حمض الفوليك: ما أهميته للجسم؟ وكيف يمكن الحصول عليه؟

يُعدّ حمض الفوليك شكلًا من أشكال فيتامين (B9)، ويحتاج الجسم إلى تناول كميات كافيةٍ من هذا الحمض من مصادره الغذائية، أو من مكملاته الغذائية تفاديًا للإصابة بنقص مستوياته الذي قد يُسبب عددًا من المشكلات، كبعض التشوهات التكوينية التي تصيب المواليد من أمهاتٍ عانين من نقصه في فترة الحمل والفترة التي تسبقها بقليل.

الفوليت من الفيتامينات الذائبة في الماء، ويوجد طبيعيًا في بعض الأغذية كالخضراوات الورقية، بالإضافة إلى الأغذية المُدعّمة به، ومكملاته الغذائية، و يسمى الشكل المُصنّع من الفوليت بحمض الفوليك (Folic acid)، وهو من الفيتامينات التي يُنصح بتناولها عند توقع حدوث الحمل لدى النساء، وأثناء الحمل كذلك.[1]

حمض الفوليك

ليس بمقدور جسم الإنسان تصنيع الفوليت، لذا لا بُدّ من استيفاء حاجته منه بتناول الأغذية الغنية به، إذ يحتاج الإنسان إلى الفوليت وحمض الفوليك النشط حيويًا لتصنيع وترميم المادة الوراثية (DNA)، وهذا يفسّر أهمية تناوله خلال فترة الحمل ومرحلة الطفولة، ويحدث عادةً النقص الشديد في الفوليت عند استنزاف مخزون الجسم منه بعد فترة طويلة من الانقطاع عن تناوله من مصادره الغذائية، وتشمل أعراض نقص حمض الفوليك، الإصابة بفقر الدم ضخم الأورمات (Megaloblastic anemia)، والشعور بالهزال، وضعف الذاكرة، وضيق في التنفس.[1]

يُذكَر بأنّ لحمض الفوليك العديد من الاستخدامات، فقد يستخدمه المرضى المصابين بالتهاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis) في الوقاية من تَشكّل الأورام لديهم، كما قد يُستخدم لعلاج كل من خلل التنسج في عنق الرحم (dysplasia Cervical) والبُهاق (Vitiligo)، إلا أنّ جميع تلك الاستخدامات غير مُصادق عليها من إدارة الغذاء والدواء (FDA)، إذ إنها صادقت على استخدامه لعلاج فقر الدم ضخم الأورمات وما يشمله من الوقاية من الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي فقط.[2]

حمض الفوليك للحامل

تُعد فترة الحمل من أهم المراحل التي تؤثر في نمو الجنين وتَمتُعه بصحة جيدة لاحقًا، وتُعدّ حالة الأم التغذوية من أهم العوامل التي تحكُم سلامة الحمل، ويؤدي نقص بعض العناصر الغذائية كالفوليت إلى العديد من المضاعفات غير المرغوبة، كالإصابة بفرط ضغط الدم أو ما يُعرف بتسمم الحمل (Preeclampsia)، وولادة الطفل بوزنٍ أقل من الطبيعي.[3]

لوحظ في الستينات من هذا القرن أن تناول الحامل لمكملات حمض الفوليك يُسهم في وقاية وليدها من الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي، وبعد ذلك بسنوات اُعتمدت جرعة 0.4 مغ من حمض الفوليك اليومية لتكون الجرعة المناسبة لإحداث ذلك الأثر الوقائي، وحرصًا على تزويد الشريحة الأكبر من النساء ممّن هن في فترة الخصوبة على استيفاء حاجاتهن من حمض الفوليك، فقد عمدت بعض البلدان كالولايات المتحدة الأمريكية وكندا إلى تدعيم الطحين بحمض الفوليك كإجراءٍ وقائي يُسهم في الحد من إصابة المواليد بتشوهات الأنبوب العصبي، وقد قابل ذلك الإجراء بعض الدراسات الحديثة التي بحثت في إمكانية حدوث فرطٍ في تناول حمض الفوليك نتيجةً لذلك التدعيم، لا سيّما لدى الأفراد الذين يحرصون على تغذية جيدة.[4]

كما لجأت بعض الدول المتقدمة إلى إعطاء مكملات حمض الفوليك بتركيز 400 ميكروغرام يوميًا للنساء ممّن هُن في مرحلة الخصوبة، وللحوامل خلال الأشهر الثلاث الأُولى من الحمل، وفي تشيلي Chile أوصى الدليل الخاص بالفيتامينات الواجب تناولها قبل الحمل لعام 2015 (Perinatal Guide) البدء بتناول مكملات حمض الفوليك بتركيز 1000 ميكروغرام يوميًا عند توقع حدوث حملٍ قريب، وتزداد الجرعة لتصبح 4000-5000 في حال كان لدى الأم تاريخٌ مرَضي لولادة أطفال بتشوهات في الأنبوب العصبي.[3]

فوائد حبوب حمض الفوليك

تناولت العديد من الدراسات دور مكملات حمض الفوليك في الحدّ من الإصابة ببعض الأمراض،[1] ومن الفوائد المقترحة لمكملات حمض الفوليك:[1][2]

  • يمكن استخدام حمض الفوليك كبديل عن مركب لوكوفورين الكالسيوم (Leucovorin calcium)، يُستخدم في علاج حالات التسمم بالميثانول.
  • يُسهم استخدام مكملات حمض الفوليك إلى جانب فيتامين B12 في تحسين القدرات الإدراكية لدى كبار السن، والتي قد تضعف بسبب زيادة مستويات مركب الهوموسيستين عن الحد الطبيعي.
  • أشارت بعض الدراسات إلى أن تناول مكملات حمض الفوليك قد يُسهم في الوقاية من الإصابة بأمراض القلب، لكن أشارت دراسات أُخرى إلى عدم فعاليّتها في ذلك، لذا لا بُدّ من إجراء المزيد من البحث للتأكد من فعالية مكملات حمص الفوليك من عدمها في توفير الوقاية ضد أمراض القلب.
  • قد يسهم تناول مكملات حمض الفوليك إلى جانب بعض المكملات الأُخرى، مثل فيتامين b12 في الوقاية من الإصابة ببعض مضاعفات مرض السكري، كتلف الكليتين.

الجرعات المُوصى بها من مكملات حمض الفوليك

تُقدّر الاحتياجات اليومية من حمض الفوليك للشخص البالغ 400 ميكروغرام يوميًا، وتؤخذ عادةً الجرعة اليومية من مكمّلات حمض الفوليك على شكل أقراصٍ فموية، وتتباين الجرعة التي يُنصح بها من تلك المكملات وفقًا للمشكلة المرضية،[2] ويُنصح بتناول مكملات حمض الفوليك ضمن مستوياتٍ مُحددة:[2]

  • (400 -800) ميكروغرام يوميًا للوقاية من الاعتلالات التي قد تصيب الأنبوب العصبي للجنين أثناء الحمل.
  • (1 - 5) مغ يوميًا، وقد تصل الجرعة حتى 15 مغ يوميًا من الأقراص الفموية لعلاج حالات فقر الدم كبير الكريات (Macrocytic anemia)، ويمكن علاجه أيضًا بأخذ حقن حمض الفوليك بالوريد أو تحت الجلد.
  • (1 -5) مغ يوميًا من أقراص حمض الفوليك الفموية للحيلولة دون إصابة مرضى غسيل الكلى بنقص في حمض الفوليك، وفي حال استخدام الحقن الوريدية من حمض الفوليك فتُعطى إما بتركيز 5 مغ من حمض الفوليك غير المُخفف لتؤخذ خلال دقيقة واحدة، أو تُخفف بما يُقارب 50 مل من محلولٍ ملحي أو محلول الدكتستروز بتركيز 5% وتُعطى للمريض خلال 30 دقيقة.

ولا بُدّ من الإشارة إلى أنه يُنصح بتناول مكملات حمض الفوليك للعلاج والوقاية من بعض المشكلات المرَضية التي تُصيب الإنسان،[1] مع الانتباه إلى أنّ رد الفعل التحسسي من حمض الفوليك أو أحد المكونات المُستخدمة في تصنيع مكملاته الغذائية يحُول دون إمكانية استخدام تلك المكملات، لكن مع مراعاة أن الحساسية لحمض الفوليك لا تزال بحاجة إلى المزيد من البحث.[2]

دور حمض الفوليك للشعر

على الرغم من الاعتقاد بوجود دور لكل من الفوليت وفيتامين b12 في تكاثر بصيلات الشعر، إلا أن الدراسات في هذا الصدد قليلة ومتضاربة،[5] ففي دراسة أُجريت سنة 2006 لاحظ الباحث تروست (Trost) وجود علاقة بين نقص كل من الحديد والفوليت وتساقط الشعر، وفسروا ذلك بأن نقص الفوليت قد يزيد مرض فقر الدم سوءًا، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة في تساقط الشعر، لاسيّما لدى النساء،[6] بينما أظهرت دراسة أُخرى عدم وجود فوارق في مستويات الفوليت وفيتامين b12 بين عينة من أشخاص يعانون من الصلع، وأُخرى من الأشخاص الأصحاء، لذا وبسبب عدم وجود بيانات كافية لا توجد هناك توصيات حول تناول مكملات حمض الفوليك لعلاج تساقط الشعر.[5]

يعدّ تساقط الشعر من أبرز المشكلات الجمالية التي يعاني منها الرجال والنساء على حدٍ سواء، ويصاب ما تقدر نسبته 50 % من الرجال والنساء بتساقط الشعر لدى الوصول إلى سن الخمسين،[6] وبفعل الدور الهام الذي تلعبه الفيتامينات والمعادن في نمو الخلايا وسلامة عملها، فقد يُسهم تناول بعض المكملات الغذائية من المعادن والفيتامينات في علاج تساقط الشعر،[5] إلا أنه لا بُدّ من معرفة الأسباب التي أدت إليه، إذ قد ينتج تساقط الشعر عن أسبابٍ فسيولوجية طبيعية، وقد يكون نتيجة اعتلالات تصيب فروة الرأس أو بصيلات الشعر.[6]

تحتوي فروة الرأس على قرابة 100000 بصيلة شعر، 90% منها في طور النمو (Anagen phase) لذا فإن اتباع حمية صحية تفي باحتياجات تلك البصيلات من العناصر الغذائية الضرورية كالبروتينات، والفيتامينات والمعادن ضروري لسلامة نمو الشعر.[5]

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الأربعاء ، 31 كانون الثاني 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan

المراجع

1.
Liew S-C. Folic acid and diseases - supplement it or not?. Rev Assoc Med Bras [Internet]. 2016Jan;62(1):90–100, 2016. Retrieved from https://doi.org/10.1590/1806-9282.62.01.90
2.
Merrell BJ, McMurry JP. Folic Acid. [Updated 2022 Dec 21]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan- [eBook edition]. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK554487/
3.
Castaño E, Piñuñuri R, Hirsch S, Ronco AM. Folate and Pregnancy, current concepts: It is required folic acid supplementation? Rev Chil Pediatr 88: 199–206, 2017. Retrieved from http://dx.doi.org/10.4067/S0370-41062017000200001

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري نسائية وتوليد أونلاين عبر طبكان
احجز