يُوصَف الورم الشحمي (Lipoma) على أنّه كتلة غير سرطانية من الخلايا الدهنية تظهر تحت الجلد، إذ ينمو ببطء ولا يسبّب أيّ ضررٍ للشخص المُصاب، وقد يظهر في أيّ مكانٍ داخل الجسم خصوصًا المناطق التي تحتوي خلايا دهنية، ولكنّ الظهور الأبرز له يكون على الرقبة، أو الكتفين، أو الصدر، أو الأفخاذ، أو الإبطين، بينما تقل نسبة تكوّنهِ في الأعضاء الداخلية والعظام والعضلات.[1]
يُعدّ الورم الشحمي حالة شائعة بين الناس، فقد يعاني شخص واحد بين 1000 شخص من الورم الشحمي خلال حياته، وهو من الحالات التي لا تحتاج إلى علاج، ولكن يُفضّل مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغيّر على الجلد حيث الورم الشحمي.[2]
شكل الورم الشحمي
قد يظهر أكثر من ورمٍ شحمي عند الشخص في الوقت ذاته، وتتميز هذه الأورام بحجمها الصغير الذي يتراوح بين حجم حبة البازلاء أو أكبر من ذلك ببضع سنتيمترات، وتكون لينة واسفنجية طرية الملمس لدرجة تحرّكها مع الإصبع عند الضغط عليها، كما أنّها لا تسبّب أي ألم لِلمصاب إلا عند احتوائها على أوعية دموية داخلها، أو لدى نشوئها بالقرب من الأعصاب.[3][4]
أنواع الورم الشحمي
تتكون جميع أنواع الورم الشحمي من الدهون، وقد يحتوي بعضها على أنسجة وأوعية دموية أُخرى، ويميّز الطبيب بين أنواع الورم الشحمي اعتمادًا على شكل الأنسجة تحت المجهر،[2][5] تشمل أنواع الورم الشحمي:[2][5]
- الورم الشحمي المألوف أو المُعتاد (Conventional lipoma): هو النوع الأكثر انتشارًا بين الأنواع الأُخرى، ويحتوي على خلايا دهنية بيضاء تخزّن الطاقة بداخلها.
- الورم الشحمي اللانمطي (Atypical lipoma): يحتوي على عددٍ كبير من الخلايا إضافةً إلى الدهون التي تتواجد في طبقةٍ أعمق.
- الورم الدموي الدهني (Angiolipoma): يُوصَف بأنّه مؤلم، ويتكون هذا النوع من الأورام الشحمية من عددٍ كبيرٍ من الأوعية الدموية والخلايا الدهنية.
- الورم الشحمي الليفي (Fibrolipoma): يتكوّن هذا النوع من أنسجة ليفيّة وخلايا دهنية.
- الورم الشحمي الإشتائي (Hibernoma): يتميّز هذا الورم باحتوائه على خلايا دهنية بنيّة مقارنةً مع الأنواع الأُخرى التي تتكون من خلايا دهنية بيضاء فقط، وتكمُن وظيفة هذه الخلايا في توليد الحرارة وتنظيم درجة حرارة الجسم.
- الورم الشحمي النقوي (Myelolipoma): يتكوّن من أنسجة دهنية تُنتج خلايا الدم البيضاء.
- ورم الخلايا (الشحمية) المغزليّة (Spindle cell lipoma): يتميّز هذا الورم بخلاياه الدهنية التي تبدو بمظهرٍ طوليّ.
- الورم الشحمي متعدد الأشكال (Pleomorphic): يحتوي هذا النوع على خلايا دهنية متباينة في الشكل والحجم.
أسباب الورم الشحمي
لا يوجد سبب مُحدد للإصابة بالورم الشحمي، ولكن قد تلعب الوراثة دورًا في ذلك، إضافة إلى التعرّض لإصابة جسدية ما في وقت سابق،[5][6] وهناك أيضًا عوامل أُخرى قد تزيد من معدل ظهور الورم الشحمي، من أبرزها:[5][6]
- عدم ممارسة التمارين الرياضية: إذ يظن بعض الأطباء أنّ الأشخاص غير الرياضيين أكثر عرضة للإصابة بالورم الشحمي من النشيطين بدنيًّا.
- الأشخاص في متوسط العمْر: إذ يزداد خطر الإصابة بالورم الشحمي لدى البالغين في منتصف العمر ممّن تتراوح أعمارهم بين 40 و 60 عامًا، ولكن قد يظهر أيضًا عند الأشخاص في أعمارٍ أُخرى.
- الإصابة بأمراضٍ معيّنة قد يزيد من احتمالية ظهور الورم الشحمي، وربّما يظهر أكثر من ورمٍ شحمي عند الشخص المصاب ببعض الأمراض، والتي من أبرزها:
- متلازمة غاردنر (Gardner syndrome): هو مرضٌ وراثي يسبّب ظهور أورامٍ شحمية حميدة وخبيثة عند المصاب، إلى جانب العديد من المشكلات الصحيّة الأُخرى.
- داء الورم الشحمي المتعدد العائلي (Familial multiple lipomatosis): سمّي بهذا الاسم لأنّه من الأمراض الوراثية التي تنتقل في العائلات.
- داء ماديلونغ (Madelung disease): يؤدي هذا المرض إلى ظهور ورمٍ شحمي حول الرقبة والكتف، ويزداد خطر الإصابة به مع شرب الكحوليات والإفراط بها، تحديدًا عند الذكور.
- داء ديركوم (Dercum’s disease) أو متلازمة أندرس: يُعد من الأمراض النادرة التي تسبّب ظهور أورامٍ شحمية مؤلمة في اليدين والساقين والجذع.
تشخيص الورم الشحمي
يعتمد تشخيص الورم الشحمي على إجراء فحصٍ جسدي مكان ظهور الورم إلى جانب تقييم التاريخ الطبي للمريض، لكن قد يُوصي الطبيب بإجراء فحوصاتٍ إضافية لاستبعاد أيّ حالاتٍ أُخرى مشابهة، مثل مرض الساركوما الشحميّة السرطاني (Liposarcoma) الذي يصيب الأنسجة الدهنية، ويسبّب ظهور أورامٍ شحمية مؤلمة سريعة النمو غير متحركة عند الضغط عليها،[2][6] وتشمل الفحوصات المُستخدمة لاستبعاد مرض الساركوما الشحمية والحالات الأُخرى المُشابهة:[2][6]
- الخزعة (Biopsy): يعتمد إجراء الفحص على أخذ عينة من الورم الشحمي من قِبَل طبيب الجلدية، ثمّ تُرسل العينة إلى المختبر لفحصها تحت المجهر.
- التصوير الإشعاعي: وتشمل تصوير الورم بالأشعة السينية (X-rays)، والموجات فوق الصوتية "الألتراساوند"، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي المحوسب (CT-scan).
علاج الورم الشحمي
لا يلجأ الطبيب عادةً إلى علاج الورم الشحمي لأنّه لا يُسبّب أي ضررٍ أو أذى للمريض، ولكن قد يلجأ الطبيب إلى طرقٍ علاجية معينة عندما يكون الورم مؤلمًا ويستمر في النمو،[4][7] وتشمل طرق علاج الورم الشحمي:[4][7]
- الاستئصال الجراحي: يُعد إحدى أكثر الطرق العلاجية استخدامًا لإزالة الورم الشحمي، إذ يحقن الطبيب مكان الورم بأدوية خاصّة للتخدير، ثمّ يَعمد إلى قص جزءٍ من الجلد لاستئصال الورم، ولكن قد يترتّب على هذا الإجراء بعض الآثار الجانبية كَظهور الكدمات أو الندبات.
- تناول الأدوية الستيرويدية: والتي قد تساعد في تقليص حجم الورم الشحمي وانكماشه.
- شفط الورم الشحمي (Liposuction): يعتمد هذا الإجراء على استخدام حقنة كبيرة مع إبرة مجوّفة لِسحب وشفط الأنسجة الدهنية من الورم الشحمي من تحت الجلد.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يجب على الشخص المصاب بالورم الشحمي مراجعة الطبيب عند ظهور المزيد من الأورام الشحمية أو ملاحظة تغيرات معينة في الورم، ومن أبرز التغيرات التي تستدعي رؤية الطبيب:[1][3]
- إذا ترافق الورم الشحمي مع الألم.
- إذا تحول لون الورم للأحمر أو أصبح ساخنًا عند لمسه.
- إذا ازداد معدل نمو الورم بسرعة، أي خلال أسابيع، أو إذا أصبح حجمه كبيرًا فجأةً.
- إذا زادت صلابة الورم الشحمي وأصبحت حركته صعبة عند الضغط عليه بخلاف ما كان عليه سابقًا.
- إذا لاحظ المريض أيّ تغيراتٍ أُخرى على الجلد الذي يغطّي الورم الشحمي.
- إذا ظهر الورم الشحمي في أماكن أُخرى داخل الجسم.
-------------------------------------------
رخصة استخدام الصورة المُرفقة في المقال:
Blausen.com staff (2014). "Medical gallery of Blausen Medical 2014". WikiJournal of Medicine 1 (2). DOI:10.15347/wjm/2014.010. ISSN 2002-4436., CC BY 3.0 <https://creativecommons.org/licenses/by/3.0>, via Wikimedia Commons