يوجد اليود بكميات كبيرة في المحيطات ويكون في هيئة كيميائية تدعى يوديد (Iodide)، ثم يتأكسد ويتحول إلى عنصر اليود الكيميائي الذي يتبخر في الجو ويصل إلى النباتات والتربة مع الأمطار،[1] وهو من العناصر المهمة للحفاظ على صحة العديد من أعضاء جسم الإنسان في مختلف مراحل حياته، كالكبد، والكلى، والعضلات، والجهاز العصبي والدماغ،[2][3] بالإضافة إلى تقوية جهاز المناعة والوقاية من الإصابة بالسرطانات،[1] لذا وفي اليوم العالمي للتوعية بنقص اليود في الجسم، وجب تسليط الضوء على أهم الأمراض والأعراض الجانبية الناجمة عن نقص مستوياته في الجسم.
فيسيولوجية الجسم واليود
يجب أن يحتوي جسم الإنسان الذي يتمتع بصحة جيدة على ما مقداره 15 -20 ملغ من اليود، يتركز 70-80% منها في الغدة الدرقية، فهو يدخل في إنتاج هرموناتها،[1][3] والتي بدورها تنظم عمليات الأيض في معظم الخلايا بالإضافة إلى دورها الفعال في نمو وتطور معظم الأعضاء الحيوية الأخرى في الجسم، على رأسها دماغ الإنسان،[4] بالإضافة إلى دور تلك الهرمونات في عمليات النمو وصحة جهاز الدوران ووظائفه، وتطور الجهاز العصبي.[2]
آثار ومضاعفات نقص اليود في الجسم
يتسبب نقص مستوى اليود في الجسم بالإصابة بمجموعة من الاضطرابات (Iodine Deficiency Disorders) التي انتشرت في الآونة الأخيرة في العديد من الدول وأصبحت مشكلة حقيقة تثقل كاهل الأنظمة الصحية، إذ إنّ اضطراب هرمونات الغدة الدرقية الناجم عن انخفاض مستوى اليود في الدم يؤدي إلى الإصابة باضطرابات نقص اليود.[1][4]
يُمتص اليود في الأمعاء على هيئة يوديد، ليصل بعدها إلى الدورة الدموية، ثم يتركز في الغدة الدرقية ليكّون هرموناتها، بينما تطرح الكمية الزائدة عن حاجة الجسم عبر البول، لذا فإنّ عدم الحصول على كميات كافية من اليود يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية،[5] وبالتالي الإصابة باضطرابات نقص اليود،[6] ومن أبرز الآثار والمضاعفات الناجمة عن نقص مستوى اليود في الجسم:[1][6]
- تضخم الغدة الدرقية (Goiter)، ينجم عن محاولة الجسم في تعويض نقص مستويات هرمونات الغدة الدرقية عن طريق تحفيز خلايا الغدة على التضخم.
- خمول الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، يرافقه مجموعة من الأعراض، مثل التعرق، والإمساك، وجفاف الجلد، والإرهاق الشديد، وارتفاع مستوى كوليسترول الدم، واكتساب الوزن، بالإضافة غلى الشعور بالاكتئاب، وفقدان الشعر.
- ضعف الوظائف الذهنية.
- اعتلال الأعضاء التناسلية.
- اختلالات في النمو والتطور لدى الأطفال.
- الإجهاض، وموت الأجنة، وأمراض عصبية وذهنية لدى الأطفال الرُضع، وذلك عند معاناة الحوامل من نقص في اليود، لعلّ أبرزها متلازمة نقص اليود التكويني أو ما يُعرف بالقماءة (Cretinism).
علاج نقص اليود ومصادر الحصول عليه
يمكن الحصول على 90% من احتياج جسم الإنسان لليود من مصادر غذائية فقط، ويمكن الحصول على النسبة المتبقية من ماء الشرب،[4] إذ يجب الحصول على 90 -150 ميكروغرام يوميًا على الأقل من اليود، وتصل إلى 250 ميكروغرام يوميًا لدى النساء الحوامل والمرضعات.[5]
أما علاج نقص اليود فيكون عن طريق زيادة استهلاك المواد الغذائية التي تحتوي على اليود، وعلى رأسها الملح المدعم باليود، وذلك من خلال إضافة ملعقة طعام كبيرة منه للطعام بعد الانتهاء من طهيه، كما يمكن استخدام المكملات الغذائية لرفع مستوى اليود في الدم،[1] أما الأطعمة الغنية باليود، فتشمل: