علاج إدمان المخدرات

ما هو إدمان المخدرات؟

يُمكن تصنيف إدمان المخدرات على أنّه مرض مُزمن يرتبط باعتماد المدمن القسري على المواد المُخدّرة، بحيث يتأثّر الدماغ تدريجيًّا بكميّة المواد التي يتّم تعاطيها ما ينجُم عنه تغيير سلبي أيضًا على السلوك والجوانب الإجتماعيّة والنفسيّة، بالتالي يُصبح غير قادر على متابعة حياته بشكلٍ طبيعيّ دون تعاطي هذا السُم الزُعاف المُسمّى بالمخدرات.

تتنوّع أصناف المخدّرات التي قد يعتاد الشخص المُدمن عليها كالحشيش، الهيرويين، ...إلخ، ويختلف كل منها في طريقة تأثيره وعلى سرعة اعتياد المدمن عليه، وعلى الرغم من أنّ الإدمان على المخدرات قد يبدأ بمحض التجربة وبتعاطي كميّات قليلة، إلّا أنّ مواصلة التعاطي يجعل كميّة المخدّر اللّازمة لتخطّي حالة الحاجة له لدى المدمن تزدادُ شيئًا فشيئًا مع الوقت.

يحُوز "إدمان المخدرات" على هذه السُمعة السيئة نظرًا للألم النفسيّ والإجتماعيّ الذي قد يُسبّبه للمُدمن والمُقرّبين منه؛ لِذا فإنّ الحاجة للعلاج تُصبح مُلحّة لإعادة التوازن المفقود لحياة المُدمن ومع مَن هُم حوله، وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون من النّاس فإنّ للإدمان علاجٌ ناجح وفعّال يستطيع تحرير المُدمن من سطوة الحاجة الشديدة التي تفرضها المخدرات عليه والتي تنعكس على جميع جوانب حياته.

ما هي أسباب إدمان المخدرات؟

تُعزَى أسباب إدمان المخدرات بحسب اختصاصيي الطب النفسي إلى مجموعة من العوامل والمُسبّبات التي تؤهّل البعض دون غيرهم للتوُّجه لتعاطي المخدرات والإدمان عليها، ويمكن تِعداد أكثر الأسباب شُيوعًا كالتالي:

  • تلعب العوامل الجينيّة والتركيبة الكيميائيّة للدماغ دورًا مهمًّا في الاستجابة للمواد المخدّرة، ففي حين قد يجد البعض متعة في التعاطي والإدمان، إلّا أنّ البعض الآخر قد لا يجد ذات اللذّة والمتعة ممّا يجعل انسحابه من الإدمان أكثر سُهولة من سابقه.
  • الرغبة بالتخلُّص من بعض الاضطرابات النفسيّة مثل القلق والاكتئاب.
  • ضعف الوازع الديني، والفراغ الروحي ممّا يجعل حياة الشخص بلا معنى ولا هدف.

ويُمكن أن تُساهم بعض العوامل المُحيطة في رفع استعداديّة الشخص للإدمان، مثل: التفكُّك الأُسري، رُفقاء السوء وغير ذلك من العوامل الأُخرى.

ما هي العلامات الظاهرة على مدمن المخدرات؟

عند انغماس الشخص في مستنقع المخدّرات، تبدأ مجموعة من العلامات الجسديّة، النفسيّة والاجتماعيّة بالظهور عليه مُدلّلةً على حدوث شيء غريب في حياته، وتكون هذه الأعراض واضحة ولا تَخفى على المُقرّبين من المدمن، أكثرها شُيوعًا:

  • تقلُبات حادّة في المزاج، فقد يبدو سعيدًا جدًا في بعض الأوقات، بينما تنتابه حالة من الغضب والحزن في أوقاتٍ أُخرى.
  • انخفاض الشهيّة للطعام أو زيادتها؛ تِبعًا لنوع المخدّر وتأثيره على الدماغ.
  • إهمال المظهر العام، احمرار العينين وشحوب الوجه، إضافة إلى رائحة كريهة للنَفَس.
  • فقدان الاهتمام بمعظم النشاطات السابقة، والتركيز على نشاطات تضمّن أصدقاء جُدُد من فئة المدمنين على المخدرات.
  • المَيل لإنفاق كَم غير مُعتاد من النقود في سبيل تأمين المادة المخدّرة.
  • المعاناة من اضطرابات النوم.
  • مشاكل كثيرة في العمل.

ما هي الآثار الجانبيّة للمخدرات؟

ممّا لا شكّ فيه بأنّ غياب العقل عن العمل والتفكير واتّخاذ القرار السليم يؤدّي إلى عواقب وخيمة على حياة المدمن الشخصيّة والنفسيّة، وتتعدّاها لتشمل الحياة الاجتماعيّة وعلاقاته بمن هُم حوله، بالتالي يتعرّض مدمن المخدرات لمجموعة من الآثار ذات الأثر السلبي على حياته، منها:

  • تعرُّضه لبعض المشاكل التي تُعرّضه للمُساءلة القانونيّة، مثل السرقة، قيادة المركبات تحت تأثير المخدرات، وغير ذلك.
  • خسارته الكثير من الأصدقاء والمقرّبين بسبب تغيُّر سلوكه.
  • الإصابة ببعض المشاكل الجسديّة التي تؤثّر على صحّته، مثل: مشاكل في الجهاز التنفسي، تلف ومشاكل في الشرايين والأوردة بسبب التعاطي بالحُقن، إضافة إلى الإصابة بمرض الإيدز.
  • تعريض عائلته للإيذاء النفسي وربمّا الجسدي.

ما هو علاج إدمان المخدرات؟

يخضع الشخص المُدمن على المخدرات لبرنامج علاجي شُمولي يضُم جوانب عدّة، بحيث يتمكّن من التشافي والتخلُّص من عبوديّة المخدرات في حال التزامه الكامل بالعلاج تحت إشراف المُتخصّصين النفسيين، ويُمكن تقسيم البرنامج العلاجي ليشمل الجوانب الآتية: 

  • العلاج الدوائي: قد يبدأ الاختصاصي النفسي بوصف أنواع معيّنة من الأدوية للمدمن بغرض تنظيف جسمه من السموم، بالتالي تخليصه من الاحتياج الكيميائي والعُضوي للمادة المُخدّرة.
  • العلاجي النفسي: يستهدف هذا الشّق من العلاج إعادة تأهيل المُدمن نفسيًا وسُلوكيًا، بحيث تتّم مساعدته على تخطّي مرحلة الفراغ الروحي والفِكري وتُقلّل من شعوره بالسلبيّة تِجاه ذاته وتحُد من فرص انتكاسه.
  • العلاج الاجتماعي: وذلك من خلال مساعدة المدمن وتوجيهه نحو أفضل وأسهل الطرق لإعادة انخراطه في المجتمع من حوله وتعزيز قوته وقدرته لمواجهة أي مُغريات قد تُعيده لقبضة تُجار المخدّرات، قد تتضمّن هذه المرحلة على برامج مُنتقاة تتنوّع بين الرياضيّة، الموسيقيّة وغيرها من النشاطات الترفيهيّة.

أهم مقدمي العلاج

اطلب استشارة