تنظير المهبل: أبرز التحضيرات قبل الإجراء، وطريقة تفسير النتائج

تنظير المهبل هو أحد الإجراءات التشخيصية التي يُجريها الطبيب للكشف عن النمو غير الطبيعي للخلايا في كلٍ من المهبل، وعنق الرحم، والفرج، ويُعدّ تنظير المهبل إجراءً آمنًا إلى حدٍ ما، إلا أنّ المريضة غالبًا ما قد تشعر ببعض الانزعاج لحظة إدخال المنظار في قناة المهبل.

يُعد التنظير (Endoscope) أحد الإجراءات الطبية التي تسمح للطبيب برؤية أعضاء وتجاويف الجسم الداخلية، بغية الكشف عن أي اضطراباتٍ أو أنسجة غير طبيعية باستخدام أداة تُسمى المنظار (Scope)، ومن أنواعه تنظير المهبل (Colposcopy).[1]

ما هو تنظير المهبل؟

يُعد تنظير المهبل (Colposcopy) أحد الإجراءات الطبية التشخيصية التي يستطيع الطبيب من خلالها رؤية عنق الرحم، والمهبل، والفرج بوضوح لملاحظة وجود أيّ خلايا مُشتبه بها لا تُرى بالعين المجردة، وذلك من خلال استخدام المنظار الذي يتضمّن مصدرًا ضوئيًا ذو عدساتٍ مكبّرة، وقد استُخدم لأول مرة عام 1925 ميلادي في ألمانيا.[2][3]

تختلف الخلايا السرطانية عن الخلايا السليمة في خصائص عديدة، مثل نمط الحدود الخارجية للخلايا، واللون، والأوعية الدموية، فيتيح استخدام المنظار القدرة على تمييز هذه الخصائص والحصول على خزعة من الأنسجة غير الطبيعية مباشرةً.[3]

يتميّز تنظير المهبل بأنّه إجراءٌ سريع وغير مُكلِف، وغالبًا ما يُجرى كجزءٍ من الفحص المهبلي الروتيني المعروف بفحص الحوض.[4]

هل منظار المهبل مؤلم؟ وما هي  مخاطره المحتملة؟

يُصنّف تنظير المهبل على أنّه إجراء آمن إلى حدٍ معين، إلّا أنّ المريضة غالبًا ما قد تشعر ببعض الانزعاج لحظة إدخال المنظار عبر المهبل،[5] كما يمكن الشعور ببعض الأعراض المحتملة:[5][6]

  • الشعور بلسعة في المهبل بسبب المادة المُستخدمة أثناء التنظير (اليود أو محلول الأسيتيك المُخفّف).
  • ألم في منطقة المهبل قد يستمر لمدة يوم أو يومين.
  • تقلصات مصحوبة بِنزيف خفيف وخروج إفرازات لمدة أسبوع في حال أخذ الطبيب الخزعة أثناء التنظير.

ما هي دواعي إجراء تنظير المهبل؟

يُجري الطبيب تنظير المهبل للنساء اللاتي يُعانين من خطر الإصابة بخلل التنسّج (نمو غير طبيعي) في عنق الرحم،[5] وتتضمّن الحالات التي قد تستدعي إجراء تنظير للمهبل:

  • إذا كانت نتائج فحوصات سرطان عنق الرحم غير واضحة أو غير طبيعية، مثل فحص مسحة عنق الرحم (Pap smear)، أو فحص فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).[6][7]
  • ظهور أعراض الإصابة بسرطان عنق الرحم كحدوث نزيف غزير غير طبيعي في المنطقة التناسلية.[6]
  • نتائج غير طبيعية في عنق الرحم لدى إجراء فحص الحوض.[5]
  • نزيف بعد الجماع.[5]
  • التهاب أو تهيّج عنق الرحم، بالتحقق من هذه المشكلات.[5]

ما هي التحضيرات قبل تنظير المهبل؟

يمكن إجراء التنظير المهبلي خلال فترة الطمث، وهي مرحلة من مراحل الدورة الشهرية، أمّا في حال اقترن التنظير مع استئصال الخزعة فيُنصح بالانتظار حتى انتهاء الطمث للتأكد من عدم وجود الحمل، ويُنصح بعدم استخدام الكريمات المهبلية قبل موعد التنظير، كما يُستحسن إطلاع الطبيب على العلاجات الدوائية المُستخدمة، كالمُميّعات التي قد تزيد من احتمالية الإصابة في النزيف عند أخذ الخزعة خلال التنظير المهبلي.[1][7]

ما هي طريقة إجراء تنظير المهبل؟

يُجرى تنظير المهبل بإشراف طبيب النسائية في العيادة،[5] كما يستغرق إجراء تنظير المهبل ما يُقارب 10 دقائق،[1] ويتضمّن مجموعة من الخطوات:[8][9]

  1. يُطلب من المريضة الاستلقاء على ظهرها ورفع الساقين مع مباعدتهما.
  2. يستخدم الطبيب أداة مُباعِدَة تُسمّى منظار التجاويف (Speculum) لكشف منطقة المهبل وعنق الرحم.
  3. يُوضع محلول حمض الأسيتيك المخفّف بنسبة 3% على قطنة لمسح المهبل وعنق الرحم، لإزالة المخاط وبقايا الأنسجة، كما له خصائص تُغيّر لون الخلايا الظهارية غير الطبيعية إلى اللون الأبيض.
  4. يضع الطبيب منظار المهبل بالقرب من فتحة المهبل ضمن التكبير المطلوب.
  5. يُقيّم الطبيب الأنسجة في المهبل، وفي حال وجود خلايا غير طبيعية تُؤخذ منها عينة الخزعة.

والجدير بالذكر وجود نوعين من الخزعات المهبلية، فإما أن تُجمع من عنق الرحم (Cervical biopsy) أو من باطن عنق الرحم (Endocervical curettage).[1]

ما بعد تنظير المهبل

غالبًا ما تشعر بعض النساء بعد تنظير المهبل مباشرةً بأعراض مزعجة كالغثيان أو الدوار الخفيف، ويُنصح حينها بأخذ قسطٍ من الراحة بالجلوس قليلًا والانتظار قبل الخروج من العيادة، كما قد تُعاني بعض النساء من ألمٍ وتقلصات خفيفة تزول خلال ساعتين من التنظير.[7]

قد يلاحَظ في أخذ خزعة من عنق الرحم خروج إفرازات بُنية داكنة اللون قد تستمر لعدة أيام، ويُنصَح بتجنب استخدام كريمات وغسولات المهبل، وتجنب الجماع لمدة 48 ساعة من الخزعة،[7] أما في حال استخدام الطبيب أحد طرق علاج خلل التنسج في المهبل مثل الليزر أو الكيّ البارد فيجب بعدها الامتناع عن الجماع لمدة أسبوعين.[1]

ما هى موانع إجراء تنظير المهبل؟

يُفضّل عدم إجراء تنظير المهبل في حالات الطمث الغزير الذي قد يحجب الرؤية الواضحة لتراكيب المهبل،[9] بالإضافة إلى حالات أُخرى:[10]

  • الحمل.
  • عدوى نشطة في عنق الرحم.

نتائج تنظير المهبل وطريقة تفسيرها

يحرص الطبيب دائمًا على أن يكون دقيقًا أثناء إجراء التنظير المهبلي حتى لا يغفل عن وجود أي أنسجةٍ أو آفاتٍ غير طبيعية،[8] ويوثّق ذلك من خلال تقرير تنظير المهبل الذي يشمل وصفًا للأنسجة من تغيّرات في شكل حدودها، ولونها، وسماكتها، بالإضافة إلى الأوعية الدموية، وتتضمن النتيجة أيضًا تقييمًا لحالة الخلايا بعد التنظير، فإمّا أن تكون نتيجة طبيعية وتُعرف بأنّها حميدة (Benign)، أو درجة منخفضة (Low grade)، أو درجة عالية (High grade) أو تشخيصها بأنّها سرطان (Cancer)، ويمكن توضيح النتائج النهائية لتنظير المهبل وفقًا لمؤشر ريد للتنظير المهبلي (Reid Colposcopic index)، الذي يُعد من أفضل وأكثر المؤشرات المُستخدمة، وهو مقياس معياري لتوحيد وتوثيق نتائج تنظير المهبل والذي يتضمن درجة خلل التنسّج العنقي ((CIN) Cervical intraepithelial neoplasia)،[6][11] كما هو موضّح في الجدول:[6][12]

الدرجة

التفسير



(0 - 4)


درجة منخفضة

طبيعي

(CIN 1)

تعني أنّ هناك خلل تنسّج منخفض مع احتمالية منخفضة لتحوله إلى سرطان، وإمكانية علاجه مرتفعة.




(5 - 6)

درجة عالية

سرطان غير منتشر

(+CIN 2)

تعني أنّ هناك خلل تنسّج عالي الدرجة مع احتمالية عالية لتحوله إلى سرطان، وإمكانية علاجه منخفضة.




(7 - 10)

درجة عالية

سرطان يُشتبه بأنّه منتشر

(+CIN 2)

تعني أنّ هناك خلل تنسّج عالي الدرجة مع احتمالية عالية لتحوله إلى سرطان، وإمكانية العلاج منخفضة.

تشير النتائج غير الطبيعية لاحتمالية الإصابة بأحد الأمراض:[5]

  • الثآليل التناسلية (Genital warts).
  • وجود السلائل (Polyps).
  • تهيّج في عنق الرحم.
  • نسيج غير طبيعي.
  • وجود خلايا سرطانية في عنق الرحم، أو الفرج، أو المهبل في حال إجراء الخزعة.
  • عدوى فيروس الورم الحليمي البشري في حال إجراء الخزعة.

تصدر نتيجة الخزعة خلال 7 إلى 14 يومًا في حال أُخذت عند إجراء التنظير المهبلي،[7] وفي حال كانت نتيجة الخزعة سلبية (طبيعية)، فلا بأس من تكرار الفحص بعد فترة زمنية لمراقبة أيّ تغيرات قد تحدث.[5]

دواعي زيارة الطبيب بعد تنظير المهبل

يجدر طلب المساعدة الطبية وزيارة اختصاصي الأمراض النسائية في حال ظهور أحد الأعراض بعد إجراء تنظير المهبل:[7]

  • نزيف شديد جدًا، يستمر لأكثر من 7 أيام.
  • خروج إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة.
  • الشعور بآلام في منطقة الحوض لا تتحسن عند تناول المسكنات.
  • الحمى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 38 مئوية.
كتابة: . خولة يونس - الأحد ، 22 أيلول 2024
تدقيق طبي: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan

المراجع

1.
Jane Vincent Corbett, Angela Denise Banks. 2013. Laboratory tests and diagnostic procedures : with nursing diagnoses / Jane Vincent Corbett, Angela Denise Banks. —8th ed .
2.
Cooper DB, Dunton CJ. Colposcopy. 2022 Jul 16. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan–. Retrieved from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/33232095/
3.
Colleen M Feltmate,Sarah Feldman. 2023-a. Colposcopy, Apr 2023. Retrieved from https://www.uptodate.com/contents/colposcopy

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية