الفرق بين الليزك والفيمتو ليزك

تُعدّ عملية الفيمتوليزك واحدة من التقنيات الجراحيّة الحديثة المُتّبعة لتصحيح بعض مشكلات النظر، كقصر النظر، وطول النظر، وانحراف النظر، ويُستخدم فيها ليزر الفيمتو ثانية لرفع السديلة في القرنيّة بدلًا من استخدام الشفرات، وهو ما يُسهم في الحصول على سديلة بسُمكٍ مناسب وبأبعادٍ أكثر دِقة مقارنةً بالنتائج التي يمكن الحصول عليها بالتقنيات التقليديّة، بالإضافة إلى إمكانيّة تقليل خطورة حدوث المضاعفات بعد الجراحة.

يبحث العديد من المصابين بأخطاءٍ انكساريّة في العين عن بدائل فعّالة تُغنيهم عن ارتداء النظارات والعدسات اللاصقة الطبيّة، ولحسن الحظ تتوفر أنواعٌ مختلفة من جراحات العين الانكسارية (Refractive surgeries) التي طُوّرت لتساعد على زيادة دقّة تركيز الضوء المارّ خلال العين على الشبكيّة وتصحيح الرؤية في حالاتٍ معيّنة، وتُعدّ جراحة اقتطاع القرنية بالانكسار الضوئي (Photorefractive keratectomy or PRK) وجراحة الليزك (Laser in situ keratomileusis or LASIK) من أكثر أنواع جراحات الأخطاء الانكساريّة شيوعًا،[1] وصلت نسبة تزايد انتشار الجراحات الانكساريّة خلال العقد الماضي لأكثر من 10%، إذ أشارت الدراسة التي نُشرت في مجلة (PLOS One) في عام 2021 ميلادي إلى أنّ الجراحات الانكساريّة أصبحت مقبولة من الغالبيّة العظمى، وذلك وفق المجموعة المتنوّعة المشاركة في الدراسة.[2]

عملية ليزك العيون

كلمة ليزك (LASIK) هي اختصار لمصطلح تصحيح تحدب القرنيّة بالليزر الموضعي (Laser in-situ keratomileusis)، وتُعدّ عملية الليزك واحدةً من أكثر العمليات الجراحيّة شيوعًا في جميع أنحاء العالم،[3][4] وهي تُستخدم لعلاج الخطأ الانكساري في حالات طول النظر (Hyperopia)، وقصر النظر (Myopia)، وانحراف النظر (Astigmatism)،[1] وتعتمد عملية ليزك العيون على استخدام أشعة الليزر لتصحيح أخطاء الانكسار البصري (Visual refractive errors)، وواصلت جراحة الليزك نجاحها خلال العقود الثلاثة الماضية في إعطاء نتائج فعّالة يسهُل التنبؤ بها لتصحيح النظر، واعتبارها واحدةً من الإجراءات الطبيّة الآمنة، والتي استطاعت تحقيق درجة عالية من الرضا لدى المرضى، تراوحت بين 82% إلى 98% عند مقارنتها باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة الطبيّة.[3][4]

سُجّلت براءة اختراع الليزك على يد الطبيب غلام بيمان (Gholam Peyman) في عام 1989 ميلادي، وقد استخدم الطبيب إيونيس باليكاريس (Ioannis Pallikaris) وآخرون في أوائل تسعينات القرن الماضي أول إصدار من الليزك لتصحيح النظر.[3]

كيفية العلاج بالليزك

تبدأ أُولى الخطوات في عملية ليزك العيون باقتطاع سديلة رقيقة جدًّا منتصف القرنيّة بواسطة الليزر أو جهاز قطع يُسمّى مِبضَع القرنيّة المجهري (Microkeratome)، بعد ذلك تُرفع السديلة الرقيقة لكشف النسيج السفلي، وتُستخدم ومضات من الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن ليزر إكسيمر (Excimer laser) الموجّهة على الطبقة الواقعة أسفل السديلة -سَدَى القرنية (Corneal stroma)- بهدف إزالة كمية ضئيلة جدًّا من النسيج (Photoablation)، الأمر الذي يترتّب عليه تغيّر شكل القرنيّة، وتختلف طريقة استخدام ليزر إكسيمر وأجزاء القرنية المُراد تصحيحها بالاعتماد على نوع مشكلة النظر التي يعانيها الشخص، وأخيرًا تُعاد السديلة إلى مكانها بعد استكمال الإجراء، وغالبًا ما يبدأ التعافي خلال بضعة أيام، عمومًا، قد يشعر المريض بالقليل من الانزعاج خلال الإجراء وبعده.[5][6]

عملية الفيمتو ليزك

اشتُقّت كلمة فيمتو ليزك (FemtoLASIK) من مصطلح تصحيح تحدب القرنيّة بالليزر الموضعي خلال فمتو ثانية (Femtosecond laser Assisted in-situ keratomileusis)، وتُعرف تقنية فيمتو ليزك بأنّها واحدة من التقنيات الحديثة المُستخدمة في تصحيح الأخطاء الانكساريّة، ابتكرها الدكتور إيمولا راتكاي تروب (Dr. Imola Ratkay-Traub) وآخرون، وتنطوي هذه التقنية على استخدام شعاعين من الليزر أثناء عملية الليزك، يُستخدم الأول لاقتطاع السديلة خلال الإجراء، ويُعرف باسم ليزر فمتو ثانية (Femtosecond laser)،[3][7] يُصنّف من الأشعة تحت الحمراء يُسلّط على النسيج بطول موجي 1053 نانومتر تقريبًا في مجال مدته فيمتو ثانية (10-15 ثانية)، بينما يُعرف شعاع الليزر الآخر باسم ليزر إكسيمر، ويُستخدم هذا النوع بهدف "الاجتثاث (الاستئصال) الانكساري" (Refractive ablation)،[7][8] أي استخدام الليزر لنحت خلايا طبقة النسيج الضام الشفافة المعروفة بـسَدَى القرنية (Corneal stroma) التي تُشكّل حوالي أكثر من 90% من القرنيّة،[3][9] إذ أصبح بالإمكان تكوين السديلة دون استخدام الشفرات الميكانيكيّة بعد ابتكار ليزر الفيمتو ثانية، إضافةً إلى سهولة إرجاعها إلى مكانها بعد انتهاء العمليّة والتئامها دون الحاجة للغُرز.[3]

سهّل استخدام ليزر فيمتوثانية اقتطاع السديلة في عمليات تصحيح الأخطاء الانكساريّة للنظر منذ عام 2001 ميلادي، ومازال تطوّر هذه التقنية مستمرًّا حتى السنوات الأخيرة الماضية.[10]

متى يرجع النظر طبيعي بعد عملية الفيمتو ليزك؟

يستعيد المريض نظره الطبيعيّ خلال الأسبوع الأول بعد عملية الفيمتو ليزك وفق الدراسة السريريّة التي نُشرت في مجلة (Clinical Ophthalmology) في عام 2022 ميلادي،[10] ومن جانبٍ آخر يُوصى باتباع مجموعةٍ من النصائح بعد الفيمتوليزك:[3][11]

  • استخدام قطرات ترطيب العين التي يصِفها الطبيب بانتظام، إذ يُعرف بأنّ جفاف العينين يُعدّ واحدًا من المضاعفات الشائعة بعد جراحة الليزك، وقد يوصي الطبيب بضرورة وضع سدادة قناة الدمع (سدادات نقطيّة) (Punctal plugs) في حالة استمرار جفاف العينين دون تحسّن رغم استخدام قطرات ترطيب العين بانتظام.
  • الالتزام باستخدام قطرات العين التي تحتوي على مضادّ حيوي أو الستيرويد (Steroid)‏ لمدّة تتراوح بين 5-14 يومًا بعد الجراحة.
  • تجنب فرك العينين بعد العمليّة، ويفضّل إغلاق العينين قدر الإمكان خلال الـ6 ساعاتٍ الأولى بعدها.
  • التواصل مع الطبيب فورًا في حال الشعور بألم شديد في العينين أو في حالة تفاقم الأعراض قبل موعد زيارة الطبيب.
  • تجنّب قيادة المركبة عند الشعور بتشويش في الرؤية.
  • الابتعاد عن ممارسة الرياضات التي تستدعي التلامس الجسدي، كذلك يوصى بتجنّب السباحة بعد العمليّة.
  • الالتزام بمراجعة طبيب العيون بعد العملية، وقد يتطلّب الأمر اللجوء لإجراء التعزيز (Enhancement procedure) بهدف إجراء تعديلات ليزك طفيفة لتصحيح الخطأ الانكساري المتبقّي، وغالبًا ما يُستخدَم إجراء التعزيز خلال العام الأول بعد الخضوع لعملية الليزك الأولى، وفي الحقيقة تزداد احتمالية الحاجة لهذا الإجراء في حالات معيّنة، كما في حالات انحراف النظر (Astigmatism)، وتجاوُز سنّ الأربعين، وتصحيح أخطاء انكساريّة شديدة في الإجراء الأول.

الفرق بين عملية الليزك التقليدية والفيمتوليزك

يوضّح الجدول أدناه مقارنة بين استخدام التقنيات التقليديّة وتقنية فيمتو ليزر أثناء عملية الليزك:

وجه المقارنة

الليزك بالتقنيات التقليديّة

الفيمتوليزك

اختلاف التقنية

تُستخدم الشفرات لاقتطاع السديلة (Flap) خلال عملية الليزك التقليديّة، ويُعدّ مِبضَع القرنيّة المجهريّ الميكانيكي (Mechanical microkeratome) من الآلات الطبيّة الدقيقة التي تساعد على اقتطاع سديلة على السطح الأماميّ للقرنيّة بواسطة شفرات تعمل تلقائيًّا وفق برمجة معيّنة.[6]

يُستخدم فيمتو ليزر لعمل سديلة رقيقة على الجزء الأمامي من القرنيّة دون استخدام الشفرات، ويُعدّ الفيمتو ليزر بديلًا لعمل السديلة ميكانيكيًّا بواسطة الشفرات الحادّة.[6][12]

دقّة النتائج والمزايا

غير دقيق تمامًا، إذ قد يُكوّن مبضع القرنية المجهريّ سديلة رقيقة في منطقة المنتصف مقارنةً بالأطراف.[10]

يمكن جعل السديلة أكثر رِقة باستخدام الفيمتو ليزر مقارنةً برقّة السدائل التي تُستخدم الطرق التقليديّة في تكوينها، وغالبًا ما تكون قياسات سديلة القرنيّة أكثر دقّة، وانتظامًا، وأقل عيوبًا بالمقارنة مع قياسات السدائل في الطرق التقليديّة.[6][10]

كما يتمكّن الطبيب من تحديد سُمك وقياسات السديلة قبل إجراء العمليّة، ويُشار إلى أنّ جودة الرؤية تكون أفضل في حالة استخدام تقنية فيمتوليزك.[10]

احتماليّة حدوث مضاعفات

على الرغم من كون المضاعفات التي قد تترتّب على استخدام مِبضَع القرنيّة المجهريّ الميكانيكي غير شائعة، فإنّها قد تمثّل مصدرًا كبيرًا للقلق،[6] وقد يكون التعامل معها أكثر صعوبة مقارنةً بالتعامل مع المضاعفات التي قد تصاحب عملية الفيمتوليزك.[8]

تُعدّ تقنية فيمتوليزك من التقنيات الآمنة أكثر بالنسبة للمريض مقارنةً بالتقنيات التقليديّة التي تُستخدم فيها الآلات الميكانيكيّة لتكوين سديلة القرنيّة.[6]

تتميّز تقنية الفيمتو ليزك أيضًا بأنّها تقلّل من خطورة حدوث عددٍ من المضاعفات التي عادةً ما تصاحب عمليّة الليزك، مثل عدم وضوح الرؤية (زيغ بصري)، وعدم تصحيح حدّة البصر، وتغيرات ضغط العين (Intraocular pressure)، وجفاف العيون، والعدوى، وإزاحة السديلة.[10]

المضاعفات

قد يترتب على استخدام التقنية التقليدية بعض المضاعفات:[13]

  • جفاف العينين.
  • توسّع القرنيّة (Cornea Ectasia).
  • إزاحة السديلة.
  • عدم تصحيح الخطأ الانكساري بالكامل.

في بعض الحالات يصاحب استخدام الفيمتوليزك بعض المضاعفات والآثار الجانبية:[12]

  • حساسيّة عابرة للضوء (Transient light sensitivity).
  • التهاب القرنية الرقائقي المنتشر (Diffuse lamellar keratitis).
  • طبقة فقاعات معتمة (Opaque bubble layer).
  • "ضبابيّة القرنيّة" (Corneal haze).
  • وهج قوس قزح (Rainbow glare).

التكلفة

استخدام التقنيات التقليديّة قد يكون أقل تكلفة.[14]

قد تكون باهضة الثمن في الوقت الحالي، ولكنّ المنافسة عليها قد تُسهم في خفض تكلفتها،[12] وغالبًا ما يكون سبب ارتفاع أسعار تقنية الفيمتوليزك مرتبطًا باستخدام نوعين من الليزر خلال الإجراء.[3]

موانع استخدام الليزك

يُمنع استخدام الليزك في حالاتٍ معينة:[3][15]

  • عدم استقرار درجة الانكسار في العين.
  • الإصابة ببعض أمراض العين، مثل القرنيّة المخروطيّة (Keratoconus)، وحثل القرنية (Corneal dystrophies)، وجفاف العين الذي يصعب السيطرة عليه، تمدد القرنيّة (Corneal Ectasia).
  • الإصابة بعدوى في العين، كالتهاب الجَفن (Bacterial blepharitis)‏، والتهاب القرنية (Keratitis).
  • الإصابة ببعض الأمراض الجهازيّة، مثل مرض السكري، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وداء كرون، ومرض غريفز (Graves' disease)‏، والذئبة الحمامية الشاملة (Systemic lupus erythematosus)، ومتلازمة شوغرن (Sjögren's syndrome)‏.
كتابة: الصيدلانية بيان ربيع - الإثنين ، 26 شباط 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الإثنين ، 26 شباط 2024

المراجع

1.
Deepinder K. Dhaliwal . 2022. Refractive Surgery. Retrieved from https://www.msdmanuals.com/professional/eye-disorders/refractive-error/refractive-surgery#v13949606
2.
Lee Y, Kim JS, Park UC, Lim J. Recent trends of refractive surgery rate and detailed analysis of subjects with refractive surgery: The 2008-2015 Korean National Health and Nutrition Examination Survey. PLoS ONE 16(12): e0261347. Retrieved from https://doi.org/10.1371/journal.pone.0261347
3.
Moshirfar M, Bennett P, Ronquillo Y. Laser In Situ Keratomileusis. [Updated 2022 Jul 25]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan- [eBook edition]. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK555970/

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري عيون أونلاين عبر طبكان
احجز