تدخل مكملات المغنيسيوم في العديد من العمليات الحيوية الضرورية لتوليد الطاقة في جسم الإنسان؛ إذ يُعد المغنيسيوم عاملًا مساعدًا لما يزيد عن 300 إنزيمًا من إنزيمات الجسم.[1]
دور المغنيسيوم في الجسم وأهميته
المغنيسيوم هو أحد أهم العناصر في جسم الإنسان؛ إذ يلعب دورًا مهمًا في العديد من العمليات الحيوية في جسم الإنسان، مثل دعم وظائف العظام والعضلات، بالإضافة إلى دعم عمل الجهاز العصبي والجهاز المناعي.[2]
أشارت الدراسات إلى توافر المغنيسيوم بنسبة (60%) تقريبًا داخل الأسنان والعظام، وبنسبة (40%) تقريبًا في الخلايا،[1][2] وعادةً ما يُمتص المغنيسيوم في اللفائفي والقولون من الأمعاء، لكن قد يُصاب المرضى بسوء امتصاص المغنيسيوم نتيجةً لبعض المشكلات الصحية، مثل الاضطرابات الهضمية، وإجراء أحد جراحات تخفيف الوزن، وسوء التغذية، والحمل، والعلاج الكيميائي.[2]
فوائد مكملات المغنيسيوم
يُمثل المغنيسيوم أهميةً كبيرة لعددٍ من أجهزة الجسم؛ الأمر الذي يجعلهُ مسؤولًا عن العديد من المشاكل الصحية في حال نقص مستوياته،[1] وتشمل أبرز فوائد المغنيسيوم للجسم:
- دعم وظائف العضلات: لمكملات المغنيسيوم مسؤولية بارزة في تعزيز وظائف العضلات الملساء ودعم قوة تحملها، ومساعدتها في الاسترخاء، والوقاية من التشنجات.[1]
- تعزيز صحة القلب: أثبتت الأبحاث دور مكملات المغنيسيوم في تنظيم ضربات القلب، والوقاية من مخاطر احتشاء عضلة القلب، والتقليل من حدوث الرجفان الأذيني، والحد من احتمالية حدوث الوفاة الناجمة عن الإصابة بقصور القلب.[3]
- خفض ضغط الدم: تُشير الدراسات إلى وجودٍ علاقةٍ وطيدة ما بين المعاناة من انخفاض مستويات المغنيسيوم في الجسم، والإصابة بارتفاع ضغط الدم.[3]
- الوقاية من هشاشة العظام: تُسهم مكملات المغنيسيوم في الحفاظ على اتزان تراكيز المعادن في العظام والوقاية من هشاشتها بفعالية ملحوظة.[1]
- التخفيف من أعراض الربو: أثبتت الدراسات ارتباط تناول مكملات المغنيسيوم مع التقليل من شدة أعراض مرض الربو؛ إذ يُسهم المغنيسيوم في استرخاء العضلات الملساء عن طريق التقليل من تركيز الكالسيوم داخل الخلايا، مما يُخفف من حدّة تقلصها.[4]
كما أثبتت دراسةُ منشورة في عام 2009 ميلادي أنّ إعطاء كبريتات المغنيسيوم عن طريق الوريد بالإضافة إلى موسعات القصبات من شأنه أن يُسهم في التخفيف من شدّة نوبات الربو الحادة لدى المرضى.[4] - علاج نوبات الصداع النصفي: تُشير المراجع الطبية إلى فعالية مكملات المغنيسيوم في التقليل من شدة نوبات الصداع النصفي؛ من خلال تأثيرها الارتخائي في الأوعية الدموية، وتثبيط عمل أكسيد النيتريك.[4]
- الوقاية من السكري: أثبتت الدراسات أن تناول مكملات المغنيسيوم يُقلل من مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني؛ إذ يُحسن المغنيسيوم من عمل الإنسولين، كما أشارت الدراسات إلى أنّ الاعتماد على نظام غذائي يتميز بنقص مستوى المغنيسيوم يرتبط بضعف امتصاص الجلوكوز وزيادة مخاطر السكري.[3][5]
- تعزيز صحة المرأة: لوحظت نتائج إيجابية لاستخدام مكملات المغنيسيوم في علاج بعض المشكلات المرضية لدى النساء،[2] لعلّ أبرزها:[2]
- متلازمة ما قبل الدورة الشهرية.
- الاضطرابات المزاجية لدى النساء ما بعد انقطاع الطمث.
- الأعراض المرافقة لانقطاع الطمث.
الجرعة اليومية المُوصى بها من المغنيسيوم
تشير الأبحاث إلى أن الحصول على المغنيسيوم من خلال الغذاء لا يُغطي احتياج الجسم الطبيعي لما يقرُب من 60% من البالغين،[6] وقد حددت الأبحاث العلمية مقدار الجرعات اليومية المُفترضة من مكملات المغنيسيوم كما في الجدول أدناه:[4][1]
العمر (سنوات) | الإناث (ملغ/يوم) | الذكور (ملغ/يوم) | الحوامل (ملغ/يوم) | المُرضعات (ملغ/يوم) |
3-1 | 80 | 80 | -- | -- |
8-4 | 130 | 130 | -- | -- |
13-9 | 240 | 240 | -- | -- |
18-14 | 360 | 410 | 400 | 360 |
30-19 | 310 | 400 | 350 | 310 |
31≥ | 320 | 420 | 360 | 320 |
كيفية تناول مكملات المغنيسيوم
كما هو الحال مع معظم المكملات الغذائية، ينصح المختصون باتباع مجموعةٍ من النصائح قبل تناول مكملات المغنيسيوم،[7] وتشمل هذه النصائح:[7][8]
- الحرص على اتباع الإرشادات الصحية الموجودة على عبوة مكملات المغنيسيوم، واستشارة الطبيب أو الصيدلي في حال مواجهة أي صعوبات في فهم التعليمات المُدونة على العبوة.
- الاهتمام بتناول الدواء وفقًا للجرعة الموصوفة، مع الأخذ بعين الاعتبار ترك فاصل زمني بمقدار ساعتين بين مكملات المغنيسيوم وأي أدوية أخرى.
- ضرورة التحدث مع الطبيب بشأن أي مشكلات صحية يعاني منها المريض، وخاصةً مشاكل الكلى.
- الحرص على استشارة الطبيب قبل تناول مكملات المغنيسيوم، للتأكد من من مدى أمانها للنساء، وذلك في حالات الحمل، والرضاعة، أو التخطيط للإنجاب.
الآثار الجانبية لمكملات المغنيسيوم
على الرغم من إثبات الدراسات لمأمونية تناول مكملات المغنيسيوم وفعاليتها المُثبتة،[4] فإنّ تناولها قد ينطوي على عددٍ من الآثار الجانبية والمخاطر التي يتوجب التنويه لها،[8] ومن أبرز الآثار الجانبية لمكملات المغنيسيوم:[9][8]
- بعض الأعراض المعوية مثل التقيؤ، والإسهال، والغثيان.
- العطش الشديد، وانخفاض ضغط الدم، والخمول.
- مشاكل الجهاز التنفسي، مثل الوذمة الرئوية.
- احمرار الجلد نتيجة توسع الأوعية الدموية.
- ضعف العضلات.
- عدم انتظام ضربات القلب، ما قد يُسبّب الغيبوبة، والوفاة.
المغنيسيوم واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (Attention deficit hyperactivity disorder (ADHD)) وهو أحد الاضطرابات النفسية الشائعة لدى الكثير من الأطفال والمراهقين، وقد أثبتت الدراسات وجود علاقةٍ بين الإصابة بهذا الاضطراب وانخفاض مستويات المغنيسيوم في الدم.[9]
تُشير الدراسات إلى النتائج الواعدة التي تُظهر إمكانية أن تصبح مكملات المغنيسيوم علاجًا فعالًا لفرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال والمراهقين، ذلك على الرغم من عدم وجود تجارب سريريةٍ للتحقق من مدى فعالية وسلامة مكملات المغنيسيوم في هذا السياق.[9]
أنواع مكملات المغنيسيوم في الصيدليات
تتوافر مكملات المغنيسيوم في عددٍ من الأشكال الدوائية إذ يمكن أن تُعطى عن طريق الفم، أو عن طريق الوريد، أو من خلال الحقن العضلي،[8] وتشمل الأمثلة على مكملات المغنيسيوم في الصيدليات:
- جلايسينات المغنيسيوم (Magnesium glycinate).[10]
- مالات المغنيسيوم (Malate magnesium).[10]
- تاوريت المغنيسيوم (Magnesium taurate):
يساعد توريت المغنيسيوم في خفض ضغط الدم المرتفع،[11]
- سترات المغنيسيوم (Magnesium citrate):
يستهدف علاج مشكلات الأمعاء كالإمساك تحديدًا، يتوافر على هيئة سائل، ومسحوق، وأقراص.[12]
- ثريونيت المغنيسيوم (Magnesium L-Threonate):
يُحسّن ثريونيت المغنيسيوم من الوظائف العصبية، والإدراك، والمزاج، كما يحسن من جودة النوم.[13]
- أكسيد المغنيسيوم (Magnesium oxide):
يوجد أكسيد المغنيسيوم في هيئة أقراص أو كبسولات تؤخذ عن طريق الفم، يمكن تناولها من مرة إلى أربع مرات يوميًا اعتمادًا على العلامة التجارية للمكمل والحالة التي يعاني منها المريض، وقد يستخدم كمضادٍ لحموضة المعدة، وعادةً ما يؤخذ دون وصفة طبية.[14]
- غلوكونات المغنيسيوم (Magnesium gluconate):
يمكن الحصول على غلوكونات البوتاسيوم في هيئة أقراص فموية أو شراب يُؤخذ عن طريق الفم. وعادةً ما يُنصح بتناوله مرتين إلى أربع مرات في اليوم مع وجبات الطعام، وفقًًا لحالة المريض.[15]
- هيدروكسيد المغنيسيوم (Magnesium hydroxide):
يوجد هيدروكسيد المغنيسيوم في هيئة أقراص قابلة للمضغ، أو أقراص فموية، أو مُعلق يؤخذ عن طريق الفم، وينصح بتناوله عادةً كجرعة يومية واحدة (يُفضَل عند النوم) أو تُقسم إلى جرعتين أو أكثر خلال اليوم.[16]
التركيبة المُثلى لمكملات المغنيسيوم
تتوفر بعض مكملات المغنيسيوم في هيئة مزيج مُكون من مادة ديهيدرات لاكتات الغنيسيوم (Magnesium Lactate Dehydrate)، وفيتامين 6 أو هيدروكلوريد الببيريدوكسين (Pyridoxine Hydrochloride)، هذه التركيبة تلعب دورًا في الوقاية من نقص المغنيسيوم، والتخفيف من أعراض هذا النقص (مثل التعب، والتوتر)، بمعدلٍ أسرع مقارنةً بالمكملات التي تحتوي على المغنيسيوم منفردًا.[17]