تغذية الرضيع خلال السنة الأُولى من عُمره

يعتمد الرضيع في تغذيته على حليب الأُم خلال أشهره الأُولى، لكن تدريجيًا يمكن له تناول الأطعمة الصلبة وفقًا لوصياتٍ مُحدّدة لِما يتناسب مع قدرته على هضم وتناول مثل هذه الأطعمة، أمّا عن موعد بدء إطعام الرضيع أصنافًا من الأطعمة، فإنّ بعض المُتخصّصين يؤيدون البدء لدى بلوغ الرضيع شهره الرابع، بينما يتبع البعض الآخر الرأي القائل بالانتظار حتى الستة أشهر، يُنصَح دائمًا باستشارة طبيب الأطفال لمعرفة أنواع وأوقات إطعام الرُضّع.

تختلف كمية ونوعيّة الطعام الذي يحتاجه الطفل الرضيع باختلاف عمره، ومدى تطوّره، واستعداده لتناول وجبته، وهو قادر- حتى في عمرٍ مُبكّر- على إعطاء مؤشرات تدلّ على شعوره بالجوع.[1]

أهمية تغذية الرضيع

تُعدّ التغذية السليمة في السنة الأُولى من عمر الطفل من الضروريّات لضمان نموّه وتطوّره طبيعيًّا، كما أنّ اعتماد أنماط التغذية الصحيّة منذ البداية يُمهّد للاستمرار عليها في المراحل العمريّة اللاحقة.[1]

يتسبّب سوء التغذية في مرحلة الطفولة برفع خطر الإصابة ببعض الأمراض، اذ إنّ عدم حصول الطفل في السنةِ الأُولى والثانيةِ من عمره على احتياجاته من بعض العناصر الغذائيّة قد يؤدي إلى قصر القامة– يكون الطفل أقصر بعدة سنتيمترات من أقرانه- وإلى تدنّي قدراته الذهنيّة، كما أن سوء التغذية لدى الإناث في مراحل العمر الأُولى قد يؤثر سلبًا في صحّتهم الإنجابيّة لاحقًا، ومن ناحيةٍ ثانية، فإنّ الممارسات الغذائية غير الصحيحة في الطفولة قد تقود إلى السُمنة.[2]

تغذية الرضيع المُعتمد على الحليب الصناعي

تتسّع معدة الطفل في اليوم الأول من حياته لكميّة صغيرة من السوائل تتراوح بين 1-1.4 ملعقة من الحجم الصغير في المرة الواحدة، ومع الوقت يزداد حجم المعدة وقدرتها على التمدد لتتسّع لكمية أكبر شيئًا فشيئًا، وبالرغم من الفروقات الفرديّة لدى المقارنة بين الفترات التي يحتاج فيها الرُضّع إلى الطعام، إلّا أنّ -عمومًا- الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعيّة يحتاجون إلى تناول الوجبات بتكرارٍ أكثر من أُولئك الذين يعتمدون على الحليب الصناعي، ويُعزى ذلك إلى سرعة هضم حليب الأُم مقارنةً مع أنواعِ الحليب الأخرى.[3]

جدول تغذية الرضيع الذي يعتمد على الحليب الصناعي

يُبيّن الجدول أعلاه متوسط حاجة الرضيع من الحليب الصناعي،[1][3]

تغذية الرضيع الذي يعتمد على حليب الأُم

يُدرك الأطفال الرُضع شعورهم بالجوع وبالشبع، لِذا ينبغي إطعام الطفل عندما يشعر بالجوع، وعادةً يحتاج الرضيع المُعتمد على حليب الأم إلى الرضاعة بين 8 إلى 12 مرة يوميًا، تستمر المرة الواحدة بين 10 إلى 15 دقيقة من كل ثدي،[1] ومع نموّ الطفل وزيادة قدرته على تناول جرعاتٍ أكبر من الحليب في المرة الواحدة يتطوّر لديه نمطٌ أوضح للرضاعة خلال اليوم، إذ تتراوح عدد مرات الرضاعة بين 7 إلى 9 مرات في الفترة العمرية بين 1-3 أشهر، ومن 6 إلى 8 مرات عندما يبلغ الثلاثة أشهر، وحوالي 6 مرات في اليوم لدى بلوغه 6 أشهر، وحوالي 4 مرات عندما يبلغ 12 شهرًا، قد يُسهم تقديم الأطعمة الصلبة في هذه المرحلة بسدّ بعض احتياجاته الغذائية.[3]

تقديم الأغذية الصلبة للرضيع

يُعدّ الاختيار الصحيح لأغذية للطفل في عامه الأول أمرًا في غايّة الأهمية، إذ إنّ الطفل ينمو في هذا العمر أكثر من أيّ وقتٍ آخر،[4] ومن التوصيات الواجب معرفتها عند البدء بتقديم الأغذية الصلبة للطفل الرضيع:[4][5]

  • يُفضّل تأجيل البدء بتقديم الأطعمة الصلبة للرضيع حتى يبلغ شهره السادس، إذ وعلى الرغم من أنّ البعض قد يُوصي ببدء تناول الأطعمة منذ أن يبلغ الطفل 4 شهور، إلا أنّ الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) -وهي من أشهر المنظمات العالمية المختصة بطب الأطفال- أوصت بالانتظار حتى 6 شهور لبدء إطعام الطفل الأطعمة الصلبة، وبينما يعتمد البعض على هذه التوصيات، قد يوصي غيرهم بالبدء في مرحلة عُمريّة أصغر اعتمادًا على مدى قابليّة الطفل.
  • التأكد من جاهزيّة الطفل لتناول الطعام الصلب، إذ يتباين الاستعداد لتناول الأطعمة الصلبة من طفلٍ لآخر وفقا لدرجة تطوره ونموّه، وقد يُستدلّ عليها من خلال ملاحظة بعض الأفعال، كقدرته على الجلوس على كرسيّ مرتفع وهو مُنتصب الرأس، ومراقبته للناس وهم يأكلون بلهفة وإظهار رغبته في المشاركة، ووصوله إلى وزنٍ مناسب (حوالي ضعف وزنه عند الولادة، أي ما يُقارب 6 كيلوغرام أو أكثر).
  • يجب تقديم صنف واحد فقط من الطعام عند إطعام الطفل للمرّة الأُولى، مع مراعاة أن تكون الكمية قليلة (ملعقة صغيرة في البداية وزيادة الكمية تدريجيًا)، مع الانتظار مدة تتراوح بين 3- 5 أيام قبل إطعامه صنف جديد آخر، إذ يُسهل ذلك كشف حساسيّة الطفل لهذا النوع من الطعام.
  • يُنصَح بإعطاء الطفل القليل من الحليب (الطبيعي أو الصناعي) قبيل إطعامه، لكيلا يكون جائعًا وغاضبًا لدى عرض الطعام الصلب عليه، كما يُنصح بإعطائه جرعة ثانية من الحليب بعد تناوله للطعام الصلب.

محاذير يجب تجنبها عند إطعام الطفل

يُنصَح بتجنب بعض الممارسات عند إطعام الطفل الرضيع، كما يُوصَى بتجنُّب أصناف معيّنة من الأطعمة لدى إطعامه:[4][5]

  • لا ينبغي تقديم العصائر للطفل قبل بلوغه العام، إذ إنّ تناول العصائر قد يُقلّل من شهية الطفل للحليب، كما أنّه قد يتسبّب في زيادة وزنه.
  • لا ينبغي تقديم الحليب البقري للطفل قبل بلوغه العام.
  • لا ينبغي وضع طعام الطفل المُكوّن من الحبوب في زجاجة الرضاعة، لأنّ ذلك قد يُعرّضه للاختناق ولزيادة الوزن، إلّا إذا أوصى الطبيب بعكس ذلك في الحالات التي يُعاني بها الرضيع من الارتداد المريئي.
  • لا ينبغي استخدام الملح أو السكر عند تحضير الطعام المنزلي للطفل.
كتابة: اختصاصية التغذية وعلوم الغذاء أروى الخطيب - الثلاثاء ، 07 شباط 2023

المراجع

1.
Cleveland Clinic. (2020, February 17). Feeding Your Baby: The First Year. Retrieved from https://my.clevelandclinic.org/health/articles/9693-feeding-your-baby-the-first-year
2.
National Library of Medicine. (2009). Infant and Young Child Feeding: Model Chapter for Textbooks for Medical Students and Allied Health Professionals. Geneva: World Health Organization; SESSION 1, The importance of infant and young child feeding and recommended practices.. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK148967/
3.
Christiano, D. (2019, August 28). Baby Feeding Schedule: A Guide to the First Year. Retrieved from https://www.healthline.com/health/parenting/baby-feeding-schedule

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية