نتائج واعدة لدواء جديد لمرض التصلب اللويحي، تجربة مخبرية حديثة

نُشرت دراسة جديدة بتاريخ 8 ديسمبر من العام 2023، استهدفت تجربة دواءٍ جديد لعلاج مرض التصلب اللويحي، وقد جاءت النتائج مُبشّرة فيما أبداه الدواء من فعاليّة في حماية العصبونات والأغشية المُحيطة بها من التلف لدى الفئران المخبرية، ويأمل الباحثون باستكمال عملهم للتحقق من إمكانيّة الانتقال للمراحل السريرية وتجربة الدواء بأمان] على البشر.

استطاع مجموعة باحثين من كندا التوصُّل لنتائج مُبشّرة بعد إجرائهم لتجارب مخبرية على الفئران للتحقق من مدى فعاليّة دواء طوّروه لمواجهة التصلب اللويحي (Multiple Sclerosis (MS)).

اعتمد الباحثون في تجربتهم على تطوير جزيئاتٍ صغيرة تستهدف مُستقبلات جلوتاميت (Glutamate) لحماية الوظائف العصبية، وبخلاف الأبحاث السابقة التي سلّطت الضوء في تجاربها على رد الفعل المناعي الذاتي كما جرَت العادة، فإنّ هذه التجربة اعتمدَت على فرضية حماية الأعصاب من التلف في المراحل المُتقدمة من المرض ممّا سيؤثر إيجابًا في رد الفعل المناعي الذاتي لاحقًا من خلال تقليل الهجمات المناعية الذاتية بتقليل إطلاق الميلين (Myelin) الذي ينجُم عن العصبونات الميتة لدى المُصابين.

يُذكَر بأنّ مرض التصلب اللويحي ينجُم عن مهاجمة أحد أنواع الخلايا المناعية (CD4+T) للميلين المُحيط بالمحاور العصبية ما يتسبّب بتهيُّجه ثم تلفه، والميلين مسؤول عن تسريع عملية إيصال الشارات العصبية عبر الجهاز العصبي المركزي والطرفي، لذلك فإنّ تلف الميلين يتسبّب بمشكلاتٍ عديدة في الوظائف العصبية فيترافق مع مجموعة من الأعراض المزعجة؛ كالشلل أو ضعف الجسم، أو عدم تحمُّل الحرارة، أو العمَى، أو مشاكل في الإدراك والاتزان، أو الاكتئاب.

يُشير الباحثون إلى أنّ ميزة نتائجهم ترتكز على توظيف الدواء الجديد في حماية الأعصاب عِوضًا عن التركيز على إصلاح التلف الناتج عن الاختلالات المناعية، إذ لاحظوا أثر إصلاح أغشية الميلين التالفة لدى الفئران الخاضعة للتجربة، إلى جانب تخفيف الأعراض المرافقة لمرض التصلب اللويحي، ما دفعهم للخروج باستنتاج مفاده إمكانيّة أن يستند علاج التصلب اللويحي على عدّة مسارات دوائية متزامنة سويًا، مناعية وعصبيّة فيستهدف بذلك نقاطًا متعدّدة داخل جسم المُصاب، فيكون ذي فعاليّة أعلى مقارنةً باستخدام علاجٍ أُحادي.

تجدر الإشارة إلى أنّ مرض التصلب اللويحي الذي وُصِف لأول مرة عام 1866 بواسطة عالم الأعصاب (J.-M. Charcot)، ليس له علاج حتى الآن وأسبابه غير معروفة بدقّة، وهو ينتشر بين النساء والشباب بمعدل أعلى من الفئات الأُخرى لأسبابٍ غير معروفة أيضًا، وتُقدّر أعداد المُصابين به عالميًا بما يُقارب 1.8 مليون شخص.

تُشكّل هذه التجربة التي نُشرت نتائجها في مجلة (Science Advances) نقطة بداية في طريق تطوير واعتماد علاجٍ جديد لمرض التصلب اللويحي، إذ لا بُدّ من التحقق من جوانب مختلفة ذات صِلة بالدواء؛ كامتصاصه داخل الجسم، وطريقة استقلابه وطرحه، ومدى سمُيته وأمان استخدامه، وذلك قبل البدء بتجربته على البشر.

المراجع:

كتابة: فريق المحتوى الطبي - طـبـكـان|Tebcan - الأحد ، 10 كانون الأول 2023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري علاج التصلب اللويحي أونلاين عبر طبكان
احجز