يُعد جنون الارتياب أو البارانويا (بالإنجليزية: Paranoia) أحد الاضطرابات النفسية التي يشعر بها المريض بالاضطهاد والتهديد مع عدم وجود أدلة على صحة ذلك. تُعد البارانويا من أنواع الهلوسة التي يعتقد ويشعر بها المريض جازمًا وباستمرار دون أي أدلة أنه مراقب من قِبل أشخاص ومنظمات أو الشعور بالكره والاستبعاد أو الشعور بالخطر أو أنَ شخصًا ما يحاول قتله أو سرقته.[1][2]
قد يُصيب جنون الارتياب مرضى الزهايمر أو أحد الاضطرابات النفسية أو العقلية أو مُتعاطي المخدرات.[2]
ما هي أنواع جنون الارتياب (البارانويا)؟
يتواجد ثلاثة أنواع رئيسية من جنون الارتياب كالآتي:[2][3]
- اضطراب الشخصية المرتابة أو اضطراب الشخصية الزوراني (بالإنجليزية: Paranoid personality disorder) الذي يُعد أقل أنواع البارانويا شِدةً، ويتمثل بانعدام الثقة بالعالم من حولهم.
- الاضطراب الوهامي (بالإنجليزية: Delusional disorder) هو أحد أنواع اضطرابات الارتياب الذي يسود به وهم خاطئ دون وجود أي أعراض لأمراض نفسية أُخرى، كما يعتمد سلوك المريض على نوع الوهم الذي لديه إذ يعتقد المريض أنه مُراقب ومُعرَض للقتل أو أنه على علاقة ارتباط مع مُمثل مشهور لم يلتقِ به مُسبقًا، أو أنه مُصاب بمرض خطير وهو سليم تمامًا.
- الفصام البارانويدي (بالإنجليزية: Paranoid schizophrenia) وهو من أكثر أنواع البارانويا شِدة، ويُعد من أنواع الفصام الذي يتمثل بانعدام الثقة بالآخرين والأوهام والاعتقادات بوجود من يحاول إيذاءهم، كما قد يتعرض للهلوسات.
ما هي أعراض جنون الارتياب (البارانويا)؟
يعاني مرضى جنون الارتياب من أعراض الارتياب والشك غير المبرر دائمًا وباستمرار، تتفاوت أعراض البارانويا في شِدَتها إذ قد تؤثر سلبًا على أنشطة الحياة المختلفة،[2] ومن أهم أعراض جنون الارتياب أو البارانويا:[1][2]
- عدم الثقة بالآخرين.
- التوتر والقلق الدائم وصعوبة الاسترخاء.
- الشعور بسوء الفهم.
- الشعور بالاضطهاد ودائمًا ما يُمثل دور الضحية.
- التصرف بعدائية وعدوانية تجاه الآخرين.
- سهولة الاستفزاز.
- عدم القدرة على المسامحة والنسيان
- عدم تقبُل النقد.
- سوء الظن بالتصرفات الطبيعية للآخرين.
- توتر العلاقات الاجتماعية.
- العُزلة الاجتماعية.
ما هي أسباب جنون الارتياب (البارانويا)؟
يحدث جنون الارتياب أو البارانويا غالبًا نتيجة الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية والتي قد تحدث لعوامل جينية أو خلل في كيميائية الدماغ.[2] من الأسباب الأخرى للإصابة بالبارانويا ما يلي:[1][3]
- قلة النوم لأيام طويلة، إذ قد تسبب قلة النوم لفترات طويلة الإصابة بالهلوسة البصرية أو السمعية.
- التوتر والقلق المستمر.
- تعاطي المخدرات مثل الماريجوانا والكوكايين والميثامفيتامين.
- إدمان الكحول لفترات طويلة.
- الإصابة بأحد الأمراض النفسية الآتية: الشيزوفرينيا واضطراب الشخصية الزوراني.
- الإصابة بالزهايمر أو أي أنواع الخرف.
- التعرض لصدمة في أحد مراحل الحياة مثل التعرض للتحرش الجنسي في الطفولة.
ما هي طرق تشخيص جنون الارتياب (البارانويا)؟
يصعُب تشخيص البارانويا وذلك لتشابه صفة الشك وعدم الثقة بالعديد من الأمراض العقلية الأخرى إضافة لتشابهها مع أعراض الخرف، كما تكمن صعوبة تشخيصه بسبب تجنُب بعض مرضى البارانويا الذهاب للطبيب أو المستشفى بسبب مخاوفهم من التعرض للأذى.[3]
يأخذ الطبيب السيرة المرضية للمريض والتأكد من عدم وجود سبب طبي للإصابة بالبارانويا مثل الخرف، وفي حال تبيَن وجود سبب نفسي يُحوّل المريض لدى الطبيب النفسي لتقييم الحالة ومعرفة السبب إذا كان أحد الأمراض النفسية الأخرى مثل ثنائي القطب أو الاكتئاب أو القلق.[2]
ما هي طرق علاج جنون الارتياب (البارانويا)؟
يعتمد علاج البارانويا على المُسبب وشدة الأعراض، إذ يجب بدايةً زيارة الطبيب النفسي لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية ملائمة.[2] من طرق علاج البارانويا:[2][4]
- العلاج السلوكي المعرفي من خلال سماع المريض والتحدث معه، إذ يُساهم ذلك في التخفيف من التوتر والقلق وتقبُل المريض لضعفه وزيادة الثقة بالنفس وبالآخرين، ومواجهة المشاكل بطرق ايجابية.
- العلاج باستخدام الفنون والرسم ويُستخدم مع المرضى الذين لا يستطيعون التعبير بالكلام.
- العلاج بالأدوية تِبعًا للمسبب؛ إذ كان سبب البارانويا هو الشيزوفرينيا فالمعالجة باستخدام الأدوية المضادة للذهان، بينما إذا كان السبب هو الاكتئاب أو القلق فإن المعالجة باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب.
- العلاج النفسي الديناميكي (بالإنجليزية: Psychodynamic psychotherapy).
- استشارة الطبيب والحصول على المساعدة من قبل العائلة والأصدقاء.