته، يُحاول من خلالها هذا الاختصاصي تقييم حالة الطفل ومعرفة الأنماط السلوكيّة التي يتبّعها، وقد يعتمد أيضًا في تشخيصه لاضطراب التوحد على مجموعة من الفحوصات المختلفة ذات العلاقة بالحالة، فمن الممكن أن ينصح بإجراء فحوصات مخبريّة وأُخرى للتحقُّق من حاسّة السَمع وغير ذلك؛ وذلك لاستبعاد الإصابة ببعض الأمراض خصوصًا في حال الاشتباه بعلاقتها ببعض الأعراض.
يُنصَح الوالدين أو المسؤولين عن مريض التوحد بمراجعة الاختصاصي النفسي ذو الخبرة الواسعة والمُتخصّصة في علاج وتشخيص اضطراب التوحد؛ وذلك ممّا يُساعد في تقليل نسبة الأخطاء التشخيصيّة وسُرعة المُباشرة في العلاج حال توكيد التشخيص باضطراب طيف التوحد.
يلجأ اختصاصي الطب النفسي لعلاج مريض التوحد من خلال اعتماد برنامج علاجي يتضمّن عدّة خيارات وفقًا للحالة، بحيث يستهدف البرنامج العلاجي المُقتَرح تحسين قدرات مريض التوحد على التواصل اجتماعيًا مع مَن حوله وتنمية مهاراته وتطويرها من خلال علاج نفسي سُلوكي مدروس، وتخليصه من بعض الأعراض ذات العواقب السيئة مثل تِكرار بعض الأفعال عدّة مرات وغير ذلك من السُلوكات غير الطبيعيّة، إلى جانب ذلك قد يصِف الاختصاصي النفسي أنواعًا معيّنة من الأدوية للتخفيف من بعض الأعراض المُرافقة مثل: الاكتئاب والقلق وغيرها.
تجدر الإشارة إلى أنّ مرض التوحد ليس له علاج تام، إنمّا يمكن السيطرة عليه من خلال إخضاع المريض لبرنامج علاجي متخصّص تحت إشراف اختصاصي الطب النفسي، وغالبًا ترتفع نِسَب التحسُّن لدى المريض عند التدخل المبكّر حال تشخيص التوحد.
© 2024 - جميع الحقوق محفوظة طبكان ذ م م