تكلس الأسنان أو جير الأسنان (Tarter or Dental Calculus) هو تشكّل طبقة صلبة ذات لون داكن حول الأسنان بسبب تجمع نواتج المعادن الموجودة في الطعام واللعاب، ونتيجة التراكم طويل الأمد لِطبقة الجير على الأسنان، إذ يتكون الجير عادةً قبل التكلس، وهو طبقة رقيقة صفراء أو شفافة من البكتيريا، ويمكن التخلص منه بسهولة بواسطة فرشاة الأسنان، على عكس التكلس الذي يتميز بصلابته ويحتاج إلى زيارة طبيب الأسنان لإزالته.[1][2]
يظهر تكلس الأسنان بلون أصفر أو بني عادةً بين الأسنان، أو في الجهة الخلفية للسن، وقد يصيب خط اللثة أيضًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ الطعام والشراب قد يسبِّبان تصبُغ الجير بألوان أخرى، بسبب الفراغات الصغيرة التي يتكون منها، وفي الحقيقة يعد تكلس الأسنان وطبقة الجير من العوامل التي تسبّب ضررًا للسن واللثة، وقد ينتج عنها مشكلة في دواعم السن.[1][3]
أسباب تكلس الأسنان
يوجد العديد من الأسباب والعوامل التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عُرضة من غيرهم لظهور مشكلة تكلس الأسنان، ومن أبرز مسببات تكلس الأسنان:[2][4]
- الإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر، لأنّ تراكم السكر يعني المساهمة في خلق بيئة تُناسب نمو البكتيريا، والتي بدورها تُنتج أحماضًا تهاجم طبقة مينا الأسنان وتزيد من خطر تشكّل التكلّس، ومن الأمثلة على هذه الأطعمة: الحلوى، والكعك، والشوكولاتة، والمثلجات، والمشروبات السكريّة، وعصير الفواكه المُحلّى، بالإضافة إلى الفطائر والمخبوزات، والعسل، والمربّى، والصلصات المُحلّاة، وحبوب الإفطار المُضاف إليه السكر وغيرها.
- عدم المواظبة على تنظيف الأسنان بواسطة الخيط والفرشاة.
- عدم الالتزام بزيارة طبيب الأسنان بانتظام، للتأكد من صحة الأسنان والفم.
- تركيب تقويم الأسنان، لأنّ هذا يُعيق عملية التنظيف الصحيحة والكاملة بين الأسنان.
تأثير تكلس الأسنان في الفم واللثة
يؤثر الجير سلبًا في صحة الأسنان، فهو يُسهِّل اختراق اللثة من البكتيريا، ليؤدي إلى التهاب دواعم السن لاحقًا إذا لم يُعالَج، ويمكن تلخيص التأثير السلبي لتكلس الأسنان في الفم واللثة:[3][5]
- انبعاث رائحة كريهة من الفم، نتيجة تراكم البكتيريا.
- زيادة احتمالية فقدان السن المصاب بِالتكلس، إذ يساهم تكلس الأسنان في تضرّر الطبقة الخارجية الصلبة للسن (مينا الأسنان)، وزيادة حساسيتها، وهذا يزيد من احتمالية تسوس ونخر السن، وفقدانه.
- زيادة خطر الإصابة بعدوى والتهاب داخل اللثة، وقد تظهر العدوى لتكون طفيفة في البداية أو قد تتدرّج لتصبح أكثر خطورة، وتشمل مراحل التهاب اللثة التي قد يُسبّبها تكلس الأسنان:[3][5]
- المرحلة المبكرة لالتهاب اللثة (Gingivitis): وفيه يُصاب المريض باحمرار وانتفاخ اللثة، إضافةً إلى الشعور بِالألم، وحدوث نزيف عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط، لكن يمكن تخطّي هذه المرحلة والتعافي منها إذا واظب المريض على تنظيف أسنانه بالفرشاة، والخيط، وباستخدام غسول الفم، بالإضافة إلى زيارة طبيب الأسنان بانتظام.
- المرحلة المتقدمة لالتهاب اللثة أو التهاب دواعم السن (Periodontitis): وفيه تتكون جيوب بين اللثة والأسنان، وتُصاب بعدوى بكتيرية، الأمر الذي يُسبِّب الشعور بألم عند مضغ الطعام، وانفصال اللثة عن السن، وزيادة خطر فقدان الأسنان، إضافةً إلى تضرر الأنسجة والعظام التي تُمسك السن وتُبقيه مكانه، وتجدر الإشارة إلى أنّ البكتيريا في هذه المرحلة قد تصل إلى مجرى الدم، ممّا قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والرئة.
علاج تكلس الأسنان
لا يستطيع الشخص المصاب بتكلّس الأسنان علاج الحالة بمفرده منزليًا، كما أنّه من غير المسموح خدش أو كشط التكلس لأنّ هذا قد يُحدث ضررًا للسن، ولذا فإنّ طبيب الأسنان هو الشخص الوحيد القادر على إزالة التكلس، إذ قد يلجأ إلى ما يسمّى بتقليح الأسنان وكشط الجذر (Tooth Scaling and Root Planing)، أو ما يُعرَف بالتنظيف العميق للأسنان، للمساعدة على إزالة الجير المُتكوّن تحت اللثة، ومنع تراكمه.[2][6]
يعتمد الطبيب في تقليح الأسنان وكشط الجذر على استخدام أدوات لكشط السن وتنعيمه، وقد بات يستخدم بعض الأطباء حديثًا أجهزة تعتمد على الموجات فوق الصوتية للتخلُّص من الجير، وقد يحتاج المريض أكثر من جلسة لإكمال العلاج،[7] وتشمل خطوات تقليح الأسنان وكشط الجذر لعلاج تكلس الأسنان:[6][7]
- تخدير المنطقة المُراد تنظيفها من التكلس تخديرًا موضعيًّا.
- كشط طبقة التكلس الموجودة على الأسنان بالكامل وأسفل وأعلى خط اللثة، نزولًا إلى الجيوب التي تفصل بين الأسنان واللثة.
- تنعيم طبقة جذر السن الخشنة حتى تصبح مستوية السطح، لأنّ هذا يساعد على إعادة التصاق اللثة بالأسنان.
الوقاية من تكلس الأسنان
يُعد التخلص من اللويحات السنية "بلاك الأسنان" الطريقة المُثلى للوقاية من حدوث تكلس الأسنان، إذ يمكن اتّباع العديد من الطرق التي تساعد على إزالة الجير ومنع تشكّل التكلّس،[8] ومن أبرز طرق الوقاية من تكلّس الأسنان:
- تنظيف الأسنان مرتين في اليوم باستخدام الفرشاة والمعجون الذي يحتوي على مادة الفلورايد، كما ينبغي أن لا تقل مدة التنظيف عن دقيقتين في كلّ مرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ فرشاة الأسنان الإلكترونية أكثر فعالية في تنظيف الأسنان من الفرشاة العادية.[9]
- تنظيف الأسنان باستخدام الخيط مرة واحدة خلال اليوم على الأقل، كونه يستطيع الوصول إلى مناطق يصعب على فرشاة الأسنان الوصول إليها، وهذا بدوره يساعد على إزالة اللويحات، والحماية من أمراض اللثة ومنع تسوس الأسنان.[8]
- المضمضة يوميًّا باستخدام غسول الفم، من أجل القضاء على البكتيريا المسبّبة لتكوُّن اللويحات.[5]
- التقليل من تناول الوجبات والمشروبات السكريّة، من أجل منع تراكم اللويحات وتكلس الأسنان، كما ينبغي الحرص على تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط مباشرةً بعد تناول هذه الأطعمة.[8]
- الابتعاد عن تدخين السجائر أو استعمال منتجات التبغ عامّةً، لأنّها تزيد من احتمالية تشكّل طبقة الكلس فوق الأسنان.[5]
- زيارة طبيب الأسنان كل 6 شهور على الأقل من أجل فحص الفم والأسنان وإجراء التنظيف اللازم، وقد يحتاج المصابين بالتهاب دواعم الأسنان إلى تكرار الزيارة بمعدل أعلى من المُعتَاد.[9]
- استشارة طبيب الأسنان حول الحاجة لاستخدام موانع التسرب، خصوصًا في حال كان الشخص معرضًا لِلإصابة بنخر الأسنان أو تسوسها أكثر، إذ يضع الطبيب طبقة رقيقة فوق الضرس لِحماية السن من النخر لمدة عامين بنسبة 80%، وقد توفّر حماية تصل إلى 50% إذا وضع المانع مدة 4 سنوات على السن وفق ما ذكرته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).[8]