فوائد الميرمية: ما أهم فوائدها الصحيّة؟ وما أبرز خواصها الطبية؟

عشبة الميرمية من الأعشاب المميزة برائحتها الفوّاحة ومذاقها الفريدين، والذي يضفي نكهةً لذيذة للعديد من المشروبات والأطعمة، وقد ازداد تداول الميرمية مؤخرًا بوصفها إحدى الأعشاب الطبية التي تفيد في علاج بعض الأمراض.

تُعدّ الميرمية من أكثر الأعشاب انتشارًا في العالم، وقد عكف العلماء على دراسة خواصها العلاجية والمُركبات التي تحتوي عليها أملًا في الاستفادة منها في تطوير بعض العقاقير.[1]

عشبة الميرمية

يمثل الجنس الذي تتبع له الميرمية (Salvia) أحد أكبر أفراد العائلة النعناعية (Mint family)، إذ يضم ما يزيد عن 900 نوعًا تنتشر حول أنحاء العالم المختلفة، وتُعد معظم هذه الأنواع ضمن النباتات المُعمرة ذات الرائحة الفواحة، وتتميز أزهار الميرمية بألوانها المتنوعة، كما تُوصَف منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط على أنّها الموطن الأصلي لعشبة الميرمية،[1] في الوقت الحالي تنتشر الميرمية طبيعيًا في مناطق العالم المختلفة لا سيّما في دول أوروبا وشمال أمريكا، واستفاد البشر منذ القدم من الأجزاء الهوائية لنبات الميرمية في مجالات الطهي لِما تتمتّع به من نكهةٍ مميزة، كما استفادت منها شعوب آسيا وأمريكا اللاتينية كأحد المكونات في الطب الشعبي، واستخدمتها لعلاج العديد من الاعتلالات الصحية كالتشنجات، والتقرحات، والنقرس، والتهاب المفاصل، والدوار، والإسهال، وارتفاع السكر في الدم، كما استفاد الأوروبيون من الميرمية في الطب التقليدي إذ عمدوا إلى استخدامها في علاج فرط التعرق والاعتلالات الإدراكية المصاحبة للتقدم في العمر،[2]

أمّا منقوع الميرمية، فهو من المشروبات التي شاع تداولها لعلاج السعال، والالتهابات التي تصيب الفم والحلق، بالإضافة إلى علاج التوعكات التي تصيب الجهاز الهضمي، إضافةً لذلك تتمتع الزيوت الأساسية المُستخلصة من الميرمية بخواصٍ مطهرة، وقابضة، وطاردة للغازات، وتتباين المُركبات التي يحتوي عليها زيت الميرمية تبعًا للعوامل الجينية، والمناخية، والبيئية التي أحاطت بزراعتها،[1] وقد أُجريت في الآونة الأخيرة الكثير من الدراسات الهادفة إلى توثيق الاستخدامات التقليدية للميرمية واكتشاف المزيد من آثارها الحيوية، وقد أظهرت نتائج تلك الدراسات تمتع الميرمية بعددٍ من الخواص الطبية كخواصها المضادة للسرطان والالتهاب.[2]

فوائد الميرمية

زادت التوجهات في العصر الحديث نحو الاستفادة من بعض النباتات الطبية بوصفها بديلًا طبيعيًا يحتوي على عددٍ من المركبات الفعالة حيويًا والتي يمكن استخدامها بدلًا من العقاقير المُصنعة،[3] ومن الفوائد المُقترحة للميرمية:

  • فوائد الميرمية للرجال: في دراسة مخبرية أُجريت سنة 2020 تعرضت فيها بعض جرذان التجارب من الذكور إلى تركيز 200 مغ/كيلوغرام من مادة ديازينون (Diazinon) يوميًا لمدة أربعة أسابيع مُسببةً نقصانًا واضحًا في عدد بعض الخلايا الجنسية، كخلايا لايديغ (Leydig cells)، أظهرت الدراسة أن تناول مستخلص الميرمية قد يُسهم في دعم وظيفة هذه الخلايا، ويزيد من حيويتها، مما قد يُحسّن من قدرة هذه الجرذان على التكاثر.[3]
  • فوائد الميرمية للمبايض: أظهرت دراسة نُشرت في مجلة (Journal of king Saud University) سنة 2020 أن للميرمية دورٌ في تحسين عمل المبيضين، من خلال تحفيزهما على إطلاق الجسم لهرمون إستراديول (Estradiol)، وضبط عمليات كل من تَشكُّل الحويصلات (Folliculogenesis)، وتوليد الستيرويدات، والالتهام الذاتي (Autophagy).[4]
  • فوائد الميرمية للرحم: نشرت مجلة (Journal of Food Biochemistry) سنة 2020 ميلادي دراسة مخبرية هدفت إلى البحث في فوائد الميرمية للنساء بعد انقطاع الطمث -والذي تتعرض خلاله النساء إلى هبوط في مستويات بعض الهرمونات الجنسية، خصوصًا هرمون الإستروجين مما ينتج عنه اختلالات فسيولوجية وشكلية في أنسجة كل من الرحم والكبد-، وقد أظهرت نتائج الدراسة إلى أنّ استخدام أوراق الميرمية يحد من السمنة، والتلف التأكسدي الذي يصيب كل من الكبد والرحم نتيجة تدني مستويات هرمون الإستروجين في الجسم.[5]

الخواص الطبية للميرمية

تحتوي النباتات الطبية، والخلطات المُصنعة منها، ومنتجاتها على بعض المركبات الفعالة التي تمنح هذه النباتات بعض الخواص العلاجية، وتُقدر نسبة الأشخاص الذين يلجؤون للطب التقليدي حول العالم بحوالي 80%، وذلك لغرض تشخيص بعض الأمراض والوقاية منها وعلاجها، وعلى الرغم من التقدم في العلم لا تزال الشعوب في المنطقة العربية تركن إلى التداوي بطب الأعشاب التقليدي الذي حاز على اهتمامٍ واسع بين علماء الأعشاب في العالم،[6] وتمثل الميرمية إحدى الأعشاب التي تتمتع بمجموعة من الخواص الطبية:[1][2]

  • خواص مضادة للأكسدة: تلعب مضادات الأكسدة دورًا هاما في وقاية الجسم من الإجهاد التأكسدي (Oxidative stress) والتلف الذي تسببه الجذور الحرة في الجسم، والذي قد يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، كأمراض السكري والسرطان، وتتمتع الميرمية بخواص مضادة للأكسدة، وقد أظهرت إحدى الدراسات بعد إجرائها على جرذان التجارب أن شرب منقوع الميرمية حسّن من قدرة خلايا الكبد ضد الأكسدة.
  • خواص مضادة للسكري: تُستخدم العديد من الشعوب الميرمية كوصفة لعلاج السكري تقليديًا، وقد أظهرت دراسة أن مُستخلصات الميرمية الميثانولية خفضت مستويات السكر في الدم بوضوح لدى عددٍ من جرذان التجارب المُصابة بمرض السكري من النوع الأول دون أن تؤثر في إنتاج البنكرياس للإنسولين، وقد تبيّن أن للميرمية نشاطًا شبيهًا بنشاط الإنسولين في الجسم.
  • خواص مضادة للسرطان ولتَشكُّل الطفرات: أظهرت العديد من الدراسات التي أُجريت على فئران التجارب أن شرب شاي الميرمية يحول دون بدء المراحل الأُولى لتشكل سرطان القولون، كما أظهرت دراسات أُخرى أن مستخلصات الميرمية تُسهم في تثبيط نمو الخلايا السرطانية في الثدي.
  • خواص مضادة للالتهاب والألم: يُعد الالتهاب والألم من الأعراض التي تحدث كاستجابة لإصابة بعض الأنسجة بالتلف، وفي هذا الإطار أظهرت العديد من الدراسات الصيدلانية تمتُع الميرمية بخواص مضادة للالتهاب والألم، فمثلًا أظهرت إحدى هذه الدراسات أن الميرمية أسهمت في السيطرة على آلام الأعصاب الناتجة عن العلاج الكيماوي.

المُركبات التي تحتوي عليها الميرمية

تمتاز الميرمية باحتوائها على العديد من المُركبات الفعّالة، كمركبات الفلافونويد (Flavonoids)، والأحماض الفينولية، وغيرها من النواتج الأيضية الثانوية،[3] وقد استطاع الباحثون تحديد المركبات الكيميائية النباتية التي تحتوي عليها كل من أزهار، وأوراق، وسيقان الميرمية، ووجدوا أنّ الميرمية تحتوي على عددٍ كبير من المركبات، مثل الألكالويدات، والكربوهيدرات، والأحماض الدهنية، وبعض أصناف الشمع، كما لاحظوا أنّ معظم المركبات الكيميائية النباتية تتركز من الزيوت الأساسية المُستخلصة منها، بالإضافة إلى مستخلصاتها الكحولية والمائية والبيوتانولية،[2] ويتشكّل الزيت المُستخلص من الميرمية رئيسيًا من كل من مركبات (1,8-Cineole) ومركب الألفا ثايوجون (Alpha thujone)، والبيتا ثايوجون (Beta thujone)، بالإضافة إلى مركبي البورنيول (Borneol)، وفيريديفلورول (Viridiflorol).[1]

أضرار الميرمية

أشارت العديد من الدراسات إلى أنّه في العموم ليس لاستهلاك الميرمية آثارٌ جانبية شديدة، في المقابل تناولها على المدى الطويل أو تناول جرعة زائدة من كل من المُستخلص الإيثانولي والزيت العطري للميرمية -أي ما يُعادل كمية تزيد عن 15 غرام من أوراق الميرمية- قد يسبب بعض الأعراض غير المرغوبة مثل التقيؤ، وفرط إفراز اللعاب، وتسارع في نبضات القلب، والشعور بالدوار، والتعرض للهبات الساخنة، وتورم اللسان، والزراق (Cyanosis)،[2] ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ هناك العديد من النساء الحوامل يلجأن إلى التداوي بالأعشاب، كالميرمية لعلاج بعض الأعراض والأمراض، فمثلًا تؤمن بعض الحوامل بفوائد الميرمية للبطن لذا يستخدم بعضهن الميرمية لعلاج آلام البطن، كما يستخدم البعض الآخر الميرمية للتخفيف من القلق، ولعلاج السعال، والإنفلونزا، وفيما يتعلق بمدى سلامة الميرمية للحامل، فيجدر التنويه إلى أنّ الأدلة على سلامة وفعالية استخدام الأعشاب أثناء الحمل لا تزال محدودة، وبالعموم، أشار بعض الباحثين إلى أنّ معظم الأعشاب المتداولة كالميرمية والزنجبيل قد تكون آمنة أثناء الحمل عند تناولها بكمياتٍ معتدلة، غير أنّ الإفراط في استهلاكها قد يسبب العديد من الآثار الجانبية التي لا تزال مجهولة،[6] من ناحيةٍ ثانية يوصي بعض العلماء بتجنب تناول الميرمية أثناء الحمل والرضاعة استنادًا إلى أنّ الميرمية تحتوي على بعض المُركبات التي قد تُسبب السُمية للجنين، وللطفل حديث الولادة، و ذلك كمركبات كامفور (Camphor)، وثايوجون(Thujone)، وغيرهما.[2]

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الأحد ، 19 تشرين الثاني 2023
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الأحد ، 19 تشرين الثاني 2023

المراجع

1.
Hamidpour M, Hamidpour R, Hamidpour S, Shahlari M. (2014). Chemistry, Pharmacology, and Medicinal Property of Sage (Salvia) to Prevent and Cure Illnesses such as Obesity, Diabetes, Depression, Dementia, Lupus, Autism, Heart Disease, and Cancer. J Tradit Complement Med. 2014 Apr;4(2):82-8. Retrieved from https://doi.org/10.4103%2F2225-4110.130373
2.
Ghorbani A, Esmaeilizadeh M. (2017). Pharmacological properties of Salvia officinalis and its components. J Tradit Complement Med. 2017 Jan 13;7(4):433-440. Retrieved from https://doi.org/10.1016%2Fj.jtcme.2016.12.014
3.
Jambor T, Arvay J, Ivanisova E, Tvrda E, Kovacik A, Greifova H, Lukac N. (2020). Investigation of the Properties and Effects of Salvia Officinalis L. on the Viability, Steroidogenesis and Reactive Oxygen Species (ROS) Production in TM3 Leydig Cells in Vitro. Physiol Res. 2020 Aug 31;69(4):661-673. Retrieved from https://doi.org/10.33549%2Fphysiolres.934457

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تغذية وحمية أونلاين عبر طبكان
احجز