يُعد فيتامين ب12 أحد أبرز المُغذيات التي تدخل في تنظيم العديد من العمليات الحيوية في جسم الإنسان، ولعلّ أهمها أيض حمض الفوليك الذي يدخل في عملية بناء الحمض النووي لذا يشغل أهميةً كبيرة في عمليات النمو والتطور للأجنة والأطفال، إذ يؤي نقصه لدى الأطفال في عامهم الأول إلى إصابتهم بفقر الدم، وتراجع واضح في نموهم وتطورهم، بالإضافة إلى الاضطرابات العصبية والسلوكية التي قد تنجم عن نقصه.
يعتمد مستوى فيتامين ب12 لدى الرُضّع بصورةٍ أساسية على الأم، تحديدًا في الشهور الستة الأُولى التي يكون فيها حليب الأم مصدر الغذاء الرئيسي، لذا لا بُدّ من تسليط الضوء على أهمية وجود فيتامين ب 12 بمستويات كافية لدى الأم خلال الحمل وما بعد الولادة، خصوصًا أن تلك الفئات ترتفع لديها نسبة الإصابة بنقص فيتامين ب12، وذلك لأن الأم تزوّد جنينها ورضيعها به، ويمكن رصد هذه الحالات في المناطق الفقيرة ومحدودة المصادر.
أجرى مجموعة من الباحثين دراسة سريرية حديثة للمقارنة بين تأثير تناول مكملات فيتامين ب12 خلال الحمل وبعد الولادة على مستوياته في حليب الأم في الأسبوع السادس والشهر السابع الذي يلي الولادة، وخلُصت الدراسة إلى نتيجة مفادها أنّ تناول مكملات فيتامين ب12 خلال الحمل ذو تأثيرٍ محدود وقصير المدى في دعم مستويات الفيتامين في حليب الأم مقارنةً بتناوله بعد الولادة الذي كان تاثي أفضل تأثير على المدى البعيد.
المرجع:
- Wang, D., et al. (2023) The effects of prenatal and postnatal high-dose vitamin B-12 supplementation on human milk vitamin B-12: a randomized, double-blind, placebo-controlled trial in Tanzania. American Journal of Clinical Nutrition.http://doi.org/10.1016/j.ajcnut.2023.07.023