يُعرّف إدمان المخدرات على أنّه اضطراب عصبي نفسي يؤدي إلى رغبة مُلحة بتناول المادة المخدرة باستمرار، وذلك على الرغم من معرفة العواقب الضارة لها، ويُعد الاعتراف بمشكلة الإدمان الخطوة الأولى في رحلة العلاج، ويمكن التعافي من الإدمان باعتماد أحد الخيارات العلاجية المطروحة، أحدها مثلًا توجيه المريض لتناول أدوية لها تأثير مشابه للمخدرات في الجسم، مع تقليل الجرعة باستمرار لتفادي التعرّض للأعراض الانسحابية، إضافةً إلى اتباع تقنية إزالة السمية (Detoxification) من جسم المتعاطي، وغالبًا ما يُكشف عن حالات الإدمان على المخدرات من خلال إجراء فحص المخدرات (Drug test)،[1][2] فما اسم فحص المخدرات؟ وهل يظهر تعاطي المخدرات في فحص الدم؟ وكم مدة بقاء المخدرات في الدم لغير المدمن؟
ما هو فحص المخدرات؟
يُعدّ فحص المخدرات أو فحص تعاطي المخدرات (Substance abuse testing) من الفحوصات الطبية المخبرية التي تكشف عن وجود أو عدم وجود أحد أنواع الأدوية (المخدرات) أو مستقلباتها في الجسم من خلال عينات الجسم الحيوية؛ وتتضمن عينات الدم، والبول، والأظافر، والعرق، واللعاب، والشعر، ومن أبرز أنواع الأدوية المخدرة التي يكشف عنها فحص المخدرات؛ الأمفيتامينات (Amphetamines)، وباربيتورات (Barbiturates)، والبنزوديازيبينات (Benzodiazepines)، والقنب أو الحشيش (Cannabinoids) كالماريجوانا (Marijuana)، والكوكايين (Cocaine)، وميثامفيتامين (Methamphetamine)، والمواد الأفيونية كالمورفين (Morphine)، والهيروين (Heroin)، وفينسيكليدين (Phencyclidine)، وكاريزوبرودول (Carisoprodol)، وبروبوكسيفين (Propoxyphene).[3][4]
يحدث امتصاص الأدوية المخدرة في الجهاز الهضمي بعد ابتلاعها عن طريق الفم ثم هضمها لتوزّع إلى سائر أنحاء الجسم، وفي الكبد تحدث عمليات الأيض ومن ثم استقلاب الدواء، بعدها يتخلص الجسم ممّا تبقى منه (المخدرات) عبر البول، إلا أنّ هذه العملية تتفاوت في الوقت تبعًا لنوع المادة أو الدواء، أي أنّ الوقت الذي يستغرقه الدواء أو مستقلب الدواء ليظهر في عينة البول يختلف باختلاف المادة المخدرة، عامةً قد تظهر الأدوية في البول بعد ساعة أو ساعتين من تناولها، ويمكن أن يُكشف عنها في عينة البول حتى ثلاثة أيام من تناولها، مع إمكانية الكشف عنها أيضًا في حالات التعاطي المزمن حتى عشرة أيام من تناولها كالأمفيتامينات، وحتى ثلاثة أشهر كالقنب أو الحشيش، ويُكشف عن مستقلباتها حتى ثلاثة أسابيع للكوكايين، و11 يوم للهيروين،[3][5] لذا بات فحص المخدرات في عينة البول هو الطريقة الأفضل والأسهل للكشف عن تعاطي المخدرات في الآونة الأخيرة، وعامةً هو غير مكلف، في المقابل يكشف فحص المخدرات في الدم عن تعاطي الشخص للمخدرات خلال الساعات القليلة السابقة لموعد إجراء الفحص،[4] وقد تمتد من يوم إلى يومين فقط، أمّا فحص المخدرات باللعاب فقد يكشف عن تعاطي المادة المخدرة حتى 48 ساعة من تناولها، كذلك عينات العرق تكشف عن تعاطي المخدرات من لحظة التعاطي بساعات حتى عدة أسابيع، وعينات الشعر (شعر الرأس) تكشف حتى مدة تصل إلى ثلاثة أشهر.[3][5]
يُشار أيضًا إلى إمكانية إجراء فحص المخدرات المنزلي باستخدام عينة البول من خلال جهاز فحص المخدرات الذي يكشف عن تعاطي عدة أنواع من الأدوية المخدرة (المخدرات) في خطوة واحدة.[6]
ما دواعي إجراء فحص المخدرات؟
يكشف فحص المخدرات عن الاستخدام الحديث للمخدرات أو الأدوية غير القانونية، كما أنّه يُستخدم في مراحل العلاج والتعافي من التعاطي كأداة مراقبة للمريض،[3] إضافةً لعدة أسباب أُخرى:[4][5]
- تقييم حالة الموظفين الصحية في بعض المؤسسات والشركات كنوع من الفحوصات السنوية، أو قبل التوظيف، أو بعد وقوع حادث معين، أو بهدف متابعة العلاج.
- التحقق من سلامة الرياضيين وعدم تعاطيهم لبعض المنشطات أو الهرمونات غير القانونية.
- مراقبة المنتفعين من شركات التأمين الصحي كجزء من الكشف الروتيني.
- الاشتباه بتناول المريض (المتعاطي) لجرعة زائدة.
كما قد يُجرى فحص المخدرات في وحدة العناية المركزة بهدف تشخيص حالات الموت الدماغي لدى المرضى، أو عند إجراء فحوصات التوافق للتبرع بالأعضاء،[5] إضافةً إلى استخدامه في مجال الطب الشرعي على نطاقٍ واسع، وللحصول على الأدلة القانونية في التحقيقات الجنائية.[7][8]
ما مخاطر إجراء فحص المخدرات؟
لا مخاطر تتعلّق بإجراء فحص المخدرات.[8]
التحضيرات قبل فحص المخدرات
يتعيّن على المريض إطلاع الطبيب على جميع الأدوية، أو أي وصفات عشبية قد تناولها مؤخرًا، إذ قد يؤثر البعض منها في دقة النتائج مما يُعطي نتائج إيجابية خاطئة، كتناول بذور الخشخاش، أو بعض المضادات الحيوية، كالأموكسيسيلين (Amoxicillin)، أو المسكنات، كالإيبوبروفين (Ibuprofen).[4][9]
طريقة إجراء فحص المخدرات
يُجرى فحص المخدرات بالبول باستخدام عينة البول العشوائية، ويحتاج الفحص ما يُقارب (50 - 100) ملليلتر من عينة البول،[9][10] وغالبًا ما يُجرى فحص المخدرات في البول لقدرته على الكشف عن تعاطي المخدرات خلال الساعات الأولى من تناول الدواء المخدر وحتى عدة أيام، وتعتمد مدة بقاء الدواء في الجسم على نوع الدواء المخدر، ومدة التعاطي، وكمية الجرعة المتناولة، ومدى تفاعل الجسم معه، لكن يتحتّم على المختبر التأكد من عدم التلاعب بعينة البول.[4][8]
أمّا فحص المخدرات في الدم فيُجرى من خلال سحب ما يُقارب (20 - 30) ملليلتر من دم الوريد في ذراع المريض بواسطة إبرة صغيرة، وغالبًا ما يستغرق الإجراء 5 دقائق.[8][10]
كما تجدر الإشارة إلى أن فحص المخدرات من خلال عينة اللعاب يُجرى بوضع مسحة قطنية داخل فم المريض من 2 إلى 3 دقائق حتى تتشبّع بالسائل اللعابي، وأمّا عينات الشعر فيؤخذ ما يُقارب 50 خصلة من فروة الرأس،[4][10] ولإجراء فحص المخدرات في عينة العرق توضع ضمادة ماصّة على الجلد لامتصاص العرق وجمع العينة المطلوبة.[3]
تحليل المخدرات يظهر بعد كم يوم؟
يحتاج فحص المخدرات في البول من يوم إلى أربعة أيام أو أكثر أحيانًا حتى تظهر النتيجة، وذلك يعتمد على نوع المخدر أو الدواء، وفي حال الحصول على نتائج إيجابية لفحص المخدرات، عندها تُجرى فحوصات كميّة (Quantitative) أكثر دقة على العينة ذاتها.[4][11]
نتائج فحص المخدرات
يُشار إلى نتائج فحص المخدرات الطبيعية بأنها سلبية (Negative) وتعني أنّه لم يُكشف عن وجود المادة المخدرة التي تحرّى عنها الفحص في عينة المريض، ونتائج فحص المخدرات غير الطبيعية يُشار لها على أنها إيجابية (Positive)، وتعني وجود جرعة قابلة للكشف من الأدوية المخدرة التي تحرّى الفحص عنها، ما يتطلّب إجراء المزيد من الاختبارات والتحقّق من عدم احتمالية الحصول على نتائج إيجابية خاطئة.[4][8]