تزداد احتماليّة حدوث الحمل عند ممارسة العلاقة الزوجيّة (الجِماع) خلال أيام الإباضة أو في غضون الخمسة أيام التي تسبقها، إذ يلتقي الحيوان المنوي بالبويضة الأُنثويّة لتخصيبها وإنتاج البويضة المُخصّبة –الزيجوت (Zygote)-، لتبدأ في هذه اللحظة رحلة الحمل،[1][2] إذ يترتّب على ذلك زيادة اهتمام المرأة بصحتها وصحّة جنينها الذي ينمو في أحشائها، وهذا غالبًا ما يفسّر سهولة إقناع المرأة الحامل على اتّباع التوصيات التي يجدها الطبيب ضروريّة خلال فترة الحمل، وعدم مواجهة أي صعوبات في حثها على ذلك.[3]
أعراض الحمل السليم في الشهر الأول
تستدل معظم النساء على حدوث الحمل عند ملاحظة غياب الدورة الشهرية، وعلى الرغم من أنّ عدم نزول الحيض في موعده قد يُعدّ واحدًا من العلامات الأُولى على حدوث الحمل، فقد يصعُب ملاحظة غياب الدورة الشهرية في حالات عدم انتظام الدورة الشهريّة، لذلك، يمكن التأكد من حدوث الحمل وتجنّب الارتباك بشأن طبيعة الأعراض والعلامات المصاحبة للحمل باستخدام فحص الحمل المنزليّ، أو بزيارة الطبيب وإجراء تحليل الدم في المختبر.[4]
عمومًا، تحدث العديد من التغيرات الطبيعية في جسم المرأة بمجرّد بدء فترة الحمل، ممّا قد يؤدّي إلى ظهور عددٍ من الأعراض خلال الفترة الأُولى من الحمل،[5] من أبرز الأعراض الشائعة خلال الشهر الأول من الحمل:
- الإعياء أو التعب (Fatigue)، إذ تشعر معظم النساء بالتعب خلال شهور الحمل الأولى لأسبابٍ عِدة، أبرزها تغيّر مستوى هرمونات الجسم، كذلك انخفاض ضغط الدم، ومستوى السكر في الدم، وتغيّر عمليات الأيض في الجسم، وهذا يفسّر سبب زيادة حاجة المرأة الحامل للنوم والراحة خلال هذه الفترة.[4][5]
- الحاجة المُلحّة للتبول مع تكرارها، وقد يعود ذلك إلى زيادة ضغط الرحم على المثانة، وإعاقة امتلاءها بالبول.[5][6]
- مشكلات التنفس، كزيادة سرعة التنفس أكثر من المعتاد، وقد يُعزى ذلك إلى التغيرات الهرمونيّة التي تحدث في جسم المرأة الحامل.[5]
- التقيؤ والغثيان.[4]
- الشعور بألم في الثدي لدى لمسه أو الضغط عليه.[4]
- تقلصات الرحم بسبب التغيرات الهرمونيّة التي تحدث في جسم المرأة خلال الفترة الأُولى من الحمل.[4]
أعراض الحمل المُقلقة في الشهر الأول
يمكن أن تظهر على المرأة أعراضٌ غير مُعتادَة خلال الشهر الأول من حملها،[5] إذ قد تستدعي هذه الحالات مراجعة الطبيب:
- الشعور بألم أثناء التبوّل، أو ملاحظة تغير لون البول أو رائحته، إذ قد يدل ذلك أحيانًا على حدوث عدوى في المثانة.[5]
- نزول إفرازات مهبليّة مخضرّة اللون وذات رائحة كريهة، إذ تكون مُثيرةً للحكّة أو الألم.[5]
- ظهور ألم شديد في الصدر، أو الشعور بألم في الصدر مصحوبًا بصعوبة في التنفس.[5]
- الشعور بمغص أو تقلصات غير طبيعية تزداد سوءًا مع الوقت في منطقة البطن.[4]
- نزول دم في الشهر الأول من الحمل أو في الفترة الأولى من الحمل، ويكون مصحوبًا بمغص في البطن أو في منطقة الحوض.[7]
ألم الحوض للحامل في الشهر الأول
تعاني الكثيرات من النساء من ألم في منطقة الحوض –أسفل البطن أو الجزء السفلي من الجذع- خلال الفترة الأُولى من الحمل، وقد يكون هذا الألم شبيهًا بمغص الحيض، أو يظهر شديدًا ومفاجئًا، وأحيانًا يتفاقم في أوقاتٍ ويختفي في أوقاتٍ أُخرى، أو يكون خفيفًا ومستمرًّا طوال الوقت، وفي جميع الحالات، لا يستدعي وجود هذا الألم قلق الأم الحامل وخوفها إذا كان مؤقتًا وتلاشى مع الوقت، إذ إنّه قد يظهر بسبب التغيرات الطبيعيّة التي تحدث في جسمها التي تتضمّن تمدد العظام والأربطة لاحتواء الجنين خلال الفترة الأُولى من الحمل.[8]
يظهر ألم البطن أو الحوض للحامل في الشهر الأول أحيانًا بسبب وجود مضاعفات ومشكلات الحمل، كالإجهاض، والحمل خارج الرحم (Ectopic pregnancy)، وقد يصاحبه في هذه الحالة ظهور أعراضٍ تثير القلق، كأن يحدث النزيف المهبلي.[7][9]
نزول الدم من المهبل في الشهر الأول من الحمل
يُعدّ نزول دم مهبليّ خفيف -التبقيع (Spotting)- من الأعراض الشائعة التي تظهر خلال المراحل الأُولى من الحمل،[10] وعادةً ما تلاحظ المرأة حدوث التبقيع بين الأسبوع 4-6 تقريبًا بعد آخر حيض، ويُعرف هذا النزيف باسم نزف الانغراس (Implantation bleeding)، كونه يحدث عند انغراس البويضة المُخصبة في بطانة الرحم، غير أنّ حدوث النزيف الشديد الأشبه بنزيف الحيض خلال الشهر الأول من الحمل يستدعي القلق،[11] إذ تعاني حوالي ربع النساء الحوامل من النزيف في الثلث الأول من الحمل،[12] وقد يكون نزول الدم في الشهر الأول من الحمل أو في الفترة الأُولى من الحمل دليلًا على حدوث بعض المشكلات:
- الإجهاض المبكّر، وعادةً ما يصاحبه نزيف مهبلي إلى جانب وجود مغص في البطن والحوض.[7][12]
- الإجهاض المنذر أو الإجهاض المهدّد (Threatened abortion)، والذي يتسبّب في حدوث نزيف مهبلي أو إفرازات مهبليّة دمويّة قبل الأسبوع 20 من الحمل، مع عدم توسّع فتحة عنق الرحم أو وجود دليل على وفاة الجنين.[12][13]
- الحمل خارج الرحم (Ectopic pregnancy)،[12] يحدث عند انزراع أنسجة الجنين خارج الرحم بدلًا من داخله كقناة فالوب، أو في حالة ارتباط أنسجة الجنين في عنق الرحم في النسيج العضلي للرحم، ويُعدّ الحمل خارج الرحم من المضاعفات الخطرة التي قد تهدّد الحياة في حالة عدم اكتشافها في وقتٍ مبكّر والتعامل معها، وغالبًا ما يصاحبها حدوث نزيف مهبلي، وألم، وشكوى من أعراضٍ مزعجة أُخرى، كالغثيان والتقيؤ.[9]
نصائح للحامل في الشهر الأول
ثمّة مجموعة من النصائح التي يُوصَى باتباعها للحفاظ على سلامة الجسم والجنين في الرحم،[14] أهمّها:
- شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم.[14]
- تناول الغذاء الصحّي والمتوازن الذي يحتوي على كميات كافية من الفواكه والخضراوات، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان منخفضة الدهون، واللحوم الخالية من الدهون، إذ يساعد الاهتمام بتناول الغذاء الصحّي على ضمان الحصول على العناصر الغذائيّة الضروريّة للجسم خلال فترة الحمل.[14]
- الامتناع عن تناول المشروبات الكحوليّة أو تدخين السجائر ومنتجات التبغ.[14]
- تناول فيتامينات ما قبل الولادة بانتظام، وغالبًا ما تحتوي هذه الفيتامينات على حمض الفوليك (Folic acid)، والحديد، وغيرها من المعادن والفيتامينات الضروريّة للمرأة الحامل وجنينها.[14]
- زيارة الطبيب خلال الشهر الأول من الحمل، والحرص على زيارته بانتظام طوال فترة الحمل، وذلك بهدف الاطمئنان على صحّة الجسم والجنين، والكشف عن أيّة مشكلات صحيّة قبل تفاقمها، والتمكّن من السيطرة عليها مبكرًا.[14]
- التعامل بحذر مع الأدوية والمكملات الغذائيّة ومكمّلات الأعشاب، والحرص على استشارة الطبيب قبل البدء بتناول أي نوع من الأدوية أو التوقف عن استخدامها.[14]
- ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام بناءً على توصيات الطبيب، إذ يساعد الاهتمام بالنشاط البدني على تقوية الجسم، وتحسين النوم، وتهيئة الجسم للولادة،[14] وفي الحقيقة يُسمح للمرأة الحامل في كثيرٍ من الحالات بمتابعة نظام التمارين المنتظم الذي اعتادت الالتزام به قبل الحمل، مع الأخذ بعين الاعتبار تقليل شِدّة التمرين وجعله متناسبًا مع الحمل، وعدم استمراريّة الانخراط في الرياضات التي تعتمد على التصادم بين اللّاعبين، وتُعدّ التمارين الهوائيّة (Aerobic exercises) من التمارين المعتدلة التي قد تناسب الكثير من النساء خلال الحمل.[3]
- الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة خصوصًا عند الشعور بصعوبة في التنفس، كما يُنصح بالنوم على وسادة مع رفع الرأس قليلًا، والجلوس باعتدال، والتحرّك ببطء لتخفيف مشكلات التنفّس.[5]
- تجنّب تناول الحليب ومنتجات الألبان غير المبسترة، واللحوم الباردة، والأسماك المدخّنة، والأجبان المبسترة أو غير المبسترة، إذ تزداد خطورة الإصابة بداء الليستريات (Listeriosis) عند تناول هذه الأطعمة، ويمكن تناولها فقط في حالة تعريضها لحرارة تصل إلى 74 درجة مئوية.[15]
- تجنب تناول البيض النيء أو الذي لم يُطهى جيدًا، إذ يجب حفظه في الثلاجة، والحرص على غسل اليدين جيدًا بعد لمسه، كذلك تنظيف أدوات المطبخ والأسطح بعد تلامسها مع البيض النيء.[15]
- الحذر من تناول المحاريات والسمك غير المطبوخ لاحتماليّة نقلها أنواعًا من المُمرضات، مثل نوروفيروس (Norovirus)، و بكتيريا الضمة (Vibrio).[15]