في اليوم العالمي للتوعية بأهمية العلاج الطبيعي: هل يحقق نتائج فعالة للمرضى؟

يهدف اليوم العالمي للعلاج الطبيعي إلى التوعية بأهمية دمج العلاج الطبيعي في علاج العديد من الأمراض، والوقاية منها لتحسين جودة حياة المرضى وتخفيف الألم وتقوية العضلات، إذ أصبح يوصى بالعلاج الطبيعي كواحد من الخيارات الأولى لعلاج بعض المشكلات الصحية كألم الظهر وهشاشة العظام والألم الليفي العضلي وغيرها.

توصي الإرشادات المقترحة لآلام أسفل الظهر بالعلاج الطبيعي بانتظام كالمشي وممارسة اليوغا، لتقليل استعمال العلاجات الدوائية، ويجب استعماله بشكل روتيني بحسب التوصيات، إذ يعتبر الخط الأول للعلاج بحسب المبادئ التوجيهية لكل من أمريكا والدنمارك وبريطانيا، وهنا تظهر أهمية العلاج الطبيعي في تحسين صحة المرضى وتقليل الآثار الجانبية للأدوية.[1]

ما أهمية العلاج الطبيعي

يُعد العلاج الطبيعي أو العلاج الفيزيائي ((Physical therapy) Physiotherapy) أحد فروع الطب التي تُعنى بتخفيف الألم، وتقوية العضلات، وتحسين حركة الجسم.[2]

وُجد أنّ الأشخاص الخاملين الذين لا يؤدون أي تمارين جسدية يقضون أيامًا أكثر في مراجعة الأطباء في عياداتهم والمستشفيات بمعدل 38% أكثر من الأشخاص النشيطين ممّن يؤدون تمارين جسدية، وهنا تظهر أهمية العلاج الطبيعي في تحسين الصحة.[3]

تتضمن رحلة العلاج الطبيعي طرق عديدة كالتمارين التي يؤديها المريض بنفسه بعد أن يعلمه إياها اختصاصي العلاج الطبيعي (Physiotherapist)، أو عبر حركات يجريها المعالج الطبيعي للمريض، كالتدليك بالضغط على موضع معيّن من الجسم على سبيل المثال ومنه التدليك بغرض تصريف السائل الليمفاوي، والعلاج باستخدام محفّز فيزيائي كالبرودة والحرارة، والتيار الكهربائي، والموجات فوق الصوتية.[2][4]

يعتمد اختيار طريقة إجراء العلاج الطبيعي على الأعراض، والمشكلة الصحية التي يعاني منها المريض، ونوع الألم فيما إذا كان حادًا أو مزمنًا، واللياقة البدنية للمريض وتفضيله لطريقة ما، إذ تختلف هذه المعايير من مريضٍ لآخر.[2]

أبرز الأمراض التي تعتمد على العلاج الطبيعي أثناء علاجها

يوجد العديد من الأمراض التي تعتمد على العلاج الطبيعي أثناء رحلة العلاج التي يمر بها المريض:

  • التهاب المفاصل الروماتويدي.[2]
  • ألم الظهر، وألم الرقبة: من الممكن أن تسبب آلام الظهر والرقبة للمريض عجزه عن العمل، لذلك عند تشخيصها ومعرفة سببها يحتاج المريض للعلاج، والذي قد يكون العلاج الطبيعي جزءًا فعالًا فيه.[4]
  • سلس البول: يمكن أن يكون العلاج الطبيعي فعالًا لدى النساء اللواتي يعانين من مشكلة سلسل البول، وهذا بإجراء تدريب تمارين قاع الحوض.[5]
  • أمراض الجهاز التنفسي التي تحدث كمضاعفات لجراحات البطن المفتوحة.[5]
  • تصلب الجلد الجهازي: وجد الباحثون في دراسة نُشرت عام 2024 في مجلة (Physiotherapy Theory and Practice) أنّ المرضى الذين يعانون من تصلب الجلد الجهازي تحسّنت لديهم الوظيفة البدنية بعد لجوئهم للعلاج الطبيعي، وهو أحد الأمراض النادرة التي تصيب الأسنجة الضامة، فيسبب الألم ويقلل من معدل قدرة المريض على الحركة ما يؤثر سلبًا في حياته عمومًا.[6]
  • متلازمة انحشار أوتار الكتف (Subacromial impingement syndrome): تُعد هذه المتلازمة سببًا شائعًا لألم الكتف عند المرضى المصابين بها، فقد أشارت دراسة ضمّت مجموعة مرضى يعانون من انحشار الكتف إلى أنّ العلاج الطبيعي كان حلًا فعالًا في تخفيف الألم، وكانت توصية الباحثين بأن يكون العلاج الطبيعي خط العلاج الأول في هذه الحالات.[7]
  • الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia): يواجه مرضى الألم الليفي العضلي مشاكل في الحركة، ويميلون للخمول، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض أخرى إضافية، وقد خلُصَت دراسة لخصت نتائج مجموعة أبحاث بين عامي 2012 و2022، إلى أنّ العلاج الطبيعي للمرضى ممن يعانون من الألم العضلي الليفي كان فعالًا في تخفيف الألم.[8]
  • هشاشة العظام: يلعب العلاج الطبيعي دورًا هامًا في الحفاظ على كتلة العظم، بالتالي تقليل معدل السقوط والوقاية من خطر الإصابة بهشاشة العظام، وتحسين الحركة، وتقليل الألم لدى مرضى هشاشة العظام، وقد أوصَت الدراسات بضرورة الالتزام ببعض تمارين العلاج الطبيعي خصوصًا للشباب واليافعين، والتي من شأنها أن ترفع من كثافة العظام وتعزز الوقاية من هشاشتها.[9]

ما مدى نجاح العلاج الطبيعي في تحقيق الراحة للمرضى؟

تشير الدراسات الحالية إلى إمكانية إدراج العلاج الطبيعي ما بعد العمليات الجراحية (Persistent post-surgical pain (PPSP)) لتخفيف الألم، إذ إنّ ما يُقارب 10 -50% من المرضى يعانون من ألم مستمر بعد العمليات الجراحية، وهو ما يمكن للعلاج الطبيعي أن يحد منه، ويحسّن جودة حياة المرضى، ويقلل احتمالية إصابتهم بالاكتئاب كمضاعفات ما بعد الجراحة.[10]

وجد الباحثون في دراسة أُجريت على 64 مريضًا تتراوح أعمارهم بين 53 و82 عامًا يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن أنّ العلاج الطبيعي لم يحسّن أداءهم الجسدي فحسب، بل وحسّن الحالة النفسية والذهنية لديهم وقلل من شعورهم بالقلق والاكتئاب، مما عزز من النتائج التي انعكست إيجابًا على صحتهم.[11]

كتابة: الصيدلانية صابرين النادي - الأحد ، 08 أيلول 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan
آخر تعديل - الإثنين ، 30 أيلول 2024

المراجع

1.
Edward A. Shipton. Physical Therapy Approaches in the Treatment of Low Back Pain. Retrieved from https://doi.org/10.1007/s40122-018-0105-x
2.
. In brief: Physical therapy. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK561514/
3.
Anna Lowe, Chris Littlewood, Sionnadh McLean, Karen Kilner. Physiotherapy and physical activity: a cross-sectional survey exploring physical activity promotion, knowledge of physical activity guidelines and the physical activity habits of UK physiotherapists. Retrieved from https://doi.org/10.1136/bmjsem-2017-000290

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري علاج طبيعي كبار أونلاين عبر طبكان
احجز