يصيب سرطان غدة البروستات ما يربو على 1.3 مليون شخص سنويًا حول العالم، ويتسبّب انتشاره إلى بقية أنحاء الجسم في موت أكثر من 400 ألف شخصٍ كل عام، ومن المتوقع تضاعف هذا العدد بحلول عام 2040 ميلادي، إذ يصيب الرجال من مختلف الخلفيات العرقية، وترتفع نسب الوفاة الناجمة عن الإصابة به لدى الرجال الذين ينتمون للبيئات ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي المنخفض نتيجة تشخيصهم المتأخر بالمرض.
توجد غدة البروستات فقط لدى الرجال، إذ تقع أسفل المثانة أمام المستقيم، وهي المسؤولة عن إنتاج بعض السوائل التي تدخل في تركيبة السائل المنوي، ويظهر السرطان فيها لدى بدء خلايا غدة البروستات بالنمو غير الطبيعي، إذ تنمو معظمها ببطء وتكون في هذه المرحلة أقل خطرًا وشراسة، ومن الممكن أن تتطور وتنتشر إلى العظام والعقد اللمفية المجاورة.
تلعب عدّة عوامل دورًا في رفع خطر الإصابة بسرطان البروستات، منها العمر إذ يزداد خطر الإصابة مع التقدم في السن، والسمنة، والتاريخ العائلي لإصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى كالأب أو الأخ إذ تتضاعف في هذه الحالة فرصة الإصابة المستقبلية بسرطان البروستات، كما أنّ المعاناة من بعض الأمراض كارتفاع ضغط الدم، والإصابة بأحد أنواع الالتهابات كالكلاميديا (Chlamydia) أو السيلان (Gonorrhea)، أو الزهري (Syphilis)، أو عدوى فيروس الحليمي البشري (HPV)، وانخفاض معدل ممارسة التمارين الرياضية، وارتفاع مستويات التستوستيرون بصورة مستمرة.
لا يتسبب سرطان البروستات عادةً بظهور أية أعراض في بداية نشوئه، ولكن في حال تسببه بها فإنها تظهر على هيئة أعراض مشابهة لأعراض تضخم الغدة، مثل مشاكل التبول المتمثلة بظهور دم في البول، أو الشعور بألم وحرقة خلال التبول، والتبول باستمرار ليلًا، والشعور المفاجئ والمُلحّ بالحاجة للتبول، كما يشعر المصاب بألمٍ مستمر لا يزول أسفل الظهر، وفي الأرداف، والحوض، بالإضافة إلى ألم أثناء القذف -خروج السائل المنوي-.
من الممكن تبني بعض الممارسات التي من شأنها الوقاية من الإصابة بسرطان البروستات، كالتوقف عن التدخين، واتباع نظام غذائي صحي منخفض بكل من الدهون المشبعة أو المتحولة، والكربوهيدرات، واللحوم المُصنّعة، كما ذكرت بعض الدراسات ارتباط انخفاض مستويات فيتامين د بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات.
من الجدير بالذكر توصيات الجمعية الأمريكية للسرطان (American Cancer Society) للكشف المبكر عن الإصابة بسرطان البروستات، إذ يُنصح بإجراء فحص يدعى فحص مستضد البروستات النوعي (Prostate-specific antigen) لدى الرجال الأكثر عُرضة للإصابة بسرطان البروستات مستقبلًا ممن تجاوزوا سن الأربعين عامًا مع وجود فرد أو فردين من أقارب الدرجة الأولى المصابين به في سنّ مبكرة، كما يمكن للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين سن 55 و69 عامًا إجراء الفحص المبكر بعد نقاش فوائده ومضاره مع طبيب الاختصاص.
المراجع:
- Sandhu, S., Moore, C. M., Chiong, E., Beltran, H., Bristow, R. G., & Williams, S. G. (2021). Prostate cancer. The Lancet, 398(10305), 1075–1090. https://doi.org/10.1016/S0140-6736(21)00950-8
- Sekhoacha, M., Riet, K., Motloung, P., Gumenku, L., Adegoke, A., & Mashele, S. (2022). Prostate Cancer Review: Genetics, Diagnosis, Treatment Options, and Alternative Approaches. Molecules (Basel, Switzerland), 27(17), 5730. https://doi.org/10.3390/molecules27175730
- American Cancer Society. (2019). What Is Prostate Cancer?. https://www.cancer.org/cancer/types/prostate-cancer/about/what-is-prostate-cancer.html
- Leslie SW, Soon-Sutton TL, R I A, et al. (2023). Prostate Cancer. [Updated 2023 Nov 13]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK470550/
- PDQ Screening and Prevention Editorial Board. (2023). Prostate Cancer Prevention (PDQ®): Patient Version. In PDQ Cancer Information Summaries. National Cancer Institute (US). https://www.cancer.gov/types/prostate/patient/prostate-prevention-pdq
- MedlinePlus [Internet]. Bethesda (MD): National Library of Medicine (US); [updated Jun 24; cited 2020 Jul 1]. (2022). Prostate Cancer. https://medlineplus.gov/prostatecancer.html
- American Cancer Society. (2023). American Cancer Society Recommendations for Prostate Cancer Early Detection. https://www.cancer.org/cancer/types/prostate-cancer/detection-diagnosis-staging/acs-recommendations.html
- Centers for Disease Control and Prevention. (2023). Should I Get Screened?. https://www.cdc.gov/cancer/prostate/basic_info/get-screened.htm