يُواجه العديد من الأشخاص مشكلة الشخير أثناء النّوم، وهو عبارة عن صوت مزعج يُشبه الصفير يُطلقه الشخص دون وعي أثناء يومه، ويحدث الشخير نتيجة اهتزاز جدران الحَلق بعد عدم تمكُّن الهواء من المرور عبرها بسهولة وحرية، وقد لا يكون خطيرًا أو يستدعي القلق، إنمّا في حال كان الصوت مُرتفعًا ودامت الحالة لأمدٍ غير قصير، عند ذلك يُستحسن مراجعة اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة، فربمّا يدُل الشخير عندئذٍ على مشكلة صحيّة مثل انقطاع النفس أثناء النوم أو قد يتسبّب بمجموعة آثار سلبيّة على مَن يتشاركون مع الشخص غرفة نومه، إضافة إلى تأثيرها على حياة الشخص نفسه وإنتاجيّته، إذ إنّ عدم الحصول على قِسطٍ كافٍ من النوم يكون مهدِّدًا لقدرته على التركيز بعمله وإنجاز مهامه بأكمل وجه.
يمكن اتبّاع مجموعة من التدابير العلاجيّة، منها ما هو منزلي ومنها ما هو دوائي أو جراحي للتخلُّص من الشخير، وتختلف طريقة العلاج من شخصٍ لآخر حسب المُسبّب الرئيسي وراء مشكلة الشخير.
الأسباب
ينجُم الشخير عن اهتزاز الأنسجة المحيطة بالحَلق بسبب مرور الهواء عبرها أثناء التنفُّس وهي في حالة ارتخاء، يُمكن لمجموعة من الأسباب والعوامل أن تُساهم في معاناة البعض من مشكلة الشخير، أكثرها شُيوعًا:
- السُمنة؛ يحدث إعاقة لمرور الهواء أثناء الاستلقاء بسبب تراكم الدهون وضغطها على منطقة الرقبة.
- انسداد المجاري التنفسيَّة بسبب بعض المشاكل، مثل: الحساسيّة أو التهاب الجيوب أو الزوائد اللحميّة في الأنف.
- النوم على الظَهر، أو قد يتسبّب عدم الحصول على قِسط كافِ من النوم بارتخاء عضلات الحلق مُسبّبًا الشخير.
- البُنية التشريحيّة للفَم؛ فقد يمتلك بعض الأشخاص لوزتين بحجم أكبر من الطبيعي ممّا يُعيق مرور الهواء، أو ربمّا تكون اللّهاة (الجزء النسيجي المُعلّق إلى الخلف من الحَلق) طويلة بحيث تُضيِّق الفتحة بين الأنف والحَلق.
- التقدُّم في العمر؛ إذ تنخفض قوّة العضلات الموجودة في الحَلق ما يُعزّز ارتخاءها.
- ارتخاء عضلات اللسان والحَلق ممّا يتسبّب بسهولة التصاق جدرانهم وإعاقة مرور الهواء.
- تناول مُرخيات العضلات.
- شُرب الكحول والتدخين.
متى تجب مراجعة الطبيب
كما سبَق فإنّ الشخير من المشاكل التي غالبًا لا تستدعي القلق والتي قد لا تُنذِر بمشكلة صحيّة خطيرة، إلّا أنّ ظهور بعض الأعراض برفقة الشخير قد يُنبىء بمشكلة صحيّة مثل انقطاع النَفس أثناء النوم، ما يستوجب استشارة الاختصاصي للحصول على العلاج المناسب، من هذه الأعراض:
- الشعور بالصُداع بعد الاستيقاظ من النوم في الصباح.
- انقطاع التنفس أثناء النوم.
- الشعور بألم في الصدر أثناء النوم.
- التهاب في الحلق.
- عدم الشعور بالراحة بعد الاستيقاظ من النوم.
- الشعور المُفرط بالنعاس خلال أوقات النهار.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تغيُّر في مستوى التركيز أو الذاكرة.
العلاج المنزلي للشخير
لحُسن الحظ بأنّ للشخيرعلاج، وقد يتضمّن العلاج تغيير بعض العادات واتبّاع مجموعة من النصائح المنزليّة، وفي حال عدم نجاح هذه العلاجات يمكن لاختصاصيي الأنف والأذن والحنجرة القيام ببعض الإجراءات حسب ما تقتضيه الحالة وتخليص الشخص من الشخير.
تضُم قائمة العلاجات المنزليّة للتخلُّص من الشخير ما يلي:
- النوم على الجانب بدلًا من الظَهر؛ ما يُخفّف فُرص التصاق اللسان مع اللهاة إلى الخلف من الحَلق، يُمكن الاتكّاء في ذلك على وِسادة طويلة لإبقاء الجسم أثناء النوم باتجاه جانبي.
- محاولة فقدان الوزن في حال بدأت مشكلة الشخير مع زيادة الوزن.
- تجنُّب الإرهاق ومحاولة الحصول على قِسط كافِ من النوم.
- أخذ حمّام دافىء قبل الذهاب للنوم، خصوصًا في حالات الزكام للمساعدة على فتح المجاري التنفسيَّة المسدودة، إضافة إلى تنظيف الأنف بالماء المالح أثناء الاستحمام.
- شُرب كميّات وافرة من الماء ممّا يُخفّف من التصاق وتراكم الإفرازات الموجودة في الأنف وسقف الحلق (إلى الخلف منه)، وقد قُدّرت كميّة الماء اللازمة للنساء بما يُقارب 11 كوبًا، و16 كوبًا للرجال.
- تغيير أغطية الوسائد بصورة منتظمة؛ إذ إنّ تراكم عثّ الغبار على الوسائد يتسبّب بتفاعلات تحسُسيّة تؤدّي إلى الشخير.
- تجنُّب مشاركة السرير مع أي من الحيوانات الأليفة، إذ إنّ استنشاق وبرها قد يتسبّب بتهيُّج في المجاري التنفسيّة ما يؤدّي إلى الشخير.
العلاجات غير الجراحيّة للشخير
يُمكن أن يحاول بعض اختصاصيي الأنف والأذن والحنجرة علاج مشكلة الشخير لدى البعض عبر مجموعة التقنيات والعلاجات، منها:
- استعمال أداة أو قطعة معيّنة تُوضَع في الفَم أثناء النوم؛ لإبقاء الفكّ السُفلي بوضعيّة مناسبة تسمح بمرور الهواء بحريّة، يتّم تفصيل هذه القطعة بإشراف طبيب الأسنان أو فنّي الأسنان أحيانًا، يُذكَر بأنّ هذه الأداة تُحسّن من حالة الشخير بما معدّله 70% إلى 90%.
- استعمال أشرطة الأنف للتنفس، وذلك في حالات تضيُّق المجاري الأنفيّة، يُمكن أيضًا استعمال بخّاخات الأنف ومُضادّات الاحتقان في حالات تهيُّج بطانة الأنف بسبب الحساسيّة.
- استعمال الأداة المعروفة باسم ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر (Nasal CPAP): وهي عبارة عن قناع يرتديه الشخص على الأنف بحيث يكون موصولًا بمضخّة تُحافظ على ضغط الهواء الذي يتّم استنشاقه بأعلى من المستوى الطبيعي.
التدخُّل الجراحي لعلاج الشخير
في بعض الحالات الأُخرى قد لا تُجدي أي من العلاجات والتدابير السابقة نفعًا في الحدّ من مشكلة الشخير، لِذا قد يتّجه الاختصاصي لبعض التداخلات الجراحيّة، مثل:
- استخدام التردد الراديوي لتقليص حجم الأنسجة الموجودة إلى الخلف من الحلق (اللّهاة وما يُحيط بها)، بالتالي إتاحة المجال لعبور سلِس للهواء أثناء التنفُّس.
- استخدام أشعة الليزر لتقصير أو إزالة الّلهاة الموجودة إلى الخلف من الحَلق.
- عملية إصلاح انحراف الحاجز الأنفي، الذي قد يكون سببًا في تضييق عبور الهواء عبر فتحتي الأنف.
- عملية إزالة الزوائد اللحميّة في الأنف (السلائل الأنفيّة)، ففي بعض الحالات يكون حجمها كبيرًا بحيث تسُد مرور الهواء.
- عمليّة استئصال اللّهاة.
- زرعات أو غرسات في الحَنك الرخو في سقف الحلق للخلف؛ بحيث يتّم وضع غرسات لتساعد في تصلُّب الجزء الرخو من الحلق بالتالي شد المنطقة وتسهيل عبور الهواء.
- عملية استئصال اللوزتين، في حال كانتا تُعيقان مرور الهواء أثناء التنفُّس.