تتفرع الأمراض النفسية إلى 300 مرض نفسي وفقًا لشدة خطورتها؛ منها ما هو شديد الخطورة ومتوسط الخطورة ومنخفض الخطورة، وفقًا لذلك صُنفت لمجموعتين: الأمراض النفسية الشديدة والأمراض النفسية الأخرى.[1][2] ما هي أخطر أنواع الأمراض النفسية المُنتشرة والتي تؤثر سلبًا على الأنشطة اليومية؟ وما هي أعراضها وطرق علاجها؟
أخطر أنواع الأمراض النفسية
تُعد الأمراض النفسية الخطيرة من الاضطرابات النفسية والسلوكية الشديدة التي تؤثر سلبًا على أنشطة الحياة المختلفة.[1] من أخطر الأمراض النفسية:
الفصام
يُعد الفصام (بالإنجليزية: Schizophrenia) أو ما يُعرف انفصام الشخصية أو الشيزوفرينيا من أكثر أنواع الأمراض النفسية الخطيرة والمزمنة، والتي تُؤثر سلبًا على السلامة العقلية للمريض، إذ تختلف الأعراض وفقًا لشدة خطورتها ونوعها،[2][3] إذ تتمثل أعراض الفصام بما يلي:[3]
- الهلوسة بأنواعها ومنها الهلوسة البصرية والتي تتمثل برؤية أجسام غير موجودة والهلوسة السمعية التي تتمثل بسماع أصوات غير موجودة والهلوسة الشمية والهلوسة التذوقية، والهلوسة الحسية.
- الوهام أو الوهم وهو وجود اعتقاد خاطئ لا صحة له يكون المريض متأكدًا منه تمامًا، على سبيل المثال التوهَم بالاضطهاد والتوهَم بالمراقبة من قِبل مجهولين أو التوهَم بالعظمة أو أوهام دينية، أو أوهام جنسية.
- اضطراب التفكير والذي يتمثل بالكلام غير المنظم وغير المفهوم للمريض، وصعوبة التواصل مع الآخرين.
- الانسحاب الاجتماعي وفقدان الشغف وجلد الذات وعدم إظهار المشاعر وندرة الكلام.
- الجُمود، وهو أن يتجمد الشخص تمامًا عن أي سلوك أو كلام أو تصرف.
يُعد الكشف المبكر عن مرض الفصام وبدء العلاج مبكرًا من أفضل الطرق لتجنب تفاقم الأعراض، إذ يستهدف العلاج الدوائي الأعراض الظاهرة والتقليل منها قدر الإمكان، كما يُساهم العلاج السلوكي والنفسي بتحسن كبير إلي جانب العلاج الدوائي.[3]
اضطراب الاكتئاب الرئيس
اضطراب الاكتئاب الرئيس (بالإنجليزية: Major Depressive Disorder, MDD) أو ما يُعرف الاكتئاب السريري أو الاكتئاب الشديد هو أحد أخطر الأمراض النفسية المزمنة انتشارًا ويُعد من أشد أنواع الاكتئاب حِدةً، والذي يتمثل بالحزن الشديد والمستمر طيلة اليوم ولمدة لا تقل عن أسبوعين والذي يزداد حِدةً أحيانًا في الصباح الباكر، كما يتمثل بفقدان الشغف والمتعة تجاه الأنشطة اليومية والعلاقات مع الآخرين.[2][4] من أعراض الاكتئاب الرئيسي الأخرى:[4]
- التعب العام وفقدان الطاقة يوميًا.
- الشعور بالذنب وعدم الفائدة معظم الوقت خلال اليوم.
- ضعف التركيز والتردد وعدم القدرة على الحزم في اتخاذ القرار.
- الأرق أو النوم الكثير يوميًا تقريبًا.
- انعدام القدرة على التلذذ بالحياة وفقدان الشغف يوميًا وباستمرار تقريبًا.
- كثرة التفكير بالانتحار والموت.
- زيادة الوزن أو فقدان الوزن الملحوظ.
إن خطر الإصابة باضطراب الاكتئاب الرئيس لدى النساء أعلى بما يُقارب الضعف مقارنةَ بالرجال؛ يُعزى ذلك للتغيرات الهرمونية في مرحلة البلوغ والحمل والإجهاض، بالإضافة إلى التوتر الذي تتعرض له أثناء موازنتها لضغوطات البيت والعمل.[4] من الأسباب الأخرى للإصابة باضطراب الاكتئاب الرئيس ما يلي:[4]
- الطلاق أو موت أحد الأحبة.
- الانتقال المعيشي من مكان إلى أخر، أو التقاعد، أو النزاعات الشخصية مع رئيس العمل على سبيل المثال.
- العنف الجسدي أو اللفظي أو الجنسي.
على الرغم من خطورة اضطراب الاكتئاب الرئيس إلى أنَ الكشف المبكر عنه وعلاجه من أهم خطوات لعلاج الأعراض ومنع تفاقم المرض وتطوره. يعتمد علاج الاكتئاب الرئيس على العلاج الدوائي من خلال مضادات الاكتئاب، بالإضافة للعلاج النفسي والعلاج بالصدمة الكهربائية (بالإنجليزية: Electroconvulsive therapy ECT) في حال كانت الأعراض شديدة ولا تستجيب للعلاج الدوائي.[4]
اضطراب ثنائي القطب
اضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar disorder) هو أحد الاضطرابات النفسية الخطيرة المتمثلة بالتغير الشديد في المزاج، إذ يتراوح انقلاب المزاج ما بين الاكتئاب الشديد والهوس والفرح الشديد.[2][5] هنالك ثلاثة أنواع لاضطراب ثنائي القطب:[5]
- الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول والذي يتمثل بظهور نوبة هوس شديدة واحدة على الأقل لمدة أسبوع، والتي يتخللها نوبات هوس خفيفة، أو بعض نوبات الاكتئاب الشديد التي تأتي قبل وبعد نوبة الهوس الشديد.
- الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني والذي يتمثل بظهور نوبة اكتئاب شديدة واحدة تستمر لمدة أسبوعين على الأقل، وقد يتخللها نوبة هوس خفيفة تستمر لمدة أربعة أيام أو أكثر، قد يشمل هذا النوع من الاضطراب على نوبات مزدوجة من الاكتئاب الشديد والهوس الخفيف في نفس الوقت. يُعد الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني أكثر انتشارًا لدى النساء دون الرجال.
- اضطراب دورية المزاج الذي يتخلله نوبات هوس خفيفة ونوبات من الاكتئاب في فترات متقطعة ولمدة سنتين أو أكثر، أو تكون لمدة أقل من سنتين مع استمرار الأعراض لأكثر من شهرين دون انقطاع، إذ تكون هذه النوبات قصيرة وأقل شدة مقارنةً بالاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول والنوع الثاني.
تساهم العديد من العلاجات في السيطرة على أعراض مرض ثنائي القطب ومنع تفاقمها والحفاظ على ثبات المزاج والتخفيف من تقلَبه، وتشمل العلاجات:[5]
- العلاج الدوائي من خلال مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان ومُثبتات المزاج مثل دواء الليثيوم (بالإنجليزية: Lithium)، ومضادات القلق مثل دواء البينزوديازبين (بالإنجليزية: Benzodiazepines) والتي تستخدم لفترات قصيرة.
- العلاج السلوكي المعرفي.
- علاج النظم الشخصية والاجتماعية الذي يعتمد على تنظيم العادات اليومية مثل النوم والأكل وممارسة الرياضة.
- العلاج بالصدمة الكهربائية (ECT).
فقدان الشهية العصبي
يُعد فقدان الشهية العصبي (بالإنجليزية: Anorexia Nervosa) أحد اضطرابات الأكل النفسية الخطيرة التي قد تكون مُميتة بمقدار ستة أضعاف، كما أنه يسبب الوفاة بقدر أربعة أضعاف ما يُسببه الاكتئاب الرئيسي، وتزداد احتمالية الوفاة كلما كان المريض أصغر سنًًا.[6]
إنَ مرض فقدان الشهية العصبي أحد اضطرابات الأكل التي يمتنع بها المريض من تناول الطعام أو التقيؤ المتعمد لخوفه من اكتساب الوزن وعدم رضاه عن شكل جسده، مُسببًا اختلال توازن الجسم والذي قد يؤدي للوفاة،[7] ومن أهم أعراض فقدان الشهية العصبي:[7]
- خسارة الكتلة العضلية في الجسم.
- الخُمول والتعب العام.
- الدوخة أو الدُوار.
- انخفاض حرارة الجسم والتي تتمثل ببرودة الأطراف.
- الاضطرابات الهضمية مثل انتفاخ المعدة والإمساك.
- جفاف الجلد.
- تساقط الشعر.
- زيادة شعر الجسم والوجه.
- تورَم اليدين والقدمين.
- الأرق.
- اضطراب الدورة الشهرية.
- نقصان كثافة العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور.
- اضطراب نبضات القلب.
- رائحة الفم الكريهة وتسوس الأسنان نتيجة القيء المتكرر.
يشمل علاج فقدان الشهية العصبي على العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الغذائي والعلاج الدوائي من خلال مُضادات الاكتئاب والقلق والمُكملات الغذائية لتعويض نقص الفيتامينات والأملاح في الجسم، والعلاج في المستشفى في الحالات الشديدة مثل نقصان كتلة الجسم والجفاف والامتناع عن تناول الطعام لفترة طويلة.[7]
لزم التنبيه على ضرورة علاج فقدان الشهية العصبي لتجنب المضاعفات الخطيرة التي تنجم عن عدم علاجه وتشمل المضاعفات أعضاء الجسم المختلفة وأهمها:[7]
- القلب والأوعية الدموية والتي تتمثل بنقصان كريات الدم الحمراء أو البيضاء.
- الكلى.
- الجهاز الهضمي.
- الاضطرابات الهرمونيَة.
- صحة وقوة العظام.
إضافة لتأثيره على أجهزة الجسم المختلفة فقد يؤثر فقدان الشهية العصبي على السلامة العقلية مُسببًا الانتحار.[7]
تعد الاضطرابات النفسيَة السابقة من أخطر أنواع الأمراض النفسيَة وأكثرها فتكًا، لذا يُعد التشخيص المبكر والعلاج المبكر من أهم الطرق الفعَالة لضبط الأعراض والتخفيف من حِدتها وتجنب المُضاعفات بقدر الإمكان، ومن الضروري المراجعة الدورية للطبيب، واللجوء لمساعدة الأهل والطبيب النفسي من خلال العلاج السلوكي والمعرفي جنبًا إلى جنب مع العلاج الدوائي للحصول على أفضل نتائج والتقليل من المخاطر المحتملة للأمراض السابقة.[7]