علامات الورم (Tumor marker) عبارة عن بروتينات خاصة ومحدّدة تنتجها الخلايا السرطانية وتتواجد في الدم، وسوائل الجسم، أو أنسجة الورم، وتُسهم في تكاثر الورم، وغالبًا ما تُستخدم في الكشف عن السرطانات التي لا ترتبط بظهور أعراضٍ واضحة، كما وتُسهم في تحديد مرحلة المرض، وتقييم مرحلة العلاج، والتنبؤ في تكرار الورم، ومن الأمثلة على علامات الورم؛ مستقبِل عامل نمو البشرة البشري 2 ((HER 2) Human epidermal growth factor receptor 2)،[1] فما هو تحليل HER 2؟ وكيف يُجرى؟
ما هو فحص HER2؟
مُستقبِل عامل نمو البشرة البشري 2 هو بروتين سكري ينتمي إلى عائلة مستقبِلات نمو البشرة، وله دورٌ مهم في التحكم بنمو الخلايا وتمايزها، إذ يرتبط الارتفاع المفرط غير الطبيعي في بروتين HER2 ببعض أنواع السرطانات الغُدِّيَّة -الغازية أو المنتشرة-(Adenocarcinomas)؛ مثل سرطان المبيض، وسرطان الرحم، وسرطان الرئة، وسرطان المريء، وسرطان المثانة، وسرطان الثدي وغالبًا ما يرتبط ارتفاع عدد نُسَخ بروتين HER2 بنسبة تُقدّر بــ (15 - 20)% في حالات الإصابة بسرطان الثدي، ممّا قد يُسهم في إبراز قيمته التشخيصية والعلاجية في سرطانات الثدي الغازية.[2][3]
يُقاس مستوى بروتين HER2 باستخدام طريقتين؛ فحص الكيمياء المناعية النسيجية (Immunohistochemistry (IHC)) عن طريق أخذ عينة من أنسجة الثدي، أو اختبار التهجين الموضعي (Fluorescence in situ hybridization (FISH)) من خلال أخذ عينة من الدم، كما يمكن قياس مستقبلات هرمون الإستروجين، والبروجيستيرون في عينة أنسجة الثدي.[4][5]
وعمومًا، يُعد فحص HER2 باستخدام فحص التهجين الموضعي أكثر دقة من فحص الكيمياء المناعية النسيجية، إلا أنّه أعلى كلفةً منه.[6]
الجدير بالذكر أن السرطانات التي تحتوي على كمياتٍ عالية من بروتين HER2 تُعرف بسرطان الثدي إيجابي البروتين HER2 الذي يميل إلى الانتشار بسرعة كبيرة، وتُسهم الأدوية الموجَّهة لبروتين HER2 في منع نموّها، والسيطرة عليها، وتثبيطها، إلا أنّ هذه الأدوية غير فعّالة في علاج السرطانات التي لا تتضمّن مستويات مرتفعة من بروتين HER2، أو السرطانات التي تتضمّن عدد طبيعي من جينات HER2، والتي تُعرف بسرطان الثدي السلبي HER2، وهو أبطأ في النمو مقارنةً مع سرطان الثدي الإيجابي HER2 ونادرًا ما ينتشر إلى أجزاءٍ أُخرى في الجسم، أو أن يعود للظهور مرةً أُخرى بعد علاجه.[7]
ما هي دواعي إجراء فحص HER2؟
يُعدّ فحص HER2 أحد الفحوصات المهمة للمرضى الذين شُخّصوا حديثًا بسرطان الثدي المتكرر، أو الغازي، وذلك لغايات اعتماد خطة علاجيّة مناسبة،[8] والتمكّن من تحديد الفئات المناسبة من المرضى وإخضاعهم للعلاجات المضادة للـ (HER2)،[1] بالإضافة إلى عدة أسباب:
- تشخيص، وتقييم الإصابة بسرطان الثدي المنتشر.[3]
- الكشف عن تكرار الإصابة بالورم.[3]
- توجيه العلاج باتخاذ القرار المناسب للعلاج،[3] والتأكد من إمكانية استخدام مضادات وحيد النسيلة (Antineoplastic monoclonal antibody drug) -مضاد للورم- مثل هيرسبتين (Herceptin).[4]
- التحقق من فعالية العلاج ومدى استجابة المريض للعلاج المُستخدم، من خلال قياس مستويات بروتين HER2 في المصل،[5] والتنبؤ بالاستجابة لبعض أنواع العلاج الكيميائي أو الأدوية الأُخرى مثل تاموكيسيفين (Tamoxifen).[1]
- تقييم حالات مرضى سرطان المعدة، أو سرطان المريء، واتخاذ الخيار المناسب لعلاجها في حال عدم فعالية العلاج الجراحي وعودة نموّ الورم، كذلك الأمر في كل من سرطان البنكرياس، أو المثانة، أو المبيض، وغيرها من السرطانات التي تتضمّن مستويات عالية من بروتين (HER2).[7]
ولأنّ العلاج المستهدف باستخدام بروتين HER2 لمرضى سرطان الثدي إيجابي البروتين HER2 خطوة أساسية لعلاجه، فإن التقييم الدقيق يُعدّ خطوة أساسية للعلاج.[9]
ما هي مخاطر إجراء فحص HER2؟
يُحتمل أن يُرافق فحص HER2 بعض المخاطر التي ترتبط بإجراء خزعة الثدي،[7] وتتضمن:[7][10]
- نزيف بسيط موضع أخذ العينة.
- ظهور كدمات على الجلد.
- تكوّن ورم دموي.
- استرواح الصدر.
التحضيرات قبل إجراء فحص HER2
بدايةً يجب تقديم الدعم النفسي للمريض، وإعطائه بعض المعلومات حول الفحص وأهميته،[4] أمّا تحضيرات ما قبل الفحص فتعتمد على طريقة أخذ عينة الأنسجة، وعمومًا يطلب الطبيب من المريض الامتناع عن تناول الطعام والشراب لعدة ساعات قبل أخذ الخزعة النسيجية في حال خضوعه إلى التخدير الكامل، كما يحتاج المريض إلى مَن يصطحبه إلى المنزل بعد الانتهاء من الإجراء.[7]
طريقة إجراء فحص HER2
يُجرى فحص HER2 في مختبرات محدّدة معتمدة في كل بلد، بدايةً يُجرى فحص HER2 باستخدام طريقة الكيمياء المناعية النسيجية، وفي حال عدم وضوح النتيجة والاشتباه بها، يُحسم الأمر بإجراء الفحص التأكيدي -بواسطة عينة الدم- وهو فحص التهجين الموضعي،[6] على الرغم من انفصال جزء من بروتين HER2 عن الخلية وقابلية كشفه من خلال عينة الدم، إلا أنّ أخذ خزعة من نسيج الورم تبقى الأكثر شيوعًا.[1]
تؤخذ عينة من أنسجة الثدي السرطانية أو المُشتبه بها كخطوة أولى لفحص HER2، وغالبًا ما تُجرى هذه الخطوة عند أخذ الخزعة الأولية للمريض حتى لا يتطلّب الأمر خزعة ثانية،[11] والتي عادةً ما تؤخذ بإحدى الطرق المُتبّعة التي تتضمن شفط الخزعة بإبرة رفيعة، أو خزعة الإبرة الأساسية، أو الخزعة الجراحية،[2] ويستغرق ظهور النتيجة النهائية للفحص قرابة الأسبوع.[4]
يُستحسن وضع خزعة الأنسجة في الفورمالين (مادة حافظة) بأسرع وقت بعد استئصالها، أو في الثلج للحفاظ عليها، إذ يؤدّي التأخير في هذه الخطوة إلى انخفاض علامات الورم.[4]
أمّا فحص HER2 في عينة الدم، فقد لا يتطلّب اللجوء إليه إلا في حال الاشتباه بنتيجة فحص الكيمياء المناعية النسيجية -الخزعة-.[6][11]
نتائج فحص HER2
يكشف فحص HER2 إمّا عن مستويات البروتين HER2، أو عدد النسخ لجين (HER2).[1]
تحليل HER2 إيجابي
يرتبط تحليل HER2 الإيجابي بوجود مستوياتٍ مرتفعة من بروتين HER2 على سطح الخلايا السرطانية، أو وجود نسخٍ إضافية من جين HER2، وهذا يُشير إلى أنّ المريض يُعاني من ورمٍ عدواني، كما يُشير لإمكانية علاج المريض باستخدام العلاجات التي تستهدف (HER2)،[11] وتُصنّف نتائج فحص الكيمياء المناعية النسيجية إلى عدة درجات:[6]
الدرجة | تفسير النتائج |
+3 | نتيجة إيجابية. |
+2 | نتيجة مُشتبه بها، يجدر إجراء فحص التهجين الموضعي لحسم النتيجة. |
+1 أو صفر | نتيجة سلبية. |
تحليل HER2 سلبي
تُشير نتائج تحليل HER2 السلبية إلى أنّ المريض لا يمكنه الاستفادة من العلاج المُوجّه ضد (HER2)،[1] إذ إنّ أنسجة الورم عند المريض لا تحتوي على مستوياتٍ عالية من بروتين HER2، لذا يبحث الطبيب عن خياراتٍ علاجية أُخرى تتناسب مع الحالة الصحيّة للمريض.[7]