ما هي فوائد الشاي الأخضر؟ وهل له أضرار؟

اشتُهر الشاي الأخضر منذ القِدم كمشروبٍ ومكمل غذائي لعلاج العديد من المشكلات الصحيّة؛ ويعود ذلك للمكونات الفعّالة التي يحتويها في تركيبته، والتي جعلت منه خيارًا علاجيًا طبيعيًا مفيدًا وصحيًا، فما الفوائد المحتملة للشاي الأخضر؟ وهل هناك أضرار ناتجة عن استخدامه؟

يتميّز الشاي الأخضر (Camellia sinensis) عن غيره من أنواع الشاي الأُخرى بطريقة تحضيره؛ إذ تُطهى أوراقه أولًا على البخار، ثم تُقلى بتعريضها للحرارة الجافّة مع إضافة كمية قليلة جدًا من الزيت (Pan-Frying) وتُجفف جيدًا، وقد استُخدم الشاي الأخضر قديمًا كمشروب أو مكمل غذائي لتحسين مستوى الإدراك أو اليقظة الذهنيّة، وتخفيف أعراض مشاكل الجهاز الهضمي، والصداع، والمساعدة في خسارة الوزن الزائد،[1] إلى جانب الفوائد الأُخرى المتعلقة بالسرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، وصحة الأسنان، وأمراض الجهاز التنفسي.[2]

فوائد الشاي الأخضر

يُذكر من الفوائد المحتملة للشاي الأخضر:

  • تحسين الإدراك والوظيفة المعرفية
    أوضحت مراجعة علمية نُشِرت عام 2017 أن استهلاك الشاي الأخضر قد يُفيد في تخفيف التوتر وتحسين الذاكرة ووظيفة الدماغ؛ وذلك لاحتوائه على الكافيين والحمض الأميني ثيانين (l-theanine)،[3] بالإضافة لذلك فقد أشارت نتائج دراسة علمية أُخرى نُشِرت في BMC Geriatr عام 2020 إلى أنّ استهلاك الشاي الأخضر يرتبط بانخفاض معدل انتشار الضعف الإدراكي لدى الأشخاص في منتصف العمر ولدى كبار السن.[4]

  • الوقاية من بعض أنواع السرطان
    أظهرت بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات قدرة مضادات الأكسدة، ومضادات الطفرات، ومضادات الأورام التي تمتلكها مكونات الشاي الأخضر في الوقاية من بعض أنواع السرطان وتقليل نشاطها، بينما ذكرت دراساتٍ أُخرى وجود صلة بين استهلاك الشاي الأخضر والوقاية من العديد من أنواع السرطان التي قد تُصيب الرئة، والقولون، والمريء، والمعدة، والأمعاء الدقيقة، والكلى، والبنكرياس، والغدد الثديية،[5] وبطانة الرحم، والفم، والمبيض، والغدد الليمفاوية.[2]

  • تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
    يمكن للشاي الأخضر أن يُقلل من ارتفاع ضغط الدم، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وأمراض القلب التاجية؛ ويعود ذلك لقُدرته على خفض مستويات السكر في الدم، إلى جانب المساعدة في فقدان وزن الجسم الزائد.[5]

  • تقليل خطر الإصابة بمرض السكري
    أفادت نتائج دراسة يابانية نُشِرت عام 2006 أنّ استهلاك الشاي الأخضر بانتظام للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 - 65 عامًا قد يُقلل من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 33.33% تقريبًا،[6] بينما وجدت دراسة أُخرى نُشِرت عام 2020 أنّ استهلاك مكملات الشاي الأخضر قلل كثيرًا من نسبة الجلوكوز أو سكر الدم الصيامي، بينما لم يكُن له تأثير واضح في معدل الإنسولين الصيامي، ومعدل السكري التراكمي (HbA1c).[7]

  • تقليل خطر الإصابة بأمراض الكلى
    يلعب مركب البوليفيول (Polyphenol)، وهو أحد مضادات الأكسدة الأساسية في الشاي الأخضر، دورًا مهمًا في الوقاية من أمراض الكلى؛ إذ يحدث ذلك من خلال مساهمته في الوقاية من فرط حمض اليوريك في الدم، والذي يتسبب في خلل أو اعتلال شرايين الكلى، وبالتالي الإصابة بأمراض الكُلى المزمنة، بالإضافة لذلك فقد أوضحت دراسة أُخرى نُشِرت عام 2018 في مجلة International Journal of Urology تأثير استهلاك الشاي الأخضر في تقليل فرص الإصابة بحصوات الكلى.[8]

  • الوقاية من أمراض اللثة
    أوضحت دراسة نُشِرت عام 2021 دور الشاي الأخضر في الوقاية من أمراض اللثة والحِفاظ على صحتها من خلال تقليل الالتهابات، ومنع تحليل الجسم للعظام وامتصاصها أو ما يُسمى بارتشاف العظام، وتقليل فرص نمو بعض البكتيريا المرتبطة باللثة؛ ويعود ذلك للخصائص التي يحتويها الشاي الأخضر، وتتمثّل بالمضادة للأكسدة، والمضادة للسرطان، والمضادة للجراثيم، الأمر الذي جعله عاملًا وقائيًا وعلاجًا طبيعيًا.[9]

  • تقليل مستويات التوتر والقلق
    يُساهم الحمض الأميني ثيانين المتواجد في الشاي الأخضر في الحد من مستويات التوتر والقلق؛ ما يعكس فعاليته في تعزيز الراحة النفسية.[8]

فوائد الشاي الأخضر للنساء

وفقًا لدراسة أُجريت عام 2006، فقد تبيّن إمكانيّة استفادة النساء من الشاي الأخضر بمعدل أعلى مقارنةً بالرجال، ورجّحت الدراسة سبب ذلك إلى ارتفاع معدل التدخين لدى الرجال، إذ لَعِب دورًا في تقليل فعاليّة مكونات الشاي الأخضر وفوائده العلاجية.[6]

تأثير الشاي الأخضر في الدهون

أوضحت دراسة نُشِرت في مجلة Chinese Medicine قدرة الشاي الأخضر مع ما يحتويه من مضادات أكسدة على علاج متلازمة التمثيل الغذائي، بما في ذلك السمنة؛ إذ يمكن أن يكون الاستهلاك طويل الأمد لمضادات الأكسدة في الشاي الأخضر مفيدًا لعلاج السمنة التي يُسبّبها النظام الغذائي مرتفع الدهون، ومرض السكري من النوع الثاني، كما يمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية.[5]

بينما وجدت دراسة حديثة أُجريت عام 2022 ونُشِرت في مجلة International Journal of Environmental Research and Public Health أن استهلاك 4 أكواب -أو أكثر- من الشاي الأخضر يوميًا قلل من معدل الإصابة بالسمنة في منطقة البطن، خاصةً لدى النساء وبنسبة 44%.[10]

فوائد الشاي الأخضر للجهاز الهضمي

أثبتت بعض الدراسات قدرة الشاي الأخضر وفعاليّته في علاج عددٍ من أعراض ومشاكل الجهاز الهضمي؛ إذ أشار بعضها إلى أنّ الشاي الأخضر يمكن أن يكون فعّالًا في علاج أنواع الإسهال المختلفة ومرض التيفوئيد؛ ويعود ذلك لاحتوائه على مضادات الأكسدة القادرة على تقليل خطر الإصابة بعدوى جرثومة المعدة أو ما تُسمى بعدوى الملوية البوابيّة (Helicobacter pylori).[5]

أضرار الشاي الأخضر

يُعتقد أن الشاي الأخضر آمنٌ عند استهلاكه كمشروب بمُعدل 8 أكواب يوميًا، كما يمكن أن يكون آمنًا أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية لدى تناوله بكمياتٍ تصل إلى 6 أكواب يوميًا، بما لا يزيد عن 300 ملليغرام من الكافيين، وعلى الرغم من الفوائد العديدة المذكورة سلفًا للشاي الأخضر، إلّا أنه كغيره من المنتجات العشبية يمكن أن يُسبب استهلاكه بعض الأضرار والآثار الجانبية التي تتفاوت في شدّتها،[1] من أبرزها:

  • مشاكل في الكبد

يمكن أن يتسبّب استهلاك مُستخلصات الشاي الأخضر بكمياتٍ عالية في حدوث تلف وتسمم خلوي حاد لخلايا الكبد،[5] لذا يُوصى الأشخاص المصابين بأمراض الكبد باستشارة الطبيب قبل تناول المنتجات التي تحتوي على مُستخلصات الشاي الأخضر، كما يستوجب استشارة الطبيب وإيقاف تناوله لدى المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد في حال ظهرت عليهم أعراض تُشير إلى اضطراب الكبد، بما في ذلك آلام البطن، أو البول الداكن، أو اليرقان (اصفرار الجلد وابيضاض العينين).[1]

  • مستويات سكر الدم غير المنضبطة

يمكن لبعض المركبات الكيميائية التي يحتويها الشاي الأخضر أن تُسبب تلفًا في خلايا البنكرياس، وقد وجدت دراسة أنّ استهلاك كميات عالية من الشاي الأخضر قد يكون ضارًا للحيوانات المصابة بمرض السكري، كما قد تُؤثر في إمكانيّة السيطرة على معدلات ارتفاع مستوى السكر لديهم.[5]

  • تضخّم الغدة الدرقية

أوضحت دراسة أُجريت على الفئران أنّ احتواء ما يُقارب 5% من نظامهم الغذائي على الشاي الأخضر ولمدة 13 أسبوعًا قد تَسبب في تضخّم الغدة الدرقية، ومع ذلك فمن غير المُرجح أن يتسبّب استهلاك كمية عالية جدًا من الشاي الأخضر في حدوث مثل هذه الآثار الضارة على البشر.[5]

  • انخفاض مستويات الدم

كغيره من المنتجات العشبية، يمكن أن يُؤثر استهلاك الشاي الأخضر في مستويات الدم في الجسم ويُؤدي لانخفاضها، ما يُؤثر في فعالية بعض الأدوية بما في ذلك دواء نادولول، وهو من الأدوية المُستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب، كما يمكن أن يتفاعل الشاي الأخضر مع أدويةٍ أُخرى ويُقلّل من فعاليّتها أيضًا.[1]

كتابة: اختصاصية التغذية رسيل ياسين - الأحد ، 27 آب 2023
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الإثنين ، 28 آب 2023

المراجع

1.
National Center for Complementary and Integrative Health. (October, 2023). Green tea. Retrieved from https://www.nccih.nih.gov/health/green-tea
2.
Abe, S.K., Inoue, M. (2021). Green tea and cancer and cardiometabolic diseases: a review of the current epidemiological evidence. Eur J Clin Nutr 75, 865–876. Retrieved from https://doi.org/10.1038/s41430-020-00710-7
3.
Mancini E, Beglinger C, Drewe J, Zanchi D, Lang UE, Borgwardt S. Green tea effects on cognition, mood and human brain function: A systematic review. Phytomedicine. 2017 Oct 15;34:26-37. Retrieved from https://doi.org/10.1016/j.phymed.2017.07.008

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تغذية وحمية أونلاين عبر طبكان
احجز