الفلوريد في الغذاء: ما هي مصادره الغذائية؟ وما أهم استخداماته؟

يمثّل الفلوريد أحد المعادن الأساسية الموجودة طبيعيًا في المياه، والتربة، و بعض الأغذية، كاللحوم والأسماك، ويسهم في حماية الأسنان من التسوس، فهو يدخل في تركيبة أنواع من معجون الأسنان وغسولات الفم، لكن ينبغي تجنب الإفراط في تناوله من مصادره.

ينتشر الفلوريد بكثرة في البيئة، وهو من العناصر التي يحتاجها الجسم بكميات بسيطة للحفاظ على سلامة العظام والأسنان، وينبغي الحرص على عدم الإفراط في تناوله، إذ إن الجرعات الزائدة من الفلوريد قد تؤدي إلى إصابة الجسم بالتسمم الحاد أو المُزمن، وذلك تِبعًا لتركيزه ومدة تعرّض الجسم له.[1]

ما هو الفلوريد؟ وما الفرق بينه وبين الفلور؟

يُعد الفلوريد (Fluoride) إحدى العناصر الضرورية لنمو وتطور الإنسان والحيوان، ويمثّل الفلوريد (Fluorine) الشكل الأيوني لعنصر الفلور الذي يحتل المرتبة السابعة عشرة بوفرته في القشرة الأرضية، والذي لا يوجد منفردًا في الطبيعة بل كغازٍ مرتبط ببعض العناصر الأُخرى -كمركبات الفلوريد المكوّنة للمعادن الموجودة في الصخور والتربة-.[1]

يُمتص حوالي 90% من الفلوريد في القناة الهضمية بعد استهلاكه، إذ تمتص المعدة حتى 25% منه، وحوالي 77% في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، بينما تُطرَح ال10% المتبقية في البراز، ينتقل الفلوريد بعد امتصاصه إلى مجرى الدم، ومنه يتوزع إلى أعضاء الجسم الأُخرى،[2] ويحتفظ جسم الإنسان البالغ بحوالي 50% من الفلوريد المُمتص، الذي يتخزن حوالي 99% منه في العظام والأسنان، بينما تُطرح ال50% المتبقية في البول، لكن يحتفظ الأطفال بما يُقارب 80% من الفلوريد الممتص، وتُفسّر زيادة نسبة الاحتفاظ به لدى الأطفال بارتفاع حاجاتهم من الفلوريد لبناء العظام والأسنان، وعلى الرغم من إمكانية قياس تركيز الفلوريد في البلازما، واللعاب، والبول، والعظام، والأظافر، والشعر، والأسنان، إلا أنه يصعب تقييم مستوى الفلوريد في الجسم -بمعنى لا يوجد أرقام واضحة تمثل قراءات مرتفعة أو منخفضة للفلوريد في الجسم-.[3]

أين يوجد الفلوريد في الطعام؟ والاحتياجات اليومية منه

قد يؤدي نقص الفلوريد في الجسم إلى ضعفٍ في العظام والأسنان، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بتسوس الأسنان،[4] وتُقدّر احتياجات الإنسان من الفلوريد:[4]

الفئة العمرية

الحاجة اليومية من الفلوريد

منذ الولادة- 6 أشهر

0.01 مغ يوميًا

12-7 شهر

0.5 مغ يوميًا

سنة-3 سنوات

0.7 مغ يوميًا

8-4 سنوات

1 مغ يوميًا

13-9 سنة

2 مغ يوميًا

للذكور من 14-18 سنة

3 مغ يوميًا

للذكور أكبر من 18 سنة

4 مغ يوميًا

للإناث أكبر من 14 سنة

3 مغ يوميًا

ينتشر الفلوريد بكثرة في الأنظمة المائية التي تزوّد البيوت، وتحتوي الأطعمة المُحضّرة بالماء المُدعّم بالفلور (المفلور) على كمياتٍ من الفلوريد،[4] كما يوجد الفلوريد طبيعيًا بكمياتٍ ضئيلة في معظم الأغذية،[3] من الأغذية التي تحتوي على الفلوريد:[2][3]

  • اللحوم والأسماك.
  • الفواكه المعلبة.
  • منتجات الدجاج المفرومة .
  • بعض المكملات الغذائية الخاصة بالأطفال.
  • بعض المشروبات، كالشاي والقهوة، إذ يحتوي الكوب الواحد من منقوع الشاي الأسود على كمية تُقدّر بين 0.07 مغ - 1.5 مغ من الفلوريد، بينما يحتوي الكوب الواحد من القهوة المُخمّرة على 0.22 مغ من الفلوريد.

استخدامات الفلوريد

بدأت ملاحظة أهمية الفلور في حماية الأسنان من التسوس في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين من الباحثَين بلاك وماكي (Black and McKay)،[2] وللفلوريد العديد من الاستخدامات:[1][3]

  • حماية أسطح الأسنان باستخدامه موضعيًا كمكون في معجون الأسنان، وغسول الفم، ويدخل في المواد المُستعملة في ترميم الأسنان.
  • يدخل في تركيبة بعض المُكملات الغذائية، هناك عددٌ قليل من مكملات الفيتامينات والمعادن الغذائية التي تحتوي على الفلوريد، والتي يوجد فيها عادةً على شكل مركب فلوريد الصوديوم، كما توجد مكملات الفلوريد أيضًا على شكل مُستحضرات تنقيط أو تقطير فموية للأطفال.
  • يدخل في تركيبة بعض الأدوية، إذ تحتوي بعض الأدوية على الفلوريد، كدواء الفوريكونوزل (Voriconazole)، الذي يوجد على شكل أقراص فموية تُستخدم لعلاج بعض أنواع العدوى الفطرية.

سُميّة الفلوريد

لا يوجد أضرار لاستخدام الفلوريد لفتراتٍ طويلة، بشرط الالتزام بتناول الجرعات اليومية المسموحة منه، إلا أن الزيادة عن الجرعة المسموحة قد يُسبب بعض الأضرار الصحية،[1] إذ قد تؤدي زيادة التعرض إلى الفلوريد خلال الست سنوات الأُولى من العمر إلى الإصابة بما يُعرف بالتفلور الزائد للأسنان (Dental fluorosis)،[2] وتتباين أعراض هذه الحالة المرَضية، إذ قد تشمل تشكُّل خطوطٍ بيضاء دقيقة جدًا على الأسنان، أو ظهور تصبّغات بنية أو بيضاء على أسطحها،[3] وللوقاية من إصابة الأطفال بالتفلور الزائد يُنصح بالتحقق من نوعية الماء المُستخدَم في تحضير خلطاتهم الغذائية، وعدم استخدام مُكملات الفلوريد إلا بعد استشارة الطبيب المختص، وتجنب استعمال معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلوريد للأطفال دون السنتين، وكذلك الابتعاد عن استخدام غسول الفم المفلور للأطفال دون 6 سنوات.[4]

إضافةً لما سبق، قد يُسبب الفلوريد سميّة حادة في حال تناول جرعة كبيرة منه مرة واحدة، ويرافق هذه السُمية ظهور بعض الأعراض التي تشمل الشعور بألمٍ في البطن، والإسهال، والتقيؤ، وزيادة في إفراز اللعاب، والشعور بالعطش، بينما تحدث السمية طويلة الأمد من الفلوريد نتيجة تناول كميات بسيطة من الفلوريد عن طريق الماء -كأن يزيد تركيزه في عن 8 ppm- لفتراتٍ طويلة، وينتج عنها التسمم الهيكلي بالفلور (Skeletal fluorosis)، الذي يرافقه زيادة تدريجية في كثافة العظام وتيبُّس المفاصل الذي يُصاحبه الشعور بالألم.[1]

كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الأحد ، 30 تموز 2023
تدقيق طبي: الصيدلانية أسيل الخطيب
آخر تعديل - الأحد ، 30 تموز 2023

المراجع

1.
Dhar V, Bhatnagar M. (2009). Physiology and toxicity of fluoride. Indian J Dent Res 20: 350–5. Retrieved from https://www.ijdr.in/article.asp?issn=0970-9290;year=2009;volume=20;issue=3;spage=350;epage=355;aulast=Dhar
2.
Kanduti D, Sterbenk P, Artnik B. (2016). FLUORIDE: A REVIEW OF USE AND EFFECTS ON HEALTH. Mater Sociomed. 2016 Apr;28(2):133-7. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/27147921/
3.
National Institutes of Health. (n,d). Fluoride. Retrieved from https://ods.od.nih.gov/factsheets/Fluoride-HealthProfessional/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تغذية وحمية أونلاين عبر طبكان
احجز