تُعد قرنية الأنف ممرًا طويلًا وضيقًا يوجد داخل الأنف يُدفّىء الهواء الداخل إلى الأنف ويُرطبه،[1] لكن ماذا يحدث عند انتفاخ القرنية وتضخمها؟ ما هي أسباب تضخم قرنيات الأنف؟ وما هي أعراضها؟ وما هي طرق العلاج؟
ما هو تضخم قرنيات الأنف؟
تضخم قرنيات الأنف (بالإنجليزية: Turbinate hypertrophy) هو نموّ غير طبيعي يتسبب في زيادة حجم القرنيات في الأنف؛ تُعرَف أيضًا بالمحارة الأنفية وتشكّل ممرًا عظميًا ضيقًا وطويلًا داخل الأنف، يكون مُغطىً بنسيج مخاطي يرطّب الهواء ويدفّئه قبل الدخول للأنف، يتسبّب تضخم قرنية الأنف بسد مجرى الأنف وتضييقه.[1][2]
أنواع قرنيات الأنف
تتكون قرنية الأنف من ثلاثة أنواع رئيسية وقد تكون أربعة لدى البعض الآخر؛ وهي قرنية الأنف السفلية والمتوسطة والعلوية، إذ يُعد تضخم قرنية الأنف السفلية والوسطى الأكثر شيوعًا، كما يمر حوالي 50% من الهواء من خلال القرنيات الوسطى والسفلية في طريقه داخل الأنف.[1][2] أنواع قرنية الأنف:
- قرنية الأنف السفلية، وتعد الأكبر حجمًا من بين القرنيات الأُخرى وتصرّف الدمع من العين عبر المجرى الدمعي الذي يصُب فيها.[3] يحدث تضخم قرنية الأنف السفلية بسبب الالتهاب غالبًا، ويُعالج من خلال البخاخات الأنفية المحتوية على الستيرويد، وفي حال لم يُجدي العلاج نفعًا قد يلجأ طبيب الأنف والأذن والحنجرة إلى التدخل الجراحي لإزالة الأنسجة الزائدة.[2]
- قرنية الأنف الوسطى، وهي المسؤولة عن تدفق الهواء المسؤول عن إصدار نغمة الصوت وتصريف السوائل من الجيوب الأنفية العُلوية والأمامية.[3] يحدث تضخم قرنية الأنف الوسطى غالبًا بسبب الحجيرات الهوائية أو المحارة الفقاعية أو الأنفية (بالإنجليزية: Concha bullosa) وهو تكون جيب هوائي في المحارة المتوسطة للأنف، وهي حالة خلقية قد تتكون منذ الولادة، وتُعالَج من خلال التدخل الجراحي.[2]
- قرنية الأنف العُلوية، وهي المسؤولة عن تصريف السوائل من الجيوب الأنفية المُجاورة وتدفق الهواء في الأنف، ما يؤثر على خواص الصوت لكل شخص، كما تحتوي القرنية العلوية على نهايات عصبية للتعرف على الروائح؛ لذا عند حدوث أي خلل في القرنية العلوية ينجم عنها عدم القدرة على تمييز الروائح.[3]
ما هي أعراض تضخم قرنية الأنف؟
تتشابه أعراض تضخم قرنيات الأنف مع أعراض نزلات البرد والزكام، كما وقد تتشابه مع أعراض انحراف الوتيرة، وتُعد صعوبة التنفس من الأعراض المُميزة لتضخم قرنية الأنف،[1] من الأعراض الأُخرى الشائعة:[1][4]
- تغير حاسة الشم.
- سيلان الأنف.
- احتقان الأنف.
- ألم في الوجه.
- جفاف الفم خاصة عند الاستيقاظ من النوم؛ ذلك بسبب النوم والفم مفتوح نتيجة صعوبة التنفس من الأنف.
- الشعور بالضغط على الجبين.
- انسداد الأنف.
- صوت مزعج أثناء التنفس.
ما هي أسباب تضخم قرنيات الأنف؟
يحدث تضخم قرنيات الأنف بسبب تضخم وانتفاخ البطانة أو الغشاء الذي يغطي القرنية، وقد تكون حادة تحدث فجأة أو مزمنة،[4] ومن أسباب تضخم قرنية الأنف:
- الحساسية الموسمية والتهاب الأنف التحسسي.[1]
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن.[1]
- التعرض للعوامل البيئية التي تهيّج حساسية الأنف.[1]
- تشوه خلقي منذ الولادة مثل تضخم المحارة الفقاعية.[2]
- نزلات البرد أو التهاب الجهاز التنفسي العلوي.[4]
- التغيرات الهرمونية.[4]
- تناول بعض الأدوية.[4]
- بعض المشاكل التي تسبب انسداد الأنف أهمها انحراف الوتيرة (انحراف الحاجز الأنفي) وتشوّه الأنف.[4]
كيفية تشخيص تضخم قرنيات الأنف
يُشخص طبيب الأنف والأذن والحنجرة تضخم قرنية الأنف من خلال الأعراض الظاهرة ومن خلال:[4][5]
- اختبار الحساسية.
- تصوير الأنف بالأشعة السينية X-ray.
- فحص الأماكن التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة في التجويف الأنفي بواسطة الكاميرا التي تعتمد الألياف البصرية.
ما هو علاج تضخم قرنيات الأنف؟
يتحدّد علاج تضخم قرنيات الأنف اعتمادًا على المُسبب وبناءً على الأعراض الظاهرة والتشخيص الدقيق من قِبل طبيب الأنف والأذن والحنجرة،[4] إذ يصف الطبيب عادةً في البداية العلاجات المنزلية التي من شأنها أن تقلل من حجم التضخم.[1] من هذه العلاجات ما يأتي:
علاج تضخم قرنيات الأنف في المنزل
من أهم الطرق للتخلص من تضخم قرنية الأنف الناجمة عن الحساسية هو التقليل من معدل التعرض للعوامل البيئية المُحفزة لها.[1] باتباع الخطوات الآتية:[1]
- مسح الغبار باستمرار عن الأسطح والسجاد والوسائد للتخلص من وبر الحيوانات الأليفة.
- وضع الألعاب المصنوعة من القماش في حجرة التجميد من الثلاجة لمدة 24 ساعة؛ إذ يساعد ذلك على التخلص من العث.
- التوقف عن التدخين.
- استخدام مِرشح الهواء داخل المنزل مما يساعد في التخلص من الغبار داخل الغرفة، ويُوصى بوضعه في غرفة النوم أيضًا.
علاج تضخم قرنيات الأنف بالأدوية
يمكن علاج تضخم قرنيات الأنف منزليًا أيضًا، لكن باستخدام الأدوية الفموية والبخاخات الأنفية كالآتي:[1][4]
- تناول مضادات الحساسية الموسمية الفموية مثل دواء سيتيريزين Cetirizine لوراتادين Loratadine.
- استخدام بخاخات الأنف المحتوية على مضادات الحساسية.
- تناول مضادات الاحتقان الفموية مثل دواء السودوإيفيدرين Pseudoephedrine وفينيليفرين Phenylephrine ؛ لكن يجب التنويه على ضرورة الحذر من تناولها لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل في ضغط الدم.
- استخدام بخاخات الأنف المُحتوية على مضادات الاحتقان مثل أوكسي ميتازولين Oxymetazoline لفترة قصيرة لا تتعدى الثلاثة أيام لِما لها من دورٍ في تخفيف الانتفاخ، إذ أنّ الاستخدام المطوّل منها قد يؤدي لنزف الأنف وزيادة الانتفاخ وتفاقم الأعراض، لذا لا تُستخدم مع تضخم قرنية الأنف المزمن.
- استخدام البخاخ الملحي الأنفي.
- استخدام بخاخات الأنف المحتوية على الستيرويد.
علاج تضخم قرنيات الأنف جراحيًا
إذا لم يساعد العلاج الدوائي في التخفيف من تضخم القرنية قد يلجأ طبيب الأنف والأذن والحنجرة إلى التدخل الجراحي الذي من شأنه التقليل من حجم التضخم في القرنيات.[1] هنالك ثلاثة أنواع للعمليات الجراحية التي تُجرَى لعلاج تضخم قرنية الأنف:[1][2]
- الاستئصال العظمي لقرنيات الأنف السفلية (الإنجليزية: Inferior turbinate bone resection ITBR) وهو استئصال جزء من عظم قرنية الأنف السفلية للسماح للهواء بالعبور داخل الأنف، إذ يُستخدَم المنظار لاستئصال العظام والأنسجة المحيطة به، كما لا يُنصح باستئصال جزء أو كل قرنية الأنف السفلية لتجنب حدوث المضاعفات، مثل النزيف الشديد أو متلازمة الأنف الفارغ (بالإنجليزية: Empty nose syndrome) وقد تحدث عند الإفراط في إزالة القرنيات السفلية.
- الاستئصال العظمي الجزئي لقرنيات الأنف السفلية (بالإنجليزية: Partial inferior turbinectomy PIT) وهو إجراء جراحي تُستأصل من خلاله الأنسجة المحيطة بقرنية الأنف السفلية.
- الإنفاذ الحراري (بالإنجليزية: Submucosal diathermy SMD) يتضمّن إدخال إبرة تسمح بمرور تيار كهربائي يدمّر الأنسجة المحيطة بالقرنية الأنفية بالحرارة، يُجرَى تحت تأثير التخدير العام.
كما يُعد رأب الوتيرة (بالإنجليزية Septoplasty) الإجراء الجراحي المرافق الأكثر شيوعًا إذا كان السبب انحراف الوتيرة، وغالبًا ما تُجري العمليات الجراحية لعلاج تضخم قرنيات الأنف تحت تأثير التخدير العام أو الموضعي، وتُعد من الإجراءات التي يمكن إجراؤها في عيادة الطبيب.[4]
من مضاعفات العمليات الجراحية لعلاج تضخم قرنية الأنف، ما يأتي:[4]
- ألم موضع العملية.
- تورم أو انتفاخ.
- نزيف الأنف.
- التهاب موضع العملية.
- احتقان الأنف المتكرر.
- جفاف تجويف الأنف.
ما هي مضاعفات تضخم قرنيات الأنف؟
قد يؤدي إهمال علاج تضخم القرنية الأنفية إلى تفاقم شدة الأعراض؛ إذ قد يتسبّب بصعوبة التنفس الشديد لينتج عنه اضطراب النوم، وقد يؤدي أيضًا إلى التهاب الجيوب الأنفية المتكرر ممّا يؤثر سلبًا على أداء وإنتاجية المريض أثناء أداؤه لأنشطة الحياة المختلفة.[1]