تزخر حمية البحر الأبيض المتوسط بالأطعمة ذات المؤشر الجلايسمي المنخفض -أي أنها لا ترفع من مستويات سكر الدم- مثل البقوليات، والحبوب، والبذور، كما تعتمد على زيت الزيتون البكر كمصدر أساسي للدهون، عدا عن استهلاك اللحوم، والدواجن، والأسماك باعتدال، إذ إن هذه المكونات مجتمعةً تُكسب حمية البحر الأبيض المتوسط القدرة على التصدي للأمراض المزمنة، مثل السكري من النوع الثاني.
بالنظر إلى البهارات والتوابل المُستخدمة في نظام حمية البحر الأبيض المتوسط، يمكن ملاحظة احتوائها على الكثير من المركبات الحيوية ذات الخصائص المضادة للأكسدة، والمضادة للالتهاب، بالإضافة على قدرتها على تقليل نسبة الدهون والسكر في الدم، ومن هذا المنطلق عمد مجموعة من العلماء إلى دراسة قدرة أبرز التوابل المستخدمة في الطهي على تقليل مستوى السكر الصيامي، والسكر التراكمي في الدم، وضبط هرمون الإنسولين.
ركّز الباحثون في مراجعة منهجية حديثة على دراسة تأثير كلٍ من الكمون الأسود، والزعفران، والقرفة، والزنجبيل، والكركم، في تحسين مستوى سكر الدم والإنسولين لدى مجموعة من المشاركين، وخلُصت الدراسة إلى نتيجة مفادها قدرة تلك التوابل على تقليل سكر الدم الصيامي، إذ يحتل الكمون الأسود المرتبة الأُولى في هذا التأثير ويليه القرفة والزنجبيل على التوالي، كما أظهرت الدراسة تفرّد الزنجبيل والكمون الأسود في تحسين مستويات السكر التراكمي في الدم، بينما كان للقرفة والزنجبيل الدور الأبرز في ضبط مستوى الإنسولين في الدم.
المرجع:
- Effect of Aromatic Herbs and Spices Present in the Mediterranean Diet on the Glycemic Profile in Type 2 Diabetes Subjects: A Systematic Review and Meta-Analysis. Garza MC et al., Nutrients, 16(6):756 (2024), DOI: https://doi.org/10.3390/nu16060756