التهاب شغاف القلب: ما أسبابه؟ وأنواعه؟

يُدعى التهاب البطانة الداخلية لعضلة القلب وصماماته بالتهاب شغاف القلب، وينقسم التهاب شغاف القلب تبعًا للأسباب وراء الالتهاب إلى نوعين مختلفين، التهاب شغاف القلب العدوائي والتهاب شغاف القلب غير العدوائي، تختلف الأعراض المُرافقة لكل نوع، كما قد تتفاقم الأعراض مُسبّبةً مشكلات صحيّة خطيرة.

التهاب شغاف القلب (Endocarditis) مشكلة صحية شائعة قد تُسبّبها بعض أنواع العدوى، أو قد تصاحب الضغط المباشر أو بعض الأمراض المناعية، يمثل شغاف القلب أهمية بالغة فهو أحد طبقات الخلايا المكونة لعضلة القلب والصمامات، لذا يجب الخضوع للفحوصات الطبية لدى ظهور أي أعراض لالتهاب شغاف القلب لتلقي العلاجات المناسبة وتجنب حدوث المضاعفات.[1]

ما هو التهاب شغاف القلب؟

يُعرّف التهاب شغاف القلب على أنّه التهاب طبقة الخلايا الداخلية المُبطِنة لعضلة القلب والصمامات، والمعروفة باسم الشغاف (Endocardium)، وعادةً ما يحدث الالتهاب تحديدًا في الطبقة المُبطنة لصمامات القلب التي تفصل بين حجرات القلب الأربعة،[1][2]

يتميز التهاب شغاف القلب بتكوُّن ما يُعرف بالنوابت (Vegetation) وهي كتل عالقة تتكوَّن على صمامات القلب،[3] قد تنفصل تلك النوابت عن جدار القلب مُكوّنةً ما يُعرَف بالصمّات (Emboli)، التي قد تتسبّب لدى وصولها مجرى الدم بانسداد بعض الشرايين، ممّا يُسفر عن تكوُّن جلطات دموية في أعضاء حيويةٍ مهمة، كالكلى والطحال،[4] وينقسم التهاب شغاف القلب تبعًا للأسباب وراء الالتهاب:

التهاب شغاف القلب العدوائي

ينجم التهاب شغاف القلب العدوائي (Infective Endocarditis) عن إصابة الشغاف بعدوى بكتيريّة، مثل بكتيريا المكورات العقدية (Streptococci)، والمكورات العنقودية (Staphylococci)، والمكورات المعوية (Enterococci)، والمستدمية (Haemophilus)، أو عدوى بسبب الفطريات، مثل فطر المبيضات (Candida)، وفطر الرشاشيات (Aspergillus[2]

ويتميّز التهاب شغاف القلب العدوائي بتكوُّن نوابت من بروتين ليفي يدعى بالفايبرين (Fibrin)، والصفيحات الدموية، والجراثيم المُسبِّبة للعدوى، فلدى تعرض شغاف القلب لإصابة ما، عندئذ تمثل الجلطات الدموية المتكونة من بروتين الفايبرين موضعًا مناسبًا لتراكم البكتيريا والصفائح الدموية، ممّا يتسبّب بتكوين النوابت،[2][4] وهو أكثر شيوعًا بين كبار السن، وذوي المناعة الضعيفة، ومتعاطي الممنوعات وريديًا، ومرضى القلب الخاضعين لجراحات زراعة صمامات اصطناعية أو أجهزة طبية في عضلة القلب، مثل أجهزة تنظيم نظم القلب وجهاز الصدمات الكهربائية، كما أنه أكثر انتشارًا بين الذكور عن الإناث،[5]وينقسم التهاب شغاف القلب العدوائي إلى نوعين:[5]

  • التهاب شغاف القلب الحاد (Acute): هو نوع سريع التطور يتضمن تلفًا كبيرًا للصمام المُصاب، ما قد يُهدد حياة المريض خلال أيام.
  • التهاب شغاف القلب العدوائي تحت الحاد (Subacute): يُعرف أيضًا بالتهاب شغاف القلب البكتيري تحت الحاد، يتميّز بتطوُّر الالتهاب ببطء على مدار عدة أسابيع أو شهور، ولكنه أيضًا يُشكّل تهديدًا على حياة المريض.

التهاب شغاف القلب غير العدوائي

التهاب شغاف القلب غير العدوائي (Noninfective Endocarditis) أو كما يُعرف بالتهاب الشغاف العقيم (Aseptic Endocarditis) هو النوع الأكثر ندرة من التهاب شغاف القلب، وعادةً ما يرتبط بوجود الأورام السرطانية، أو بعض أمراض مناعة الذاتية، مثل مرض الذئبة الحمراء (Systemic Lupus Erythematosus)، وفيه تتكوّن نوابت من الليفين والصفائح الدموية فقط، فقد تسبب بعض الأمراض بتكون بعض المعقدات المناعية التي تستحث تجمع بروتين الفايبرين والصفيحات الدموية مما يُؤدّي لتكوُّن النوابت.[6][7]

أعراض التهاب شغاف القلب

تنقسم أعراض التهاب شغاف القلب تبعًا لنوعه:

أعراض التهاب شغاف القلب العدوائي

يتسبّب التهاب شغاف القلب العدوائي بعدّة أعراض، لعلّ أبرزها:[2]

  • الحمى: ترتفع درجة حرارة الجسم ارتفاعًا شديدًا (من 38.9 °م إلى 40°م) في الالتهاب الحاد، وارتفاعًا طفيفًا (من 37.2 °م إلى 38.3 °م) في حالة الالتهاب تحت الحاد.
  • الارتجاف.
  • التعب والشعور العام بالإرهاق.
  • فقدان الشهية للطعام.
  • الصداع.
  • الضعف العام.
  • آلام الصدر.
  • تسارع معدل التنفُّس وضيق التنفُّس، فقد يعاني المريض من ضيق النفس الاضطجاعي (Orthopnea) وهو مواجهة صعوبة في التنفُّس لدى الاستلقاء، أو ضيق التنفُّس الليلي الانتيابي (Paroxysmal Nocturnal Dyspnea) وهو مواجهة صعوبة في التنفُّس لدى النوم، ممّا يدفع المريض للاستيقاظ من نومه بعد مرور ساعة أو ساعتين فقط[8]).
  • تراجع القدرة على بذل المجهود البدني.
  • تسارع ضربات القلب.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • النفخات القلبية (Murmur) (صوت أشبه بالأزيز أو الصرير يصدره القلب، نتيجة اضطراب تدفّق الدم خلال الصمامات[9]).
  • عقد أوسلر (Osler Nodes)، عقيدات تحت الجلد مؤلمة تظهر على باطن اليد.
  • النزف الشظوي تحت الأظافر (Subungual Splinter Hemorrhages)، (ظهور خطوط رفيعة ذات لون أحمر أو بني محمر على أظافر اليدين أو القدمين، باتجاه موازٍ لاتجاه نمو الأظافر[10]).
  • آفات جانواي (Janeway Lesions): ظهور لويحات (بقع جلدية) نزفية وغير مؤلمة في راحة اليد أو باطن القدم.
  • تضخُّم الطحال.

أعراض التهاب شغاف القلب غير العدوائي

غالبًا لا يتسبّب التهاب القلب غير العدوائي بظهور أعراضٍ في المراحل الأُولى من الالتهاب، إلّا في حال تسبَّبت النوابت المتكونة في إعاقة صمامات القلب عن أداء وظيفتها، عندئذٍ قد يعاني المريض من بعض الأعراض، مثل ضيق التنفُّس، وخفقان القلب، والنفخات القلبية، ونادرًا ما قد يعاني المريض من الحمى، وفقدان الوزن، والتعرُّق الليلي.[6][7]

ومن الجدير بالذكر أنّ نصف حالات تشخيص التهاب الشغاف غير العدوائي يعود إلى ظهور علامات الإصابة بالصّمات (Emboli)، مثل ظهور الطفح الجلدي لدى وصول الصمّات للجلد، وخروج دم مع البول لدى وصولها للكلى، والشعور بآلام أسفل الظهر لدى وصولها للطحال.[7]

ما مدى خطورة التهاب شغاف القلب

يُعد التهاب شغاف القلب مشكلة صحيّة خطيرة، فقد يتسبّب التهاب شغاف القلب العدوائي بنوعيه الحاد وتحت الحاد بعدّة مشكلات صحية، غالبًا ما تنجم عن انتقال الصمّات من عضلة القلب إلى مجرى الدم، ومن ثم انسداد عدة شرايين في الجسم مُسببًا عدة مضاعفات،[5] أبرزها:[5]

  • السكتة الدماغية.
  • النوبة القلبية.
  • توقُّف بعض أعضاء الجسم عن أداء وظائفها.
  • انتقال العدوى إلى أماكن أُخرى في الجسم، فضلًا عن تراكم الصديد وتكوُّن الخراجات في صمامات القلب وأعضاء الجسم المُصابة بالعدوى.
  • ضعف جدران الشرايين وتمدُّدها في حال إصابتها بالعدوى، ما قد ينجم عنه تمزُّقها تمامًا، الأمر الذ قد يُودي بحياة المريض.

وفي حال التهاب شغاف القلب غير العدوائي، فتتميّز النوابت المتكونة بحجمها الصغير مقارنةً بحجم النوابت في حال الالتهاب العدوائي، ممّا يسهّل انتقالها من عضلة القلب إلى مجرى الدم، وتراكمها في بعض شرايين الجسم، مُسببةً انسداد الشرايين وانقطاع التروية الدموية عن مختلف أعضاء الجسم، مثل الدماغ، والأطراف، والأحشاء،[11] ومن الجدير بالذكر أنّ التهاب شغاف القلب غير العدوائي قد يتفاقم ليتحوّل إلى التهاب الشغاف من النوع العدوائي.[6]

كتابة: الصيدلانية نجلاء خطاب - الثلاثاء ، 15 آب 2023
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الثلاثاء ، 15 آب 2023

المراجع

1.
Bussani R, DE-Giorgio F, Pesel G, Zandonà L, Sinagra G, Grassi S, Baldi A, Abbate A, Silvestri F.. Overview and Comparison of Infectious Endocarditis and Non-infectious Endocarditis: A Review of 814 Autoptic Cases. In Vivo. 2019 Sep-Oct;33(5):1565-1572. doi: 10.21873/invivo.11638. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/31471406
2.
Yallowitz AW, Decker LC. Infectious Endocarditis. [Updated 2022 Apr 28]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-.. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK557641/
3.
Hurrell H, Roberts-Thomson R, Prendergast BDNon-. infective endocarditisHeart 2020;106:1023-1029. Retrieved from https://heart.bmj.com/content/106/13/1023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري قلب وشرايين أونلاين عبر طبكان
احجز