فوائد الكمون: هل يستطيع علاج مشاكل القولون؟ وما خواصّه الطبية الأُخرى؟

يُزرع الكمون في العديد من الدول العربية، والصين، والهند، وقد شاع استخدامه بكثرة في العديد من المأكولات من مختلف الثقافات منذ عصور قديمة، سواءً بشكله الكامل أو المطحون، كما يُعد نباتًا مهمًا لعلاج العديد من الأمراض نظرًا لاحتوائه على توليفة من المركبات الفعّالة.

يُستخدم الكمون على نطاقٍ واسع في الطبخ لإضافة نكهة مميزة للطعام إذ يدخل في تحضير العديد من المأكولات من مختلف الثقافات، كما يُستخدم زيت بذور الكمون بكثرة في تحضير الحساء، واليخنات، وتتبيل اللحوم، وإعداد المخللات،[1] كما اُستخدم الكمون تقليديًا كمُهدئ للأعصاب، وكعامل طارد للغازات، وكذلك في علاج الإسهال، وعسر الهضم، والصرع، وألم الأسنان، والسعال الديكي، والتخفيف من انتفاخ البطن.[2]

نبات الكمون

الكمون من أشهر البهارات، إذ يتميز برائحته العطرية النفّاذة، وينتمي إلى الفصيلة الخيمية أو الصيوانيَّة (Apiaceae) التي تنتمي إلى عائلة البقدونسيات، وهو نبات حولي، له ساق رفيع يتراوح طوله بين 20-30 سم ويبلغ قطره من 3-5 سم، يحمل نبات الكمون أزهارًا صغيرة بيضاء أو وردية تنمو على طول الساق، وثمرة بيضاوية مغزلية الشكل ذات لون بنّي فاتح أو رمادي، بذورها مستطيلة الشكل ذات لون أصفر يميل إلى البني أو الرمادي وله تسع نتوءات وتمتلك العديد من الخواص الطبية.[3]

يحتاج نبات الكمون حتى ينمو إلى تربة رملية خصبة، كما تتطلب زراعة نبات الكمون صيفًا طويلًا وحارًا لمدة 3-4 شهور مع درجات حرارة نهارية قد تصل إلى 30 درجة مئوية، إذ يُعرف أنّ نبات الكمون من النباتات التي تتحمل الجفاف،[4] على الرغم من أنّ موطن الكمون الأصلّي هو مصر ومناطق البحر الأبيض المتوسط، إلا أنّها في الوقت الحاضر تُزرع أيضًا في الهند، وباكستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وإيران، وتركيا، والمغرب، والعراق، وليبيا، وفلسطين، وسوريا، وبلغاريا، وقبرص، والمكسيك، والصين، وتُعد الهند من الدول الرائدة في زراعة واستخدام نبات الكمون.[1]

مكونات الكمون

تتكون بذور الكمون من الألدهيدات، والدهون، والأحماض الأمينية، والفلافونويدات، والغليكوسيدات، والزيوت الطيّارة، وبعض المركبات الفعّالة، مثل الكمونالدهيد (Cuminaldehyde)، والليمونين (Limonene)، ومركب البينين (α- and β-Pinene)، وسينيول (Cineole)، وبارا-سايمين (P-Cymene)، وتربينين (γ–Terpinene)، وسافرانال (Safranal)، ولينالول (Linalool)، كما تحتوي على بعض الأحماض العضوية مثل، أسبارتيك (Aspartic)، والستريك (Citric)، والماليك (Malic)، والفوماريك (Fumaric)،[5] بينما تحتوي ثمرة الكمون على مادة الرتنج (Resin)، ومواد دُهنية، والصمغ (Gum)، ومركب اللجنين (Lignin)، بالإضافة إلى الأملاح، كما أظهر التحليل التقريبي للمكونات أنّ بذور الكمون تحتوي على ما نسبته 10% من الزيوت الأساسية، والبروتينات، والسليولوز، والسكريات، والمعادن، والزيوت الطيّارة التي تعطي للكمّون رائحته المميزة.[4]

القيمة الغذائية للكمون

تُعد بذور الكمون خيارًا شائعًا للاستخدام في العديد من المجالات، بما في ذلك مجال التغذية، والطب، وإعداد المشروبات، وصناعة العطور، ومستحضرات التجميل، وغيرها من القطاعات الصنّاعية، كما تحتوي بذور الكمون على العديد من الفيتامينات والمعادن مما يجعلها عنصرًا مهمًا لتعزيز صحة جسم الإنسان.[1]

يوضّح الجدول أدناه القيمة الغذائية في 100 غرام من بذور الكمون:[1]

المكوّن

الكميّة

الطاقة

375 سعرة حرارية (kcal)

كربوهيدرات

44.42 غرام

بروتين

17.8 غرام

كوليسترول

0 ميليغرام

الألياف الغذائية

10.5 غرام

الدهون الكلية

22.27 غرام

صوديوم

1,788 ميليغرام

بوتاسيوم

68 ميليغرام

كالسيوم

931 ميليغرام

حديد

66.36 ميليغرام

نحاس

0.867 ميليغرام

مغنيسيوم

366 ميليغرام

الفولات

10 ميكروغرام

فيتامين ب 6

0.435 ميليغرام

فيتامين ب 3 (نياسين)

4.58 ميليغرام

فيتامين ب 1 (ثيامين)

0.628 ميليغرام

فيتامين ب 2 (رايبوفلافين)

0.32 ميليغرام

فيتامين ھ (Vitamin E)

3.3 ميليغرام

فيتامين أ

1,270ميليغرام

فيتامين ج (Vitamin C)

7.7 ميليغرام

فيتامين ك

5.4 ميكروغرام

منغنيز

3.3 ميليغرام

فسفور

499 ميليغرام

زنك

4.8 ميليغرام

فوائد الكمون

يُعد الكمون منجمًا للعديد من الفوائد، ويُستخدم في علاج الكثير من الأمراض لاحتوائه على العديد من المواد الكيميائية النباتية (Phytochemicals) المعروفة بامتلاكها خصائص مضادة للأكسدة،[4] ومن فوائد الكمون:

فوائد الكمون للقولون

يستعمل الكمون للبطن وفي علاج أمراض الجهاز الهضمي ويُسهّل الهضم بفضل خصائصه المضادة للالتهابات، كما أنّه من أقوى المشروبات الطاردة للريح، ويقلل من تشنج عضلات الأمعاء الدقيقة الملساء، وقد أظهرت دراسة أُجريت على جرذانٍ مخبرية نُشرت في مجلة (International Journal of Biology and Chemistry) عام 2019 ميلادي، أنّ استهلاكها لمستخلص الكمون المائي بتركيز 300 ميليغرام/كيلوغرام يوميًا لمدة 26 يومًا قلل بوضوح من حركة الجهاز الهضمي، ومن وتيرة الإسهال، وبالتالي قلل من الأعراض المزعجة المصاحبة للقولون العصبي.[6]

الكمون لمحاربة السُمنة

تُعرف السُمنة على أنّها تراكم الدهون الزائدة بالجسم، ويُصنَّف الأشخاص الذين يعانون من السمنة على أنهم أولئك الذين يفوق مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديهم عن 30،[7] يُعد الكمون من الأعشاب التي تخفف الوزن، إذ أنّ شرب الكمون المغلي قبل تناول الطعام يُسهم في خسارة الوزن،[8] كما أشارت دراسة نٌشرت في مجلة (International Journal of Innovative Science and Research Technology) عام 2019 ميلادّي، وأٌجريت على 30 امرأة يعانين من السُمنة وتتراوح أعمارهن ما بين 20-45 عامًا، أنّ استهلاك مغلي الكمون بتركيز 5 غرام مع الماء لمدة 60 يومًا خفض من وزن الجسم، ومؤشر كتلة الجسم، ونسبة الكوليسترول، والكوليسترول الضار بالإضافة إلى نسبة الدهون الثلاثية في الدم، وزاد من نسبة الكوليسترول النافع.[9]

ضبط مستويات السكر في الدم

يُعتقد أنّ للكمّون دورٌ في تخفيض مستوى سكر الدم، والذي يُعد ارتفاعه سببًا في فشل وتلف العديد من الأعضاء التي قد تؤدي إلى الوفاة، وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة (Journal of Biological Sciences) في عام 2018 ميلادّي، وأٌجريت على جرذان مخبرية، أنّ استهلاكها لمستخلص بذور الكمون الكحولي بتركيز بلغ 200 ملغم/كغم يوميًا لمدة ثلاثة أسابيع خفض من السكر في الدم وزاد بوضوح من حساسية الإنسولين.[10]

الكمون كمضاد للسرطان

يُعتقد أنّ للكمون دورٌ مهم في الوقاية من الأمراض المزمنة المختلفة بما فيها السرطانات، وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة (Natural Product Research) عام 2020 ميلادي، أنّ الكمون يمتلك تأثيرًا سامًا للخلايا (Cytotoxicity Effect) والتي تقضي على الخلايا الخبيثة، كما أُشير إلى إمكانية استخدام المركبات المُستخرجة من الكمون في صناعة العديد من الأدوية الوقائية والعلاج الكيميائي.[11]

فوائد الكمون والليمون الأخضر

أشارت العديد من الأبحاث إلى فوائد شرب الكمون مع الليمون الأخضر في تخفيف الوزن، وقد سبق أن أشارت دراسة نُشرت في مجلة (International Journal of Research in Pharmaceutical Sciences) عام 2019 ميلادي أُجريت على نساء يعانين من السُمنة، أنّ استهلاك الكمون والليمون الأخضر بتركيز 2 غرام لمدة ثلاثة أسابيع خفّض الوزن لديهُنّ بوضوح.[1]

سلامة تناول الكمون

يُعد الكمون آمنًا للاستخدام عمومًا وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (Food and Drug Administration)، إذ لم تُسجل أيّ آثار سلبية عندما أُعطي مسحوق الكمون بجرعاتٍ تصل إلى 5 جم/يوميًا،[12] ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنّ الاستهلاك المزمن للكمون يمكن أن يكون له بعض الآثار الجانبية التي قد تزيد من خطر النزيف، ومضاعفات الجهاز التنفسي، والتهاب الجلد التأتبي، ويجب على النساء الحوامل والمرضعات، ومرضى الجهاز التنفسي أو القرحة أخذ الحيطة والحذر عند استخدامه، كما أنه قد يتعارض مع بعض الأدوية مثل، المضادات الحيوية، ومضادات التشنج، والأدوية الخافضة لسكر الدم، والأدوية المضادة للالتهابات، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل استهلاك الكمون في مثل هذه الحالات.[13]

أمّا عن سلامة استخدام الكمون للحامل، فلا يوجد دراسات بشرية متوفرة عن سلامة استهلاك الكمون خلال فترة الحمل، ولكن قد أظهرت الجرعات العالية من الكمون في الدراسات التي أُجريت على الحيوانات خواص مضادة للخصوبة، ولذلك من الأفضل تجنب استهلاك كميات عالية من الكمون.[14]

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أسيل أبو كايد - الأربعاء ، 17 كانون الثاني 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan

المراجع

1.
Singh, N., Yadav, S. S., Kumar, S., & Narashiman, B. (2021). A review on traditional uses, phytochemistry, pharmacology, and clinical research of dietary spice <scp>Cuminum cyminum</scp> L. Phytotherapy Research, 35(9), 5007–5030. Retrieved from https://doi.org/10.1002/ptr.7133
2.
Alabeed, Abdulmutalib & Sidik, Norrizah & Abdul-Aziz, Aziyah & Ahmed, Idris. (2020). Cumin (Cuminum cyminum L.): A review of its ethnopharmacology, phytochemistry. Biomedical Research and Therapy. 7. 4016-4021. Retrieved from http://dx.doi.org/10.15419/bmrat.v7i9.634
3.
Mohit Kumar, Pramod Kumar Sahoo, Dilip Kumar Kushwaha, Shailendra Nath Saxena, Indra Mani, Gurjeet Singh, and Nrusingh Charan Pradhan. Cumin cultivation: Present status and future prospects. reference.JournalTitle . . Retrieved from https://www.researchgate.net/publication/357478761_Cumin_cultivation_Present_status_and_future_prospects

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تغذية وحمية أونلاين عبر طبكان
احجز