فوائد المنغنيز للجسم ومصادره الغذائية

يصنّف المنغنيز كيميائيًا كأحد عناصر الفلزات الانتقالية، ولا يوجد المغنيز منفردًا في الطبيعة إنما يدخل كمكوّن في عديد من المعادن، وهو ينتشر بكثرة في قاع المحيطات والبحار، وإضافة لوظائفه الحيوية في الجسم، يُستفاد من المنغنيز في العديد من المنتجات الصناعية.

يقع المنغنيز في المجموعة السابعة من الجدول الدوري، ويحتّل المرتبة الثانية عشرة من بين العناصر الأكثر وفرة في القشرة الأرضية، ولا يوجد المنغنيز طبيعيًا بصورة نقية، بل يتوفر على شكل مركبات عضوية وغير عضوية، وتُشكّل المركبات غير العضوية الشكل الأكثر شيوعًا للمنغنيز، وعلى الرغم من فوائده إلّا أن التعرض له بكميات كبيرة قد يُسبب التسمم بالمنغنيز.[1]

ما هو المنغنيز؟ وما الفرق بين المنغنيز والمغنيسيوم؟

يُمثّل المغنيز أحد المعادن الأساسية التي تحتاجها العديد من العمليات الحيوية الكيميائية في الجسم،[2] ويختلف المغنيسيوم عن المنغنيز، فمثلًا يُعد المغنيسيوم من العناصر الرئيسية التي يحتاج إليها الجسم، بينما يُعدّ المغنيز من المعادن النزرة، كما أن هناك اختلافًا في طريقة ارتباطهما بالبروتينات الموجودة في بلازما الدم، إذ يرتبط المغنيسيوم بجميع البروتينات الموجودة في بلازما الدم، أما المنغنيز فيرتبط فقط بالبروتينات من نوع بيتا 1 جلوبيولين (Beta 1 globulin)).[3]

للمغنيز العديد من الوظائف في الجسم، فهو يعمل كمحفّز للإنزيمين المسؤولين عن عملية إنتاج الجلوكوز (Gluconeogenic enzymes)، وهما إنزيم كربوكسيلاز البيروفات (Pyruvate carboxylase)، وإنزيم نازعة هيدروجين البيروفات (Isocitrate dehydrogenase) ،كما أنه يسهم في الحفاظ على سلامة أغشية المايتوكوندريا (مصانع الطاقة)، بالإضافة إلى دوره كعامل مساعد (Cofactor) للعديد من الإنزيمات في الجسم.[1]

مصادر المنغنيز والاحتياجات اليومية منه

تُمثّل الأغذية النباتية أفضل مصادر المنغنيز، كما يمكن الحصول عليه من بعض مكمّلات الفيتامينات،[2] من مصادر المنغنيز:[2][4]

  • الحبوب الكاملة، مثل جنين القمح، والشوفان، والنخالة.
  • الأرز.
  • المكسرات، مثل البندق، واللوز، والجوز الأمريكي (البقان).
  • الشوكلاتة.
  • بلح البحر (Mussels) والمحار (Calms).
  • البقوليات.
  • الفواكه والخضراوات الورقية، كالسبانخ.
  • البذور، مثل بذور الكتان، والقرع، ودوار الشمس.
  • ماء الشرب، إذ يحتوي على كميات بسيطة من المنغنيز.
  • حليب الأم أو الحليب الصناعي، إذ يُعدّان مصدران رئيسييان للمنغنيز لدى الأطفال الرضع.
  • التوابل، مثل القرنفل والزعفران.

وفقًا لتوصيات المعهد الطبي (The Institute of Medicine) تُقدّر الجرعة اليومية من المنغنيز عمومًا بحوالي 2 ملغ يوميًا للبالغين،[4] وتتباين حاجة الجسم من المغنيز وفقًا للجنس والعمر، فتُقدّر حاجة الذكور البالغين منه بما يُقارب 2.3 ملغ يوميًا، وحاجة الإناث البالغات 1.8 ملغ يوميًا، وتُعزى الفروقات بين القيمتين إلى اختلاف كمية امتصاص المنغنيز بين الذكور والإناث، كما تزداد حاجة كل من الحامل والمرضع من المنغنيز،[1] أما للأطفال فتُقدّر حاجتهم من المنغنيز:[1]

  • من الولادة ولعمر أقل من 6 أشهر: 3 ميكروغرام يوميًا.
  • 7 أشهر حتى 12 شهرًا: 600 ميكروغرام يوميًا.
  • سنة حتى 3 سنوات: 1.2 ملغ يوميًا.
  • 4 سنوات حتى 8 سنوات: 1.5 ملغ يوميًا.

فوائد المنغنيز

يلعب المنغنيز دورًا رئيسيًا في الجسم، فهو ضروري لسلامة عمل الجهاز المناعي، وتنظيم مستوى السكر في الدم، وإنتاج الطاقة، والتكاثر، وعمليات الهضم، وتخثر الدم،[4] ويُعتقد أن فوائد المنغنيز:[1][5]

  • يُعتقد بوجود دورٍ لتناول مكملات المنغنيز في زيادة كثافة العظام، وقد وجدت دراسة سريرية اشتملت عينة صغيرة الحجم، وأُجريت على 59 امرأة ممن هُن في سن انقطاع الطمث، أن تناول مكملات تحتوي على 1000 ملغ من الكالسيوم مع 5 ملغ من المنغنيز، و15 ملغ من الزنك، و2.5 ملغ من النحاس لمدة سنتين أسهمت في زيادة كثافة عظام العمود الفقري، لكن لا بُد من إجراء المزيد من البحوث للتحقق من فوائد تناول مكملات المنغنيز للعظام.
  • قد يُسهم تناول مكملات المنغنيز في زيادة تحمل الجلوكوز (Glucose tolerance) والتقليل من الإجهاد التأكسدي لدى مرضى السكري، إلا أن معظم الدراسات التي أشارت إلى ذلك أُجريت على حيوانات مخبرية، لذا لا بد من إجراء المزيد بعض الدراسات السريرية للتحقق من هذه الفائدة.
  • يُستخدم المنغنيز -بفعل خواصه الكيمائية المتنوعة- في بعض الصناعات، كإنتاج الحديد والفولاذ، والبطاريات الجافة، وإنتاج بعض المواد الكيميائية، وصناعة الزجاج والسيراميك، وتبييض الأقمشة.
  • تُستخدم بعض مركبات المنغنيز العضوية في صناعة الوقود وبعض مبيدات الفطريات.

أسباب التسمم بالمغنيز وأعراضه

تتراوح الجرعة القصوى التي يُسمح بتناولها من المنغنيز بين 9-11 مغ يوميًا للبالغين، وبين 2-6 مغ يوميًا للأطفال، وتُنظّم عملية امتصاص المنغنيز في الأمعاء بدقّة، لذا قد لا يُسبّب الإفراط في تناول المنغنيز من مصادره الغذائية أيّة سمية.[4]

هناك بعض العوامل التي قد تسبب الإصابة بتسمم المنغنيز، كشرب مياه الآبار المُلوّثة بالمنغنيز، و تناول الأطفال الرُضع للحليب الصناعي، والاعتماد على التغذية الوريدية (Total parenteral nutrition)،[2] هذا ويُعدّ التعرض للهواء الملوث أحد الأسباب الرئيسية للتسمم بالمنغنيز والذي يحدث غالبًا عن طريق استنشاق الأبخرة المُنبعثة من عوادم السيارات، أو نتيجة ممارسة بعض المهن كالعمل في مصانع السبائك والبطاريات.[4]

يؤثر التسمم بالمنغنيز في الجهاز العصبي رئيسيًا، وتظهر أعراضه على شكل رعشة في اليد، وتشنج في العضلات، وطنين في الأذن، والصمم، وعدم الاتزان عند الوقوف على قدمٍ واحدة، بالإضافة إلى الإصابة ببعض الهلوسات، والأرق، والاكتئاب، وتقلبات المزاج، والصداع، والوهن الشديد، وضعف التناسق بين العين وحركة اليد، وقد تتطور الأعراض السابقة لاعتلالات عصيبة حركية تشبه أعراض مرض الرعاش أو ما يُعرف بمرض باركنسون (Parkinson’s disease)، مثل الإصابة باختلال في المشي والتوازن، وتيبس في الجسم.[2][5]

علاج التسمم بالمنغنيز

على الرغم من أن هناك العديد من الدراسات التي تناولت التسمم بالمنغنيز، إلا أن طرق علاجه لا تزال موضع نقاش، فمثًلا أشار بعض الباحثون إلى أن استخدام عقار الليفودوبا (Levodopa) -وهو عقار يُستخدم لعلاج مرض الشلل الرعاش- قد يُخفف من أعراض التسمم بالمنغنيز، إلا أن فعاليته غير مُثبتة قطعيًا.[1]

يبدأ علاج التسمم بالمنغنيز بإبعاد المصاب عن التعرّض لمصادر المنغنيز أيًا كان، إذ يخضع المريض لعملية تنظيف وإزالة السموم والمعادن الثقيلة من جسمه ( Chelation Therapy) باستخدام بعض المركبات الكيميائية، مثل مركب الإديتا (CaNa2EDTA(EDTA))، وعقار باس (Para-aminosalicylic Acid (PAS))، الذي يتركز في كل من الضفيرة المشيموية والنسيج الحشوي للدماغ والسائل الدماغي الشوكي مما يجعله مثاليًا لعلاج التسمم بالمنغنيز، وقد لُوحظ أن استخدام عقار (EDTA) يرفع من تركيز المنغنيز في البول ويقلل من تركيزه في الدم، أيضًا يزيد استخدام بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية من استجابة المريض للعلاج، فمثلًا يسهم تناول مكملات الحديد في الحد من الأعراض العصبية المصاحبة للتسمم.[2]

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الأربعاء ، 01 تشرين الثاني 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الأربعاء ، 01 تشرين الثاني 2023

المراجع

1.
Avila DS, Puntel RL, Aschner M. Manganese in health and disease. Met Ions Life Sci. 2013;13:199-227. Retrieved from https://link.springer.com/chapter/10.1007/978-94-007-7500-8_7
2.
Evans GR, Masullo LN. (2023). ManganesUpdated 2023 Feb 21]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Islande Toxicity. [ (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK560903/
3.
Foradori AC, Bertinchamps A, Gulibon JM, Cotzias GC. (1967). The discrimination between magnesium and manganese by serum proteins. J Gen Physiol. 1967 Oct;50(9):2255-66. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2225771/pdf/2255.pdf

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تغذية وحمية أونلاين عبر طبكان
احجز