من الأهمية بمكان اتباع عادات النظافة السليمة للحفاظ على صحة جيدة لمكونات الفم كاللثة والأسنان، فإصابة أي منهما بمرض ما من شأنه أن يعرض جسم الإنسان بأكمله للخطر.[1]
ما هي اللثة؟
تُعرف اللثة لدى العامة بأنها طبقة زهرية اللون تحيط بالأسنان الموجودة في الفم وتحميها، ويتخلل هذه الطبقة العديد من الشرايين الصغيرة المتفرعة من الشريان السباتي.
يصنف أي طبيب أسنان اللثة على أنها إحدى المكونات الأربعة لما يُعرَف بالنسيج الداعم حول السن Periodontium والذي يضم -بالإضافة إلى اللثة- العظم السنخي، الملاط السني، ورباط دواعم السن. ويُظهر تشريح اللثة الدقيق على أنها تتكون أساسيًا من نسيج من الخلايا الطلائية التي تتمثل وظيفتها الرئيسية في توفير الحماية من الإصابات المباشرة وتشكيل نظام عازل لمنع دخول الجراثيم إلى الأسنان، كما تُسهم اللثة كذلك في منح الفم الإحساس بالطعام وفي امتصاص بعض العناصر الغذائية.[2]
التهاب اللثة
يشكل التهاب اللثة أحد أكثر أمراض الفم شيوعًا لدى البالغين، وتتضمن أعراضه احمرار اللثة وتورمها، نزف الدم من اللثة عند تنظيف الأسنان، تغير في كيفية إطباق الأسنان عند العض، وجود قيح بين الأسنانيي واللثة، خلخلة في بعض الأسنان، والإحساس بالألم عند المضغ.[3]
يصنف طبيب الأسنان مرض التهاب اللثة إلى نوعين أساسيين:[4]
- التهاب اللثة الناتج عن تراكم الترسبات على الأسنان: وفي هذه الحالة يؤدي تراكم الترسبات على الأسنان إلى تهيُّج اللثة، وتغير لونها، والتهابها.
- التهاب اللثة غير الناتج عن الترسبات على الأسنان: وهنا لا يُلقَ على عاتق الترسبات على الأسنان ما يصيب اللثة من التهاب، وإنما يُعزَى التهاب اللثة في هذه الحالة إلى الإصابة بعدوى بكتيرية أو فطرية أو فيروسية، وفي بعض الحالات يؤدي رد فعل الجسم تجاه الأجسام الغريبة (مثل أطقم الأسنان) إلى الإصابة بهذا النوع من الالتهاب.
أسباب الإصابة بالتهاب اللثة
يعزو أي طبيب أسنان متخصص الإصابة بالتهاب اللثة إلى تراكم الترسبات البكتيرية حول الأسنان، والتي قد تزداد صلابتها مع الوقت بحيث تتخذ شكل ترسبات جيرية تجثو قرب اللثة بلونٍ أبيض مائل إلى الصفرة، وتثيرهذه الترسبات الجهاز المناعي في الجسم بصورة قد تؤدي إلى تدمير نسيج اللثة.[4]
بالإضافة لذلك تسهم العوامل الآتية في رفع خطر الإصابة بالتهاب اللثة:[4]
- الإصابة ببعض الأمراض قد يرفع من خطر الإصابة بالتهاب اللثة، ومن جملة هذه الأمراض: السرطان، الإيدز، والسكري.
- تناول بعض العقاقير: يزيد تناول أنواع معينة من العقاقير من خطر الإصابة بالتهاب اللثة، وذلك كبعض أنواع العقاقير المستخدمة في تقليل كمية اللعاب في الفم، وبعض أنواع العقاقير المستخدمة في علاج مرض الصرع.
- التغييرات الهرمونية في الجسم: يتعرض جسم الإنسان في مراحل معينة من الحياة إلى تغيير في مستويات الهرمونات لديه وذلك كما هو الحال عند البلوغ، أو أثناء الحمل، أو في فترة الحيض، أو عند انقطاع الدورة الشهرية، في هذه الفترات تصبح اللثة أكثر حساسية من ذي قبل، وأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب.
- التقدم في العمر: إذ يزداد خطر الإصابة بالتهاب اللثة مع التقدم في العمر.
- التاريخ العائلي: إذ يُعتقَد بأن الوراثة تلعب دورًا في الإصابة بالتهاب اللثة.
- التدخين: يندرج التدخين ضمن عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب اللثة، إذ لوحظ بأن إصابة المدخنين بالتهاب اللثة أعلى من غير المُدخنين.
تشخيص التهاب اللثة
قبيل البدء بإجراءات علاج التهاب اللثة، يطلب طبيب الأسنان من المريض إجراء الفحوصات التشخيصية الآتية:[5]
- معرفة التاريخ المَرضي: ويشمل ذلك الاطلاع على التاريخ الطبي للمريض عمومًا والتاريخ المرضي الخاص بالأسنان، وذلك لمعرفة الأسباب الكامنة وراء ظهور أعراض مرض التهاب اللثة لديه.
- تفقد الفم: ويتضمن ذلك فحص كل من الأسنان واللثة واللسان، وذلك لتقصي أثر الترسبات أو الالتهابات في الفم.
- معرفة عُمق الجيب في اللثة المحيطة بالسن: يأخذ طبيب الأسنان عدة قياسات تهدف إلى معرفة مقدار العُمق بين اللثة والأسنان؛ في حال تراوح مقدار العمق بين ١ إلى ٣ ملم، فيعد ذلك مؤشرًا على سلامة الفم ، بينما تشير الزيادة عن 4 ملم إلى احتمالية الإصابة ببعض أمراض اللثة.
- التصوير بالأشعة السينية: وذلك لتفقد مقدار الانخفاض في كثافة العظم في بعض مناطق الفم، لا سيّما في المناطق التي يزداد فيها عُمق الجيب اللثوي.
- إجراء بعض الفحوصات الأخرى: في حال لم يتضّح لطبيب الأسنان الأسباب المباشرة للإصابة بالتهاب اللثة، فإنه يطلب فحوصات أُخرى لتقييم الحالة الصحية للمريض ككل، وبعدها قد يحوّل المريض إلى اختصاصي أمراض اللثة.
بعد إجراء الفحوصات السابقة، يباشر طبيب الأسنان بخطوات علاج التهاب اللثة، و لا بُدّ من الإشارة هنا إلى ضرورة الإسراع في العلاج، إذ إن مباشرة العلاج تساعد في الحد من أعراض الالتهاب من ناحية، ومن ناحية أُخرى تحول دون تفاقم مشكلة التهاب اللثة وفقدان بعض الأسنان لا قدر الله.[5]
علاج التهاب اللثة
هناك بعض التدابير التي ينبغي على المصاب بالتهاب اللثة اتباعها كخطوة أُولى في العلاج، مثل المحافظة على نظافة الفم والإقلاع عن التدخين، والسيطرة على مستويات السكر في الدم؛ في حال كان مريض التهاب اللثة مصابًا بالسكري أيضًا.[3]
تتضمن خطوات علاج التهاب اللثة التي يتّبعها طبيب الأسنان ما يأتي:[5]
- تنظيف الأسنان بدقة: وفي هذه الخطوة ينظف الطبيب الأسنان بعمق من خلال عملية تُعرف بتقليح الأسنان وكشط الجذر، وفيها يستخدم الطبيب الليزر أو جهاز الموجات فوق الصوتية "الألتراساوند" لتنظيف سطح الأسنان وأسفل اللثة من الترسبات الكلسية والبكتيرية وبنفس الوقت يُنظَّف جذر السن من المخلفات البكتيرية الناتجة عن الالتهاب، كما ويُسوّي سطح الجذر فيحُول دون تراكم الترسبات الكلسية والبكتيرية عليه مرةً أُخرى، الأمر الذي يساعد على التخلص من مشكلة التهاب اللثة.
- تعويض الأسنان المفقودة عند الحاجة لذلك: في بعض الحالات يؤدي الخلل في الأسنان إلى تهيج اللثة، فالأسنان غير المنتظمة والتيجان أو التراكيب السنية غير المُثبّتة جيدًا تعيق إتمام عملية تنظيف الأسنان اليومية وإزالة الترسبات كما ينبغي، الأمر الذي يسهم في تهيج اللثة والتهابها، لذا فإن إعادة الأسنان إلى وضعها الطبيعي يُعد من الأمور الأساسية المُدرجة ضمن خطة علاج التهاب اللثة.
- العناية المستمرة: عادة ما تنحسر أعراض التهاب اللثة بعد تنظيف الأسنان في عيادة الطبيب، وينبغي أن يلتزم المريض بعد ذلك بالحفاظ على نظافة الفم دائمًا وبمراجعة طبيب الأسنان دوريًا.
4 أسباب لزيارة طبيب الأسنان دوريًا
يخشى الكثيرون زيارة طبيب الأسنان وقد يتجنبونها على الرغم من حاجتهم لذلك، ومن الممكن الحد من التوتر المرافق لزيارة طبيب الأسنان من خلال تجنب إقحام موعد الذهاب لعيادة الأسنان بالتزامن مع ارتباطات الحياة الأُخرى، والتباحث مع طبيب الأسنان حول إمكانية تقسيم العلاج لجلساتٍ عدّة.[6]
هناك عدة أسباب لزيارة طبيب الأسنان دوريًا حتى دون الشعور بـأعراضٍ مؤلمة أو وجود حالات مرَضية تستدعي الزيارة، وفيما يأتي بعض هذه الأسباب:[7]
- تفقد الفم وتقصّي أثر الخلايا السرطانية: خلال الزيارات الدورية يتفقد طبيب الأسنان الفم، بالإضافة إلى الرأس والرقبة للتأكد من عدم الإصابة بسرطان الفم أو الرأس أو الرقبة.
- تنظيف الأسنان العميق: من الممكن -خلال زيارات طبيب الأسنان الدورية- اغتنام الفرصة لإجراء تنظيف مكثف للأسنان لإزالة الترسبات بعمق بما يحافظ على صحة وسلامة كل من اللثة والأسنان في آنٍ واحد.
- تبييض الأسنان: ظهرت في الآونة الأخيرة الكثير من الصيحات بما يتعلق بتبييض الأسنان، بإمكان طبيب الأسنان المختّص أن يُوضّح للمريض الصواب من الخطأ بما يتعلق في هذا الشأن.
- الوقاية من بعض الأضرار المتعلقة بالأسنان: من خلال تفقد الفم والأسنان دوريًا، إذ إنّه بإمكان طبيب الأسنان أن يكتشف ويعالج بعض المشاكل الموجودة في الفم والأسنان قبل تفاقمها.