يعتمد ملايين مرضى السكري حول العالم على عقار الإنسولين (Insulin) لضبط مستويات السكر المرتفعة لديهم في الدم، والذي قد يرافقه الإصابة بالعديد من الأعراض الجانبية، لعل أشهرها هبوط مستوى السكر في الدم (Hypoglycaemia)؛ وهو عرضُ خطير يرتبط بتداعيات كارثية على جودة حياة المرضى وإنتاجيتهم، كما يُشكّل ضغطًا حقيقيًا على موارد الرعاية الصحية.
وفي ضوء ما سبق، من الضروري البحث عن حلولٍ عملية من شأنها تقليل احتماليّة الإصابة بهبوط السكر الذي قد يسبب الوفاة، ودون المخاطرة بفقدان السيطرة على ضبط سكر الدم باستمرار، والذي بدوره ينعكس إيجابًا على تحسين حياة المريض وتقليل خطر الإصابة بمضاعفات السكر على المدى البعيد، كأمراض القلب والأوعية الدموية، واعتلالات الأعصاب، أو حتى الوفاة، كما يجب أن تكون تلك الحلول قادرة على تقليل معدل الأعراض الجانبية الملازمة لحقن الإنسولين، بالإضافة إلى كونها مُجدية اقتصاديًا.
ظهر الإنسولين الفموي كحلٍ فعال لجميع المشاكل السالف ذكرها، والذي طوره مجموعة من العلماء الأستراليين بهدف محاكاة الإنسولين الطبيعي الذي ينتجه الجسم، وذلك بدخوله إلى الكبد وعدم تحطمه في المعدة دون الاستفادة منه، ويتميز هذا الإنسولين عن غيره من الأنواع الفموية التي سبق دراستها سريريًا في كونه يتحدى نوبات هبوط السكر بفضل تركيبته الكيميائية الفريدة بتقنية النانو، التي تحتوي على جزيئات كبريت الفضة (Ag2S) نانوية الحجم، ما يُعزّز من توافر الإنسولين الحيوي في الجسم ويزيد من معدل امتصاصه، ولا تطلق هذه الجزيئات الإنسولين إلا في حال ارتفاع السكر في الدم، مما يحمي الجسم من التعرض لهبوط السكر الذي يرافق استعمال حقن الإنسولين التقليدية.
يُذكر بأن العقار الجديد الذي طُوّر على هيئة قطع من الشوكولاتة الخالية من السكر، ما زال في مراحل الدراسة المخبرية، إذ أُجريت تجارب على الديدان، والفئران المصابة بالسكري، وقرود البابون، وأظهرت نتائج مبشرة دون أعراضٍ جانبية تُذكر، وهو ما يُمهّد الطريق نحو دراساتٍ سريرية مستقبلية على البشر.
المرجع:
- Hunt, N. J., et al. (2024). Oral nanotherapeutic formulation of insulin with reduced episodes of hypoglycaemia. Nature Nanotechnology. https://doi.org/10.1038/s41565-023-01565-2