أعراض التوتر وطرق التخلص منه

يُعد التوتر شعورٌ طبيعي بسبب الضغوطات المادية والعمل وغيرها من المشاكل الأُخرى التي قد يتعرض لها الأشخاص في مرحلة ما من حياتهم، ما هي أعراض التوتر؟ ما هي أنواع التوتر؟ ما هي أسباب التوتر؟ ما هو علاج التوتر؟ وما هي مضاعفاته؟

يُعد التوتر شعورًا طبيعيًا يحدث بسبب عدم القدرة على التعامل مع متطلبات الحياة وأحداثها، كما يحدث بسبب الضغوطات المادية والعمل وأسلوب الحياة الذي يتعارض مع رفاهية الفرد، بينما يُعد التوتر أيضًا حافزًا لتجنب الأخطار والنجاة في بعض المواقف، لكن استمرارية التوتر لفترة طويلة قد تجعله حالة مزمنة يجب معالجتها.[1] ما هو التوتر؟ وما هي أسبابه؟ وأعراضه؟ وما هي طرق تشخيصه؟ وما هي طرق علاجه؟

ما هو التوتر؟

التوتر (Stress) هو رد فعل طبيعي للجسم نتيجة التعرض لمحفزات خارجية مثل الخوف أو مواجهة التحديات أو الغضب أو مواجهة ما هو جديد، إذ يُفرز الجسم الهرمونات كآلية للدفاع، مُولّدةً بذلك رد فعل ينتج عنه الشعور بالتوتر الجسدي أو العاطفي، وعند انتهاء المحفز تعود الهرمونات لمستوياتها الطبيعية، ويُعد التوتر مفيدًا لتوخي الحذر وتجنب المخاطر، ولكن إذا استمر لفترة طويلة قد يؤثر على الصحة النفسية وقد يتطور مُسببًا اضطراب القلق وغيره من المشاكل الأُخرى.[1][2][3]

ما هي أنواع التوتر؟

صَنف المعهد الوطني للصحة العقلية والذي يُرمز له (NIMH) التوتر إلى نوعين:[1][2]

  • التوتر الحاد أو الطارئ، وهو أكثر أنواع التوتر شيوعًا ويحدث على المدى القصير ويزول بسرعة مع زوال المؤثر، وهو ينجم عن الضغوطات التي قد يتعرض لها الأشخاص على الصعيد العملي أو نتيجة التفكير في التحديات المستقبلية أو الاضطرابات العائلية وغيرها من الأسباب، وتشمل أعراض التوتر الحاد والصداع واضطراب المعدة والشعور بالضيق.
  • التوتر المزمن، وهو التوتر الذي يحدث لفتراتٍ طويلة قد تمتد لأسابيع أو أشهر، ومن أهم أسباب التوتر المزمن المشاكل الزوجية والفقر الدائم؛ إذ يستعصي على المريض حلها فتؤدي للتوتر المزمن، يؤثر التوتر المزمن سلبًا على وظائف أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة أهمها القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والجهاز المناعي، إضافة إلى تأثيره السلبي على القدرة على النوم، كما قد يرفع التوتر المزمن من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وقد يتفاقم أكثر ليُصَاب المريض بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية، وقد يؤدي إلى الانتحار.

ما هي أعراض التوتر؟

عند التعرض لمحفزات خارجية مثل الضوضاء أو السلوكات العدوانية يُفرز الجسم كُلًا من هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) والإبينفرين (بالإنجليزية: Epinephrine) والنورابينفرين (بالإنجليزية: Norepinephrine) بكمياتٍ كبيرة مُسببًا بذلك تغيرات جسدية، مثل التعرق وارتفاع ضغط الدم، إذ تُساعد هذه العوامل على تحسين الاستجابة لمواجهة التحديات والمواقف التي تُسبب التوتر.[1] من أعراض التوتر:

الأعراض الجسدية للتوتر

يُسبب التوتر انخفاضًا في أداء وظائف الجسم خاصةً الجهاز المناعي والجهاز الهضمي.[1] تشمل الأعراض الجسدية للتوتر:[1][3]

  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • زيادة معدل التنفس.
  • التعرُق.
  • التشنجات العضلية.
  • الصداع.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ أو الإمساك أو الإسهال.
  • صعوبة النوم أو النوم المتقطع.
  • ضعف الجهاز المناعي

الأعراض العاطفية للتوتر

تشمل الأعراض العاطفية للتوتر:[1][4]

  • الغضب وسرعة الانفعال.
  • ضعف التركيز.
  • النسيان.
  • التأهُب المستمر.
  • الأرق.
  • الحزن.
  • قضم الأظافر.
  • الإحباط والاكتئاب.
  • الخوف والشعور بانعدام الأمان.
  • نوبات الذعر (الهلع).

الأعراض السلوكية للتوتر

تشمل الأعراض السلوكية للتوتر:[1][5]

  • تعاطي المخدرات.
  • إدمان الكحول.
  • الإفراط في التدخين.
  • البكاء المُستمر.
  • الإفراط في تناول الطعام أو الامتناع عنه.
  • تجنب العلاقات الاجتماعية والعزلة.

ما هي أسباب التوتر؟

يختلف مُسبب التوتر من شخصٍ لآخر؛ قد تكون بعض الأسباب مؤثرة ومُقلقة للبعض بينما تكون عادية للبعض الآخر؛ لذا يمكن القول بأن أسباب التوتر نسبية، كما قد تزيد بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق من حِدة التوتر وشدته، وتُعد كُلًا من المشاكل المالية والحصول على وظيفة من أكثر أسباب التوتر شيوعًا.[1][4] من أهم أسباب التوتر:[1][3]

  • فقدان الوظيفة أو التقاعد أو ضغط العمل.
  • المشاكل العائلية.
  • الضائقة المادية والفقر.
  • الطلاق.
  • المرض.
  • موت أحد أفراد العائلة.
  • الانتقال لمنزل جديد.
  • الإجهاض.
  • الحمل.
  • التلوث البيئي والاكتظاظ السكاني والضجيج.
  • القيادة في الازدحام المروري أو الخوف من الحوادث المرورية.
  • التعرض لأحد أنواع الاعتداء أو لحادث، وقد يُشحصها الطبيب باضطراب ما بعد الصدمة.

كيفية تشخيص التوتر؟

يُعد التوتر أمرًا نسبيًا يختلف من شخصٍ لآخر لذا لا يوجد مقاييس أو معايير محددة له، فقد يُحدد الشخص بذاته مدى التوتر لديه، وإذا تبيّن له بأن التوتر لديه شديد ويؤثر سلبًا على أنشطة الحياة المختلفة واستمر لفترة طويلة يُفضل استشارة الطبيب النفسي.[4][5]

يُشخص الطبيب التوتر بالاعتماد على الاستبيانات وبعض التقنيات والأعراض الظاهرة على المريض، كما يسأل المريض عن الأحداث الصادمة التي مَرّ بها خلال الثلاث الأشهر الماضية وكيفية التعامل معها ومدى تأثيرها عليه، وهل الأحداث مرتبطة بالحزن أم بسبب اضطرابات نفسية سبّبت هذا التوتر.[1][4]

ما هو علاج التوتر؟

لا يمكن تجنب التوتر، ولكن يمكن التقليل من تأثيره السلبي على أنشطة الحياة المختلفة من خلال السيطرة عليه؛ على سبيل المثال يُخفف كُلًا من المشي والتفكير بما أُنجز من مهام خلال اليوم من حدة التوتر.[5] لا يحتاج التوتر للعلاج الدوائي إلا في بعض الحالات مثل مرضى الاكتئاب واضطراب القلق، كما قد يصف الطبيب العلاج العطري والعلاج بالمنعكسات (بالإنجليزية:Reflexology) اللذان يُساهمان في التخفيف من حِدة التوتر.[1]

من أهم الخطوات للتخفيف من شدة التوتر:

  • تحديد الأحداث والمشاكل التي تسبب التوتر ومحاولة حلها، إذ من المهم تمييزها من خلال مراقبة التغيرات الجسدية والعاطفية عند الشعور بالتوتر لمعرفة كيفية التعامل معها، ووضع خطة علاجية لحلها والتقليل منها، وإعداد جدول تتحدّد فيه الأولويات الأساسية وأدائها.[3]
  • استبدال الأفكار السلبية بالأفكار الإيجابية، وعدم تحميل النفس فوق طاقتها.[3][4]
  • الحصول على الدعم الاجتماعي من الأصدقاء وزملاء العمل عند الشعور بالتوتر.[1]
  • الامتناع عن التدخين أو تعاطي الكحول.[3]
  • تناول الأطعمة الصحية االتي ترفع من كفاءة الجهاز المناعي وتحسّن المزاج، مثل تلك التي تحتوي على فيتامين ج كالبرتقال وفاكهة العنب (الجريب فروت) أو الشوكولاته الداكنة أو الخضراوات، إذ إنها تساهم في تخفيف حدة التوتر.[1][5]
  • ممارسة التمارين الرياضية مثل رياضة المشي من 15 إلى 20 دقيقة يوميًا ثلاث مرات أسبوعيًا، إذ يخفف النشاط الجسدي من التوتر بسبب إفراز هرمونات الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphins).[3]
  • التقليل من الكافيين خلال اليوم وتجنب الإفراط باستخدام الهاتف أو مشاهدة التلفاز ليلًا للتخفيف من التوتر والمساعدة على النوم بسهولة.[3]
  • ممارسة اليوغا وتمارين التنفس العميق وجلسات التدليك، التي تقلل من تسارع ضربات القلب وتساعد على الاسترخاء.[1]
  • ممارسة الأنشطة المُحبّبة للنفس التي تخفف من التوتر مثل قراءة الكتب أو التنزه، أو الاستماع للموسيقى.[1]

متى تجب زيارة الطبيب النفسي؟

يُفضل مراجعة الطبيب النفسي عند عدم القدرة على تجاوز التوتر بالطرق السابق ذكرها، أو في حال التفكير بالانتحار أو إيذاء النفس، أو في حال إدمان الكحول أو المخدرات بغرض تخطي حالة التوتر.[5] قد يلجأ الطبيب النفسي لما يأتي:[3]

  • العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioural Therapy)، والذي يقلل بدوره من حِدة التوتر من خلال تغيير طريقة التفكير في مواجهة مسببات التوتر.
  • التحدث مع الطبيب من خلال عقد جلسات نفسية للتحدث عن أسباب التوتر وكيفية الحد منها وإعداد استراتيجيات للتأقلم معه.
  • تعليم المريض وسائل تساعده في التركيز على المسؤوليات والواجبات عبر اليقظة العقلية الدائمة لتخطي التوتر.

يجب مراجعة الطبيب فورًا لدى الشعور بالأعراض الآتية إذ قد تكون من علامات النوبة القلبية وليست علامات التوتر فقط: [6]

  • ألم الصدر.
  • ضيق التنفس.
  • ألم الفك أو ألم الظهر.
  • ألم يمتد للذراع والكتف.
  • التعرق.
  • الغثيان.
  • الدوار.

ما هي مضاعفات التوتر؟

إذا استمر التوتر فترة طويلة دون السيطرة عليه والتخفيف من حدته فقد يتطور ويؤدي لمضاعفات عدة، أهمها:[1][2]

  • الاكتئاب.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • اضطراب القلق.
  • أمراض القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.
  • اضطرابات النوم.
  • انخفاض المناعة.
  • الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • السُمنة.
  • حب الشباب والإكزيما.
  • اضطراب الدورة الشهرية.
  • ضعف الانتصاب وفقدان الرغبة الجنسية.
كتابة: الدكتورة الصيدلانية براءة الخطاطبة - الخميس ، 18 آب 2022
آخر تعديل - الأحد ، 05 آذار 2023

المراجع

1.
Felman, A. (2020). Why stress happens and how to manage it?. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/145855
3.
Mental Health Foundation. (2021). Stress. Retrieved from https://www.mentalhealth.org.uk/explore-mental-health/a-z-topics/stress

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري نفسي أونلاين عبر طبكان
احجز