يَشغل سرطان المعدة (Gastric cancer) المركز الرابع بين أبرز مسببات الوفاة حول العالم، كما يُعد خامس أنواع الأورام السرطانية انتشارًا بين المصابين بالسرطان عامةً،[1] وعلى الرغم من أنّ احتمالية الإصابة به تزداد مع التقدم في السن وبمتوسط أعمار يبلغ 70 سنة، إلّا أن ما يقارب 10% من حالات الإصابة به تعود لأشخاص لا تتجاوز أعمارهم 45 عامًا.[2]
تجدر الإشارة إلى تسجيل أكثر من مليون إصابة جديدة بسرطان المعدة في عام 2020 وحده، إلى جانب تسببه بوفاة أكثر من 700 ألف شخص حول العالم،[3] فهو من السرطانات الخطيرة، كما أنّ نسب النجاة منه ضئيلة للغاية.[4]
مَن هُم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة؟
انخفضت في الآونة الأخيرة نسب الإصابة بسرطان المعدة في أجزاء مختلفة من العالم، وقد يعود ذلك -بحسب الأبحاث- إلى معايير النظافة الفائقة المُتبناة في الوقت الحالي، بالإضافة إلى تطور طرق حفظ الطعام، وارتفاع نسب القضاء على البكتيريا البوابية الملتوية "الجرثومة الحلزونية" (Helicobacter pylori)، إلى جانب ازدياد استهلاك البشر للخضراوات والفواكه الطازجة،[2] ولكن ظهرت دراسات حديثة مؤخرًا تشير إلى ارتفاع خطير في نسب حدوث سرطان المعدة لدى الأفراد البالغين دون 50 عامًا،[5] ومن عوامل الخطر التي من شأنها زيادة احتمالية الإصابة بسرطان المعدة:[1][4]
- السمنة المفرطة.
- الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux).
- التعرض لعوامل بيئية معينة، مثل العمل في مصانع المطاط، أو تعدين القصدير، أو العمل في معامل الفحم والمعادن.
- التدخين.
- الإصابة بفيروس ابستين بار (Epstein-Barr)، أو الجرثومة الحلزونية.
- عوامل وراثية جينية، فهي المسؤولة عن ما يُقارب 10% من مجمل حالات الإصابة.
ما الأعراض التحذيرية التي تنذر بسرطان المعدة؟
على الرغم من غياب الشعور بأعراض محددة لسرطان المعدة في مراحله الأولى، فإن بعض المرضى قد يشتكون من علامات عرَضية تشير لسرطان المعدة في مراحل مبكرة عند التشخيص، مثل عسر الهضم ومواجهة صعوبة في ابتلاع الطعام، والشعور بالغثيان والتقيؤ، وفقدان الشهية للطعام وخسارة الوزن، وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أن الأعراض الجسدية الأشد وطأة والمرتبطة بسرطان المعدة لا تظهر إلا في مراحل متأخرة يصعُب علاجها،[6] كاستمرار الشعور بالغثيان أو التقيؤ، والشعور بالتعب العام، والإصابة بنزيف في الجهاز الهضمي والذي يُدلل عليه طرح براز دموي، بالإضافة إلى الشعور بكتلة في منطقة البطن، وهنا يجب الإشارة إلى أهمية الحصول على التشخيص الصحيح والمبكر لأي أعراض هضمية مستمرة يشعر بها الشخص بسبب عدم وجود طبيعة محددة لأعراض سرطان المعدة، إذ ترتفع فرص النجاة خلال الخمس سنوات التي تلي العلاج بمقدار 15 -30%.[1][2]
ما طرق الوقاية من سرطان المعدة؟ وما أهم علاجاته الحديثة؟
يلجأ الاختصاصيون إلى الخيار الجراحي لعلاج سرطان المعدة، سواءً بإجراء استئصال كلي أو جزئي وذلك تبعًا لمدى انتشار السرطان في المعدة، كما قد يُستأصل الطحال في الحالات المتقدمة جدًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاج الكيميائي أصبح يُستخدم في الآونة الأخيرة قبل العملية، أو بعدها لدى المرضى في الحالات المتقدمة.[6]
ولأن الوقاية خيرٌ من قنطار علاج، يمكن اتباع طرق وقائية لدى الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة لتجنب الإصابة به مستقبلًا، مثل إجراء تعديلات على الحمية الغذائية المتبعة والتي تشمل تناول الكثير من الخضراوات والفواكه الطازجة، بالإضافة إلى تقليل استهلاك الأطعمة المملحة أو الملح عمومًا،[2] وهو ما أكدته دراسة سريرية منشورة سنة 2024 ميلادي، إذ أكدت ارتباط استهلاك الأطعمة المليئة بالملح بارتفاع خطر الإصابة بسرطان المعدة، وذلك لأن الملح قد يسبب تهيجًا في جدار المعدة وبالتالي تحفيز ظهور الأورام السرطانية، كما يوفر بيئة مناسبة لتكاثر الجرثومة الحلزونية التي تُعد من أبرز أسباب الإصابة بسرطان المعدة، فقد أشارت دراسات سريرية إلى أن علاج جرثومة المعدة يقلل احتمالية الإصابة بسرطان المعدة بمقدار 30 -40%.[2][7]
أمّا أحدث العلاجات التي تستهدف سرطان المعدة، فقد أشارت دراسات سريرية حديثة إلى فعالية دواء زولبيتوكسيماب (Zolbetuximab) في مساعدة مرضى سرطان المعدة المتقدم غير القابل للاستئصال أو المنتشر على منع ظهور أورام حديثة،[8] كما أشارت دراسات أخرى حديثة إلى نجاعة علاج فريد من نوعه، يرتكز مبدؤه على غسل منطقة الصفاق بمحلول ساخن يحتوي على العلاج الكيميائي (Hyperthermic intraperitoneal chemotherapy).[9]