تُعد عملية زراعة نخاع العظم من العمليّات المهمّة التي قد يخضع لها المَرضى ممّن يُعانون من اختلالات في نخاع العظم تؤثّر على إنتاج خلايا الدم المختلفة. ويُمكن تعريف نخاع العظم بأنّه مجموعة الأنسجة الإسفنجيّة الرخوة الموجودة داخل العظم والمعروفة باسم الخلايا الجذعيّة، حيث تتركّز وظيفتها بإنتاج خلايا الدم المختلفة مثل: خلايا الدم البيضاء، خلايا الدم الحمراء والصفائح الدمويّة.
تتلخّص عملية زراعة نخاع العظم باستبدال النخاع التالف من المريض مع نخاع عظم سليم إمّا من خلايا المريض نفسه (ذاتي) أو من مُتبرّع آخر (قريب المريض من الدرجة الأُولى غالبًا)، وذلك بعد إخضاع المريض لعلاج إشعاعي أو كيمياوي أو كليهما للتخلُّص من الخلايا التالفة في نخاع العظم وإتاحة الفرصة أمام الخلايا الجذعيّة الجديدة للنمو داخل النخاع.
يستطيع اختصاصي أمراض الدم والأورام إجراء عملية زراعة نخاع العظم بعد توافر عيّنات الخلايا الجذعيّة لتبدأ بعدها مجموعة من الإجراءات الصارمة للعناية بالمريض للحصول على أفضل النتائج.
تستغرق فترة العلاج تقريبًا "48 يوم".
قد يلجأ اختصاصي أمراض الدم والأورام لزراعة نخاع العظم بسبب إصابة المريض بأحَد الحالات الآتية:
قبل البدء بخطوات تحضير المريض لعملية زراعة نخاع العظم يجب العثور على المُتبرّع المناسب وإجراء كافّة الفحوصات لكليهما؛ للتحقُّق من التطابق، إضافة إلى التحقُّق من سلامة المُتبرّع من أي أمراض مُعديّة أو سرطانات، وتشتمل الفحوصات على الآتي:
- فحوصات المريض:
- فحوصات المُتبرّع:
- فحوصات التطابق: تشتمل على الكشف عن تطابق فصيلة الدم بين المريض والمُتبرّع، وتحاليل الأنسجة (HLA test).
قد تتضمّن عملية زراعة نخاع العظم بعض المخاطر والمُضاعفات، منها:
تعتمد المُضاعفات السابقة على عوامل عدّة منها المرض الذي يُعاني منه الشخص المُصاب، عمره، نسبة التطابق مع المُتبرّع وغيرها من العوامل التي تؤثّر على صحّة المريض بعد زراعة النخاع.
تشتمل عملية زراعة نخاع العظم على ما يلي:
بعد إجراء جميع الفحوصات للمريض والمُتبرّع، والتحقُّق من سلامة المُتبرّع صحيًّا من أي أمراض فيروسيّة أو معدية والتوصُّل للتطابق المطلوب من خلال فحوصات تطابق الأنسجة، يتّم التحضير لزراعة نخاع العظم عبر المراحل الآتية:
المرحلة الأُولى تشتمل على الحصول على نخاع العظم عن طريق أحَد التالية:
- ذاتية؛ أي من خلايا المريض نفسه، حيث يتّم الحصول على الخلايا الجذعيّة بواسطة عمليّة تُسمّى الفِصادة، وذلك بعد إعطاء المريض مجموعة من الحقن المُنشطّة لتحفيز إنتاج هذه الخلايا وخروجها لمجرى الدم، بعد ذلك يأخذ الطبيب عيّنة من دم المريض ويضعها في جهاز يفصل مكوّنات الدم بما فيها الخلايا الجذعيّة، وتُحفَظ بعد ذلك بالتجميد لاستعمالها عند الزراعة.
- من مُتبرّع آخر؛ تُؤخذ عيّنة من الخلايا الجذعيّة للمُتبرّع ويجري فصلها وحفظها بالتجميد أيضًا إلى حين استخدامها للزراعة في جسم المريض.
المرحلة الثانية: إخضاع المريض لعلاج كيماوي أو إشعاعي للتخلُّص من الخلايا السرطانيّة الموجودة أو الخلايا التالفة أو غير الطبيعيّة، وتثبيط المناعة في الجسم وتحضير نخاع العظم لاستقبال الخلايا الجذعيّة الجديدة، قد يشعر المريض بعدها ببعض الأعراض الجانبيّة مثل الغثيان، الاستفراغ، الإجهاد وغيرها من المضاعفات. يُصبح الآن المريض مُستعدًا لاستقبال عيّنات الخلايا الجذعيّة الجديدة.
المرحلة الثالثة: حقن المريض بعيّنة الخلايا الجذعيّة (يُسمّى باليوم صفر)، يبقى المريض مُستيقظًا أثناء عملية الزراعة ويتلقّى تخديرًا موضعيًّا فقط كَون عمليّة الحقن لا تُسبّب آلامًا تستدعي تخديرًا عامًا أو نصفيًّا. لتبدأ بعدها الخلايا الجذعيّة دورتها مع الدم وتصِل للنخاع استعدادًا لإنتاج خلايا الدم الجديدة حيث تحتاج ما يُقارب 18 إلى 30 يوم حتى تصِل لمرحلة الإنتاج الفعّال.
*يُعطَى المريض عددًا محسوبًا من الخلايا الجذعيّة اعتمادًا على نِسَب معيّنة مرتبطة بالوزن والحجم.
يبقى المريض بعد عمليّة زراعة نخاع العظم داخل المستشفى في غرفة معزولة تمامًا ومعقّمة، بحيث تكون جزيئات الهواء تحت السيطرة ضمن نظام معيّن لا يُسمح لها من خلاله بالاختلاط بأي هواء خارجي، وكذلك جميع محتويات الغرفة التي سيمكث فيها المريض؛ وذلك بسبب انعدام المناعة لديه تمامًا وعدم قدرته على مقاومة أي جراثيم أو مُمرضات قد تجتاح جسمه خلال الفترة الأُولى من الزراعة، بالتالي يُعزَل تمامًا لفترة تُقارب 18 إلى 30 يوم.
تُعتبَر فترة النقاهة التالية لعملية زراعة النخاع من الفترات الحسّاسة جدًا التي يجب أن يُراعي فيها المريض الكثير من العوامل لتجنُّب أي انتكاسات محتملة والحصول على أفضل النتائج.
يُعطي اختصاصي أمراض الدم والأورام المريض مجموعة من النصائح والتعليمات التي يجب أن يُراعيها خلال فترة الثلاث شهور الأُولى، من أهمّها:
*في حال كانت عينة النخاع الجديد من مُتبرّع فإنّ المريض يُعطَى مجموعة من المطاعيم بعد ما يُقارب 6 أشهر.
*يستطيع المريض العودة للعمل بعد انقضاء فترة الثلاث شهور وممارسة حياته بشكل طبيعي.
© 2024 - جميع الحقوق محفوظة طبكان ذ م م