يتمتّع الثوم بخصائص طبية عظيمة جعلت منه أحد أشهر المكونات المستخدمة للاستطباب في الطب الشعبي عالميًا منذ قديم الزمان، مثل قدرته على حماية خلايا الكبد والخلايا العصبية من الأمراض، وكونه مضادًا مناعيًا طبيعيًا ومضادًا للحساسية أيضًا، ولكن رائحته النفاذة وطعمه اللاذع يقف عائقًا أمام الرغبة في استهلاكه من الكثيرين، بالإضافة إلى تسببه بأعراض هضمية جانبية لدى البعض، مثل ألم المعدة أو تلف جدارها، كما أنّ تناوله بكمياتٍ كبيرة يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، والحساسية، وانخفاض مستويات الكالسيوم في الجسم.
ظهر الثوم الأسود كبديلٍ ممتاز للثوم المتعارف عليه، كونه مصدر جيد لمضادات الأكسدة بفضل احتوائه على مركب الأليسين (S-allicin) الناجم عن التفاعلات الكيميائية المرافقة لعملية تحضيره، ويجري تحضيره من خلال تعتيق الثوم العادي وتخميره ضمن حرارة ورطوية محددين لمدة تتراوح بين 10 إلى 80 يومًا، وتسهم هذه العملية في تخليص الثوم الأسود من طعمه الحادّ وإكسابه طعمًا حلوًا أو حامضًا، بالإضافة إلى التخلص من الرائحة النفاذة التي يمتلكها، وتحوّل قوامه إلى قوام جيلاتيني مطاطي.
بمقدور الثوم الأسود التصدي للشوارد والجذور الحرّة التي ترتبط بالتفاعلات الالتهابية في الجسم ويتبعها تحوّر وتكاثر غير طبيعي للخلايا مما قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، وذلك بفضل محتواه من الفينولات والفلافونيدات التي تعمل كمضادات للأكسدة والتي ترتفع نسبتها بعملية التعتيق مقارنةً بالثوم الطازج، مما يفتح المجال نحو توسيع رقعة الأبحاث المتعلقة بآليات تصدي الثوم الأسود للسرطانات واستخداماته العلاجية مستقبلًا.
المرجع:
- Stępień AE, Trojniak J, Tabarkiewicz J. (2024) Anti-Cancer and Anti-Inflammatory Properties of Black Garlic. International Journal of Molecular Sciences. doi: https://doi.org/10.3390/ijms25031801