يُشَار إلى مرض هشاشة العظام Osteoporosis على أنّه أحَد الأمراض المُزمنة التي تتسبّب بانخفاض كثافة العظم في مراحل معيّنة من حياة البعض، ما يتسبّب بسهولة تعرُّض العظم المُصاب للكسور المختلفة.
تُعدّ مشكلة هشاشة العظام من الأمراض التي تحتاج لعناية مستمرّة يُغيّر معها المريض نمط حياته ليصبح أكثر مَيلًا للعادات الصحيّة، يُذكَر بأنّ هشاشة العظام باتت من المشاكل الصحيّة التي يزداد انتشارها في العالم يومًا بعد يوم؛ وقد سبق أن أشارت الإحصائيّات في هذا الصدَد إلى إصابة ما يقرُب من 200 مليون شخص حول العالم بهشاشة العظام!
هشاشة العظام من المشاكل الصحيّة الصامتة في بدايتها، والتي تتكشّف للمريض بصورة جليّة عند تعرُّضه لكسرٍ ما في عظام جسمه جرّاء التعرُّض لإصابة طفيفة.
أمّا عن الأسباب وراء الإصابة بهشاشة العظام، فهي غير واضحة ودقيقة حتى الآن، إلّا أنّ مجموعة من العوامل والمُسبّبات تَبيّن بأنّها قد تزيد من خطر التعرُّض لانخفاض كثافة العظام خصوصًا لدى الرجال ممّن تجاوزوا الخمسين والنّساء ممّن عبروا مرحلة انقطاع الطّمث؛ يُذكَر بأنّ معدل تعرُّض النساء لمرض هشاشة العظام أكثر بأربع مرات منه لدى الرجال، لِذا يُنصَحنَ بالتشخيص الدوري بعد انقطاع الدورة الشهريّة.[1][2]
أسباب هشاشة العظام
تصطفّ الأنسجة الحيّة داخل العظم لتصنع تركيبًا اسفنجيًّا فريدًا يُكوّن ما يُعرَف بالعظم التربيقي Trabecular bone، ويُغلّف هذا النسيج طبقة قشريّة أشدّ صلابة تسمّى العظم القشريّ Cortical bone.
يختزِن الكالسيوم وعديد المواد الغذائيّة الأُخرى في العظام، وعند حاجة الجسم للكالسيوم يقوم بتكسير روابطه في العظم لاستخدامه فيما يحتاج إليه والحثّ على إعادة بناء أنسجة عظميّة جديدة، تتواصل هذه العمليّة إلى أن يحدث خلل ما يؤدّي إلى تكسير الروابط بمعدل أعلى ممّا يتّم إعادة بناؤه وتعويضه من العظم، ما يتسبّب باتّساع حجم الثقوب الاسفنجيّة داخل العظم لتنخفض بذلك كثافته ويبدأ بالضّعف التدريجي من الداخل في الحالة المعروفة باسم هشاشة العظام.[2]
عوامل الخطر لمرض هشاشة العظام
يمكن أن تصيب هشاشة العظام أيّ شخص من مختلف الفئات العمريّة، إلّا أنّ الإصابة غالبًا ما ترتبط بمجموعة من العوامل والمُسبّبات التي تلعب دورًا في تعريض البعض دون غيرهم للإصابة بهشاشة العظام، من العوامل المُحتَملَة المُسبّبة لهشاشة العظام:[2][3][4]
- انقطاع الطّمث؛ تُصاب النساء في السنين الأُولى بعد انقطاع الطّمث بانخفاضٍ سريع في كثافة العظام لديها، خصوصًا فيما إذا انقطعت الدورة الشهريّة في مرحلة مبكّرة قبل الخامسة والأربعين من العُمر، أو في حال خضعت لإزالة المبايض.
- تناول بعض أنواع الأدوية لفترات طويلة، مثل الأدوية المُضادّة للإستروجين التي تأخذها عادةً النساء بعد الإصابة بسرطان الثدي أو العلاج الهرموني في حالات سرطان البروستات.
- تاريخ مرَضي عائلي بالإصابة بهشاشة العظام.
- الإصابة بمرض أو مشكلة صحيّة أُخرى، مثل: الاضطرابات الهرمونيّة كالسكري وفرط نشاط الغدّة الدرقيّة وعدم انتظام الدورة الشهريّة، سَبق الخضوع لأحدَ عمليّات تخفيف الوزن أو لعمليّة زراعة لأحَد الأعضاء، أمراض الدم مثل الورم النِقويّ المتعدّد واللوكيميا، التهاب الأمعاء أو أمراض البطن، أمراض الجهاز العصبي مثل التصلُّب اللويحي والرُعاش، الثلاسيميا، وغيرها من المشاكل الصحيّة الأُخرى.
- النحافة وانخفاض كثافة العظم.
استشارة عبر الانترنت مع دكتور عظام
أعراض هشاشة العظام
لا يشعر المريض بأعراضٍ تُذكَر في المراحل الأُولى من الإصابة بمرض هشاشة العظام، إلّا أنّ ترقُّق العظام المستمر وضعف تركيبه قد يترافق لاحقًا مع شعور المريض بمجموعة من الأعراض والدلائل التي تبدأ بفرض نفسها تِباعًا، منها:[5][6]
- انحناءة واضحة في قامَة المريض.
- سهولة تعرُّض العظام للكسور، خصوصًا عظم الوِرك، العمود الفقري والرسغ.
- ألم في الظهر.
- انخفاض تدريجي في الطول.
علاج هشاشة العظام
التعامل مع مرض هشاشة العظام يستدعي عدّة تدابير وإجراءات وفقًا لحالة المريض والتوصيات المباشرة من اختصاصي العظام؛ إذ إنّ هشاشة العظام لا علاج محدّد لها، إنمّا تعتمد الخطّة العلاجيّة على حفنة من الأدوية التي تساهم في تقوية العظام وتحميها قدر المُستطاع عبر كبح تسارع نقصان كثافة العظم، وتحفيز نموّ أنسجة عظم جديدة، إضافة إلى أنّ هذه الأدوية تستهدف التخفيف من الألم وتقليل خطر التعرُّض للكسور، وتقع الخيارات العلاجيّة لهشاشة العظام في كل من الآتية:[5][7]
- تناول الأدوية الفمويّة -أو عن طريق الحُقن- والتي تستهدف حماية كثافة العظم من أن تتعرّض لمزيدٍ من التآكل، أشهرها "بيسفوسفونات" Bisphosphonates أو "أليندرونات"Alendronate وغيرهما.
- تناول أدوية لبناء العظم في حالات هشاشة العظم الشديدة، مثل: Teriparatide و Romosozumab، تُعطَى للمريض بوصفة طبيّة ولفترة محددّة.
- العلاج بالتستستيرون لدى الرجال.
- العلاج بالإستروجين لدى النّساء، مع مراعاة الآثار الجانبيّة والمضاعفات المرافقة لهذا العلاج، أبرزها زيادة خطر التعرُّض للجلطات الدمويّة، أنواع معيّنة من السرطان وأمراض القلب.
- الالتزام بحمية غذائيّة تتضمّن الاعتماد على مواد غذائيّة دون غيرها، تحديدًا الكالسيوم يرافقه فيتامين د الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم في الجسم، إلى جانب المغنيسيوم، فيتامين ك والبروتينات التي من شأنها مجتمعةً أن تحافظ على صحّة العظام، يُنصَح باستشارة اختصاصي تغذية لاتبّاع نظام غذائي يتناسب والحالة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، خصوصًا تلك المختصّة برفع الأثقال؛ إذ إنّها تساهم في تحفيز الجسم على بناء أنسجة جديدة في العظم ما يؤمّن لها مزيدًا من الحماية.
مقالات ذات صِلة
المراجع
- Osteoporosis. 2020. Retrieved from https://www.healthdirect.gov.au/osteoporosis
- Cleveland Clinic. 2020. Osteoporosis. Retrieved from https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4443-osteoporosis
- UK National Health Services. 2019. Osteoporosis. Retrieved from https://www.nhs.uk/conditions/osteoporosis/
- National Osteoporosis Foundation. (n.d.). What is osteoporosis and what causes it? https://www.nof.org/patients/what-is-osteoporosis/
- Mayo Clinic. 2021. Osteoporosis. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/osteoporosis/diagnosis-treatment/drc-20351974
- Ratini M. 2021. Understanding osteoporosis-Symptoms-. Retrieved from https://www.webmd.com/osteoporosis/guide/understanding-osteoporosis-symptoms
- Stang D. 2019. What do you want to know about osteoporosis? Retrieved from https://www.healthline.com/health/osteoporosis
*مصدر الصورة: https://guardian.ng/features/diet-rich-in-calcium-vitamin-d-exercise-reduce-risk-of-weak-bones/