زراعة شعر اللحية

مع انتشار وتطوُّر زراعة الشعر في العقود الأخيرة، أصبح الكثير يتوجهون لهذا النوع من الإجراءات العلاجيّة لعلاج مشاكل تساقط الشعر المتعدّدة سواءًا ممّا كان منها وراثيًا أو نتيجة حادث ما. وتُعدّ زراعة شعر اللحية والشارب أحَد أنواع الزراعات التي انتشرت مؤخرًا بين الرجال ممّن يُعانون من نمو خفيف للشعر في هذه المناطق أو بدون شعر في بعض الحالات الأُخرى، وتعتمد هذه التقنية على اقتطاف بصيلات من الشعر الملائمة الموجودة في مؤخرة الرأس وزراعتها في المنطقة المطلوبة سواءًا كانت اللحية أو الشاربين.

تُعد منطقة الذقن من المناطق المهمّة للرجل، فهي تنعكس في كثيرٍ من الأحيان على ثقته بنفسه من خلال المظهر الذي يُضفيه وجود الشعر من عدمه، لِذا من المهم جدًا اعتماد طبيب جلديّة ماهر جدًا في هذا المجال لضمان الحصول على أفضل النتائج بدون أي مضاعفات تُذكر..

تسغرق فترة زراعة شعر اللحية والشاربين ما يُقارب يومين إلى ثلاثة أيام.

يُطلب من الشخص الراغب بزراعة الشعر بإجراء مجموعة من الفحوصات قبل الخضوع لزراعة الشعر عبر مختلف التقنيات، أهمّها:

• فحوصات الدم: CBC، HCV، PT، APTT، HIV ELISA، HBs AG، زمن النزف، زمن التجلط، مستوى السكر (الجلوكوز).
• تخطيط القلبECG.

تشتمل زراعة الشعر على بعض المضاعفات، منها:

• النزيف.
• الإصابة بالتهابات.
• ظهور نُدوب في موقع زراعة الشعر.
• عدم ظهور الشعر الجديد (المزروع) بمظهر طبيعي.
• التهاب بُصيلات الشعر.
• فقدان بعض من الشعر الأصلي الموجود في منطقة الزراعة

يُمكن أن تُستخدم عدد من التقنيات في زراعة شعر اللحية، تاليًا التقنيات المستخدمة مع شرح خطوات كُل منها:

1. زراعة شعر اللحية بواسطة نقل شريحة من فروة الرأس FUSS: يتّم تخدير منطقة فروة الرأس المُراد العمل بها، يقوم بعد ذلك الاختصاصي باستئصال قطعة من الجلد من المنطقة الخلفيّة لفروة الرأس أو ما تُعرَف بالمنطقة القذاليّة بعد تخديرها موضعيًا. ثمّ يتّم تقريب حواف فروة الرأس حول المنطقة المانحة المُقتطعة وإغلاقها بالغُرز.

تُفصل الشريحة المُقتطعة من فروة الرأس عبر تقطيعها إلى أجزاء صغيرة يتراوح عددها بين 600 إلى 700 حسب المطلوب، فقد يحتوي بعضها على بُصيلة واحدة وربما تحوي القطع الأُخرى على عدّة بُصيلات أُخرى. 

ثمّ يتّم إجراء ثقوب دقيقة في منطقة الذقن لتهيئتها لزراعة البصيلات المستخرجة من المنطقة المانحة، بعد ذلك يتّم إدخال البُصيلات في هذه الثقوب.

1. زراعة شعر اللحية بتقنية أقلام تشويDHI: يتّم تلقيم بُصيلات الشعر المُقتطفة عبر أقلام تشوي مباشرة في منطقة الذقن مع اتجاه نمو الشعر، حيث يتّم الضغط بأقلام تشوي لإدخال البُصيلة المقتطفة داخل قناة البُصيلة.
2. زراعة شعر اللحية بتقنية FUE: يتّم إزالة بُصيلات الشعر واحدة تلو الأُخرى من مؤخرة فروة الرأس بعد حلاقتها من الشعر، ثمّ حفظ البُصيلات المُستأصلة في محلول خاص وانتقاء الأفضل منها لزراعته في منطقة الذقن. بعد ذلك يتّم تعقيم وتخدير الذقن والبدء بإجراء ثقوب أو فتحات دقيقة لوضع بُصيلات الشعر المقتطفة تِباعًا.

*تُجرى جميع التقنيات السابقة بعد تخدير منطقة الذقن والشاربين موضعيًا.

قد تبدأ بعض القشور بالتكوُّن حول بُصيلات الشعر المزروعة في منطقة الذقن إلّا أنّ التخلُّص منها لا يُعدّ مسموحًا قبل 7 إلى 10 أيام، يُوضَع كريم مُرطّب عبر التربيت بلطف على منطقة اللحية ومن ثمّ غسله بواسطة رذاذ من الماء، ويفضل الاستمرار على هذا النحو حتى مرور الأُسبوع الثاني لضمان ثبات بُصيلات الشعر الجديدة في القنوات المخصّصة لها، إذ يُفضّل اختصاصيي الجلد وزراعة الشعر إبقاء المنطقة المزروعة بالشعر جافّة لمدة 5 أيام على الأقل.

يستطيع المريض ممارسة معظم أنشطته الاعتياديّة والعودة إلى عمله في اليوم التالي لزراعة شعر اللحية.

يبدأ النمو الفعلي للشعر اللحية بعد ما يُقارب 3 أشهر ويستمر حتى تصل فعاليّته المطلوبة بعد ما يُقارب السنة ويستمر على هذا النحو فيما بعد