يُعد التفاح من الفواكه الغنية بالمغذيات، وهي ذات أهمية اقتصادية وثقافية وتُزرع في جميع المناطق ذات المناخ المعتدل، وثمرتها صالحة للأكل ما عدا البذور، كما يمكن استخلاص العديد من المُنتجات الأُخرى من التفاح كعصير التفاح، وخل التفاح، ومربى التفاح، ومغلي التفاح، والتفاح المُجفف.[1]
التفاح: زراعته ونبذة عنه
يُزرع التفاح في جميع أنحاء العالم في البيئات المعتدلة وشبه الاستوائية والاستوائية، إذ تتنوع ظروف النمو، مما يدل على قدرته على التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة، كما يُعد التفاح رابع أهم محصول من الفاكهة في العالم بعد الحمضيات والعنب والموز،[2] ووفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة العالمية، فإنّ الإنتاج العالمي للتفاح قد زاد بنسبة 48% ليصل إلى 83.1 طن في عام 2017 ميلادي، وتحتل الصين المرتبة الأولى في زراعة التفاح، يليها الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وبولندا.[3]
تتباين المكونات المفيدة في التفاح تبعًا لاختلاف النوع والصنف في مناطق وبلدان مختلفة، مُسببًا الاختلاف في مكونات أجزائها كالثمار، والقشرة، والأوراق والبذور،[4] يتميز التفاح بإمكانيّة استهلاكه طازجًا أو مطهوًا كمكوّن ضمن طبق آخر في مجموعة متنوعة من المنتجات كالصلصات، والحلويات، والعصير، ويُستخدم لإضافة نكهة مميزة للكعك، والمعجنات، والفطائر، كما يُستهلك التفاح على شكل مربى في الهند، إذ يُعد منشطًا جيدًا لصحة القلب، وقد حظي عصير التفاح الطازج بقيمة اقتصادية عالية، إذ يمكن استخدامه أيضًا كمادة خام لإنتاج عصير التفاح والخل، كما يُعد لب ثمرة التفاح مصدرًا غنيًا بالبكتين الذي يُستخدم عادةً كعامل مُكوّن للجل (Gelling Agent) في الصناعات الغذائية.[5]
مكونات التفاح
يحتوي التفاح على العديد من المغذيات التي لها دوٌ فاعل في العمليات الهامة في الجسم كالنمو، وصحة العظام، والوظائف المناعية، أبرز مكونات التفاح:
- المغذيات الكبيرة الحجم كالسكريات، والبكتين، والدهون، والبروتينات، والألياف (وُجد أنّ فاكهة التفاح تحتوي على ما نسبته 2-3% من الألياف الكلية، وتمثل الألياف غير القابلة للذوبان 70% منها، وما تبقى فهو من الألياف الذائبة وأهمها البكتين (Pectin).[[4]
- الفيتامينات (C ،E ،B6).[4]
- المعادن؛ كالبوتاسيوم، والكالسيوم، والنيتروجين، والمغنيسيوم.[4]
- العناصر الانتقالية كالزنك، والحديد، والنحاس، والمنغنيز.[4]
- الفلافونويدات، والمركبات الفينولية الأخرى، إذ تسمى معًا بالبوليفينول، وتتركز هذه المركبات الفينولية في الغالب في قشور الثمار وليس في اللب.[5]
- مركبات مضادة للأكسدة موجودة في التفاح وقشوره كالكاتيشين (Catechin)، وحمض الكلوروجينيك (Chlorogenic Acid)، وبروسيانيدين (Procyanidin)، وحمض الغاليك (Gallic Acid).[1]
شجرة التفاح
يُصنّف التفاح (Malus pumila) من ضمن الفواكه التفاحية التي تنتمي إلى العائلة الوردية (Rosaceae) ذات الفلقتين، وهو نبات حولي، أشجاره صغيرة الحجم يمكن أن يصل أقصى ارتفاع لها إلى 1.8-4.6 مترًا، ويمتد ظل الشجرة عمومًا حتى يصل إلى 6-15 قدمًا، أمّا شكلها فتتميز شجر التفاح بأنّ لها تاجًا صلبًا مستديرًا ذا جذورٍ عرضية، وساق مرنة مع أوراق بسيطة،[5] تتطور الزهور من النوارات الزهرية (مجموعة من الأزهار بين 5 إلى 7 تجمعها ساق واحدة) مع زهرة ملكَية في شكلها، زهورها تتكون من خمس بتلات يتراوح لونها بين الأبيض إلى الأحمر، أما الأوراق فتكون إهليلجية وبيضاوية الشكل، وتكون الثمرة متوسطة إلى كبيرة الحجم ومفلطحة عند القاعدة ولها شكل مستطيل، يتراوح قطرها ما بين 3 إلى 12 سم، ويتوشح لون قشرتها الخارجية باللون الأحمر، أو الأصفر، أو الأخضر، ويتميز الغلاف الثمري الوسطي باللون الأبيض.[6]
تقتصر زراعة التفاح على المناطق الجبلية في المناطق المعتدلة الجافة التي يتراوح ارتفاعها بين 1600 إلى 2400 متر فوق مستوى سطح البحر، ويحتاج التفاح حتى ينمو إلى درجة حرارة ملائمة تتفاوت بين 15 و21 درجة مئوية، وتُزرع أشجار التفاح في أنواع مختلفة من التربة، كالتربة الرملية الطينية، والرملية، والطينية، ولكنها تزدهر في التربة الطينية المسامية جيدة التصريف، الخالية من الحشائش، بمستوى حموضة مثالي يتراوح ما بين 5.5-6.5.[5]
فوائد التفاح
حظي التفاح بالاهتمام منذ قرون كغذاءٍ مفيد، كما استُخدم لإضفاء مظهرٍ طبيعي خلّاب في المزارع، وقد حاز التفاح على الاهتمام مؤخرًا لفوائده الطبية المتعددة[7]، من فوائد التفاح الصحية:
مضاد للسرطان
أشارت العديد من الدراسات إلى دور التفاح في تثبيط العديد من أنواع السرطانات، وقد سبق أن أظهرت دراسة أُجريت على جرذان مخبرية مصابة بسرطان القولون، ونُشرت في مجلة (Journal of Nutritional Biochemistry) عام 2020 ميلادي، أنّ استهلاكها بما يعادل حبة واحدة تفاح يوميًا لمدة ثمانية عشر أسبوعًا قد خفض من وجود الدلائل السرطانية المحتملة (Precancerous Markers)، كبؤر الخبيثات الشاذة (Aberrant Crypt Foci (ACF))، و(Mucin-depleted foci (MDF)).[8]
تقليل مستوى الكوليسترول في الدم
أشارت الدراسات إلى أنّ تناول التفاح يلعب دورًا فعالًا في تقليل مستوى الكوليسترول في الدم، وقد سبق أن أظهرت دراسة أُجريت على 40 متطوعًا من الرجال والنساء يعانون من فرط كوليسترول الدم المعتدل، والتي نُشرت في مجلة (The American Journal of Clinical Nutrition) عام 2020 ميلادي، أنّ استهلاكهم لتفاحتين يوميًا على مدار ثمانية أسابيع قد خفض من مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة والذي يُعرف أيضًا بالكوليسترول الضار (Low-density lipoprotein (LDL-C))، والكوليسترول الكُلي (Total cholesterol (TC)).[9]
تحسين صحة الجهاز الهضمي
يحتوي التفاح على كمياتٍ وفيرة من الألياف والبوليفينول التي تُسهم في تعزيز صحة الإنسان من خلال تفاعلها مع بكتيريا الأمعاء وتعديل محتواها من البكتيريا النافعة عن طريق تثبيط البكتيريا المسببة للأمراض،[10] كذلك أظهرت دراسة نُشرت في مجلة (Scientific Reports) عام 2016 ميلادي وأُجريت على جرذان مخبرية، أنّ استهلاكها لمستخلص (Polymeric procyanidins (PP)) من التفاح قد خفّض من نسبة بكتيريا العصوانيات/متينات الجدار (Firmicutes/Bacteroidetes) الضارة بالتزامن مع ارتفاع نسبة بكتيريا “أكرمانسيا” (Akkermansia) المفيدة في المصران الأعور (الجزء الأول من الأمعاء الغليظة)، وبالتالي منع حدوث السمنة عند الجرذان.[11]
فوائد التفاح الأخضر
يتميز التفاح الأخضر بمذاقه الحامض الحلو، كما أنّ له العديد من الفوائد الصحية والجمالية نظرًا لمحتواه من المركبات والمغذيات والمعادن المفيدة لصحة الإنسان [12]، أبرزها:
تخفيض مستوى حمض اللاكتيك بعد ممارسة الرياضة
يتشكّل حمض اللاكتيك، أو كما يُسمى بحمض اللبنيك، في العضلات عندما يكون مخزون الأكسجين غير كافٍ لإنتاج الطاقة، إذ يُعد تراكم حمض اللاكتيك في الدم من المشكلات الشائعة عند بذل مجهود بدني عالٍ أو عند ممارسة الرياضة فيتسبّب تراكمه بالانزعاج وعدم الراحة وألم العضلات، كما أنّه يزيد من معدل نبضات القلب وانقطاع النفس، وقد سبق أن أشارت دراسة نُشرت في مجلة (Advances in Social Science, Education and Humanities Research) عام 2020 ميلادي، أنّ تناول 150 غرام من التفاح الأخضر بعد ممارسة النشاط البدني قد قلل من تراكم حمض اللاكتيك.[13]
صحة العظام
يحتوي عصير التفاح الأخضر على نسبة عالية من الكالسيوم الضروري لتقوية العظام والأسنان والحفاظ على صحتها، لذا على النساء، وخاصةً في سن انقطاع الطمث إدراج هذا المشروب ضمن نظامهن الغذائي للوقاية من هشاشة العظام.[12]
زيادة معدل الأيض
يرفع عنصر الحديد الموجود في التفاح من مستويات الأكسجين في الدم، ويزيد من معدل الأيض.[12]
عامل مضاد للشيخوخة
تلعب مضادات الأكسدة، كفيتامين C، والفينولات الموجودة في عصير التفاح الأخضر دورًا رئيسيًا في تأخير الشيخوخة المبكرة، لذا فإنّ الاستهلاك المنتظم لهذا المشروب الغني بمضادات الأكسدة يمكن أن يحارب الجذور الحرة ويسيطر عليها، أو حتى يقضي على أضرارها.[12]
السيطرة على البثور والحد منها
يُعد التفاح الأخضر علاجًا فعالًا لمكافحة حب الشباب، إذ إنّ الاستهلاك المنتظم للتفاح الأخضر يتحكم في البثور ويمنع ظهورها.[12]