البروستات هي غدّة صغيرة الحجم تقع أسفل المثانة مباشرةً لدى الذكور، تتمثّل وظيفة غدة البروستات الرئيسيّة في إنتاج السائل المنوي، بالإضافة إلى منع تدفّق البول أثناء عملية القذف، قد يُصاب العديد من الذكور بمشاكل في البروستات لدى تقدّمهم بالعمر، مثل سرطان البروستات، وتضخم البروستات، والتهاب البروستات،[1][2] فما هو التهاب البروستات؟ وما هي أسباب التهاب البروستات؟ وما أعراضه؟
التهاب البروستات
يُعرّف التهاب البروستات (Prostatitis) على أنه تهيُّج وتورّم غدة البروستات، ويُعدّ ثالث أكثر مشاكل المسالك البولية انتشارًا لدى الرجال الذين تقِل أعمارهم عن 50 عامًا، يحدُث التهاب البروستات نتيجة عدة أسباب ممّا يُسبّب الشعور بالألم وغيره من الأعراض المزعجة، إذ إنّ ما يُقارب 10% إلى 12% من الرجال قد يُعانون من أعراض التهاب البروستات، فالبعض منها يكون طارئًا، والآخر مُزمنًا.[3][4]
أنواع التهاب البروستات
ينقسِم التهاب البروستات إلى 4 أنواع رئيسيّة:[5][6]
- التهاب البروستات المزمن:
يُسمى أيضًا بمتلازمة آلام الحوض المُزمن، يُعدّ أكثر الأنواع شيوعًا، وغالبًا ما يكون السبب المُؤدّي لهذا النوع من الالتهاب غير بكتيري، إذ يعتقد الباحثون ارتباطه باستجابة الجهاز المناعي لعدوى سابقة بالمسالك البولية، أمّا بالنسبة للأعراض فقد تكون مزمنة وطويلة الأمد، وفي بعض الأوقات قد تشتد أو تختفي.
- التهاب البروستات البكتيري الحاد:
يُعدّ أقل الأنواع شيوعًا ويَنجم عن عدوى بكتيريّة، قد يحدث هذا النوع من الالتهاب في أيّ عُمر، إذ إنّ أعراضه شديدة ومفاجئة، وفي حال تُرك بدون علاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدّد حياة المريض.
- التهاب البروستات البكتيري المزمن:
يحدث التهاب البروستات البكتيري المزمن نتيجة عدوى بكتيرية، يمكن أن يُصيب الأشخاص في فئاتٍ عُمريّة مختلفة، إلا أنّه أكثر شيوعًا عند الشباب وغالبًا ما تتطوّر أعراضه تدريجيًا مع مرور الوقت، ولا تظهر فجأة.
- التهاب البروستات عديم الأعراض:
غالبًا ما يُشخّص هذا النوع بالصدفة، أثناء إجراء بعض التحاليل المخبرية المرتبطة بمشاكل المسالك البولية أو الخصوبة، وهو شائع لدى الأشخاص المصابين بتضخم البروستات الحميد ولا يُصاحبه أيّ أعراض التهابية.
أسباب التهاب البروستات
يمكن أن تؤدّي مجموعة من الأسباب إلى التهاب البروستات:
- أسباب بكتيرية: يحدث التهاب البروستات في هذه الحالة نتيجة تسرّب البكتيريا إلى غدة البروستات من مجرى البول لدى الإصابة بالتهاب المسالك البولية، مثل الإشريكية القولونية (Escherichia coli)، بالإضافة إلى البكتيريا التي قد تنتقل بسبب الأمراض الجنسية، مثل النيسرية البنية (Neisseria gonorrhoeae)، والمتدثرة الحثرية (Chlamydia trachomatis)، أو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).[3]
- أسباب غير بكتيرية، يمكن أن يحدُث التهاب البروستات أيضًا بسبب الإجهاد النفسي والتوتر، أو التعرّض لإصابة جسدية مباشرة، أو تعرّض المسالك البولية لإصابة أثناء عملية جراحية، أو نتيجة عدوى بكتيرية سابقة في البروستات.[7]
أعراض التهاب البروستات
تختلف أعراض التهاب البروستات من شخصٍ لآخر، كما أنّها تعتمد على نوع الالتهاب الذي يُعاني منه المريض.[8]
أعراض التهاب البروستات المزمن
تتمثّل أعراض التهاب البروستات المزمن:[8][9]
- الشعور بالألم في الأعضاء التناسلية وأسفل البطن.
- ألم حول منطقة الحوض وأسفل الظهر.
- مشاكل في الانتصاب وسرعة القذف.
- الشعور بالحرقان عند القذف.
- ضعف تدفق البول، ممّا يؤدي إلى التبوّل المتكرر وصعوبة تفريغ المثانة.
- الشعور بالألم عند التبوّل أو بعده.
- اضطرابات في الأمعاء، كالانتفاخ والإسهال.
- الحاجة المُلحّة للتبوّل.
- البول المُتقطّع والضعيف.
أعراض التهاب البروستات البكتيري الحاد
تظهر أعراض التهاب البروستات البكتيري الحاد فجأة، إذ تشمل:[8][9]
- الحمّى.
- القشعريرة.
- الشعور بآلام في منطقة الحوض.
- الشعور بألم في منطقة العجان بين كيس الصفن وفتحة الشرج.
- ألم وحرقان أثناء التبوّل.
- كثرة التبوّل، بالأخص في الليل.
- ضعف تدفق البول، وصعوبة في تفريغ المثانة.
- انسداد المسالك البولية، ممّا ينتج عنه احتباس البول الحاد، وهو حالة طبيّة طارئة.
أعراض التهاب البروستات البكتيري المزمن
تُعدّ أعراض التهاب البروستات البكتيري المزمن أقل خطورة من الحاد، وغالبًا ما تتطور ببطء، وقد تظهر وتختفي، وتشمل:[9][10]
- ألم وحرقان أثناء التبوّل.
- الرغبة المُلّحة في التبوّل.
- ضعف تدفّق البول، خصوصًا عند البدء بالتبوّل.
- آلام أسفل الظهر، وأسفل البطن، وأعلى الفخذين (المنطقة الأُربية).
- الشعور بالألم عند القذف.
- التهاب المسالك البولية.
أعراض التهاب البروستات عديم الأعراض
تُشخّص حالات التهاب البروستات عديمة الأعراض من خلال وجود خلايا مُقاومة للعدوى في عيّنة السائل المنوي، وذلك أثناء إجراء أحد الفحوصات التشخيصية الخاصّة بحالات العقم أو سرطان البروستات، فهذا النوع من الالتهاب لا أعراض له.[3]
عوامل خطر الإصابة بالتهاب البروستات
غالبًا ما يُصيب التهاب البروستات الذكور في منتصف العمر، لكن يمكن أن تُساهم بعض العوامل الأُخرى في زيادة خطر الإصابة به:[11][12]
- الإصابة السابقة بالتهاب البروستات.
- الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
- الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
- استخدام القسطرة البولية.
- أخذ خزعة من أنسجة البروستات.
- تلف الأعصاب في منطقة الحوض الناتجة عن إجراء جراحي، أو إصابة مباشرة.
- ممارسة بعض النشاطات الجنسيّة الخاطئة أثناء الجماع.
- الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
تشخيص التهاب البروستات
يبدأ طبيب المسالك البولية بسؤال المريض عن الأعراض التي يشكو منها، وفي حال اشتباههِ بأحد أنواع التهاب البروستات قد يُجرِي مجموعة من الفحوصات، أبرزها:
- الفحص السريري: يتضمّن إجراء فحص المستقيم الرقمي للكشف عن أيّ تشوّه في غدة البروستات.[13]
- الفحوصات المخبرية، إذ تشمل عدّة فحوصات:
- فحص البول (Urine analysis): يطلب الطبيب من المريض 3 عينات بول لتأكيد إصابته بالتهاب البروستات البكتيري أو نفيها، وعيّنتين منهما قبل تدليك البروستات، وعيّنة بول ما بعد التدليك، إذ يُجريه الطبيب يدويًا عبر المُستقم للحصول على بعض السوائل التي تفرزها غدة البروستات.[14]
- زراعة مخبرية لعينة البول، لتحديد نوع البكتيريا في حال وجودها.
- مسحة الإحليل (Urethral swab)، تُؤخذ مسحة الإحليل من قِبل الطبيب، ثم فحصها وإجراء زراعة لها للمساعدة بالتشخيص.[15]
- زراعة السائل المنوي (Semin culture)، يُساهم في تشخيص التهاب البروستات البكتيري المزمن.[16]
- الفحص الخاص بمُستضد البروستات النوعي (PSA)، هو عبارة عن فحص دم للكشف عن وجود سرطان البروستات، إلا أن المستويات المُرتفعة له تدل على وجود التهاب بروستات.[3]
- التصوير الإشعاعي لغدة البروستات باستخدام الموجات فوق الصوتية(Ultrasound).[13]
- فحص تدفّق البول، للتأكد من سلامة عضلات الحوض والبروستات.[13]
- تنظير المثانة، للتأكد من المثانة والإحليل والبروستات.[13]
علاج التهاب البروستات
يعتمد علاج التهاب البروستات على السبب الأساسي المُؤدّي للالتهاب، إذ يصف الطبيب العلاج المناسب لحالة المريض، بهدف تخليصه من الالتهاب، وتخفيف الآلام المُصاحبة والمضاعفات، لكن قد تتطلّب بعض الحالات دخول المستشفى لتلقّي العناية اللازمة،[3] وتتضمّن الخيارات العلاجية لالتهاب البروستات:[17]
- المضادات الحيوية، تشمل الفموية والوريديّة، تُحدّد من خلال الطبيب.
- مُسكّنات الألم اللاستيرويدية، لتخفيف الآلام الناتجة عن أعراض التهاب البروستات.
- حاصرات ألفا لإرخاء عضلات الحوض، وتخفيف الانسداد الناجم عن تضخم البروستات.
- مضادات الاكتئاب ومضادات الاختلاج، تُستخدم في حالات التهاب البروستات المزمنة.
نصائح للتخفيف من التهاب البروستات
تجدر الإشارة إلى بعض النصائح التي تُساهم في تخفيف أعراض التهاب البروستات:[3][18]
- الإكثار من شرب الماء، لتقليل فرصة الإصابة بالالتهابات البكتيريّة في المثانة.
- الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول، إذ قد تُهيّج المثانة.
- تجنب تناول الأطعمة الحارّة والغنيّة بالتوابل.
- استخدام الكمادات الدافئة، أو أخذ حمام دافئ.
- ممارسة التمارين الرياضيّة والحرص على الاسترخاء بانتظام.
- تجنّب ممارسة بعض النشاطات، مثل ركوب الخيل أو الدرّاجات.
- تدليك منطقة البروستات، إذ وفقًا لبعض الدراسات يمكن أن يُخفف ذلك من الأعراض المزعجة المُصاحبة لالتهاب البروستات اللابكتيري المُزمن.
مضاعفات التهاب البروستات
يؤدي التهاب البروستات إلى حدوث بعض المضاعفات في حال عدم علاجه:[6][19]
- عدوى بكتيرية في مجرى الدم.
- العجز الجنسي، ومشاكل في الإنجاب.
- تكوّن الخرّاج في البروستات.
- التهاب الأعضاء التناسلية القريبة من غدة البروستات.
دواعي زيارة الطبيب
يُنصَح بمراجعة الطبيب المُختص في المسالك البولية والتناسلية فورًا في حال ظهور أحد الأعراض:[4][11]
- صعوبة في التبوّل مصحوبةً بالحمّى.
- ظهور دم مع البول.
- عدم القدرة على التبوّل على الإطلاق.
- الشعور بألم شديد في الأعضاء التناسليّة أو منطقة الحوض.
- ألم عند الجماع.